تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

انه الشعب

بدء بواسطة متي اسو, ديسمبر 13, 2014, 06:58:16 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

انه الشعب
لا خير في أمة إرتضت لنفسها ان تقتات على الشعارات .
الحاكم هو الكل في حياتنا ، أكان الحاكم على صواب أم على خطأ .لا دور للشعب في كل ما يحصل ، فالشعب " مصون غير مسؤول " ، تماما كوضع الملك في السابق .
إن كنا نخافه ( الحاكم )  ، نبرر ونصفق له ونحن نغني شعاراته . نردح امامه وكلنا امل في ارضاءه أو الحصول على شيء من فتات موائده .
وإن اردنا انتقاده ، نتلفّت يمنة ويسرى ، ثم نهمس بها بعد ان نتأكد من ان الابواب والشبابيك مغلقة وان الاطفال لا يسمعوننا .
هذا هو الشعب المشلول ، بعضه يظن ان الخير العميم لا يأتي إلا بفضله ، والبعض الآخر يقول ان الشر المستطير لا يتطاير إلا منه .
لا مكان للشعب ولا رأي في مستقبل نفسه ، شعب لا يرى ابعد من انفه ، كتل سلبية إما ان تحب القائد او ان تكرهه حتى الموت ... شعور وشعارات فقط ... لا غير .
حان الوقت كي نقول ان الذنب هو ذنب الشعب نفسه وليس ذنب الحاكم وحده .
هذا الشعب الذي يخاف ان يسأل : لماذا نحن متخلفون بين امم الارض ؟ لماذا نسير الى الوراء ؟
يخاف ان يسأل لأن الذين خافوا مسبقا ان يواجهوا سؤاله ، الذين خافوا ان يتوصل الى الجواب الصحيح من تلقاء نفسه ، فيحررنفسه بنفسه من القيود التي أعاقته طوال حياته وحياة اسلافه ، خافوا من تحرره الذي سينهي خضوعه لهم ... اعطوه " جوابا استباقيا " ، فقالوا له : ليس لك ان تشك أو ان تسأل ، " ان بعض الظن اثم "  ، نحن كنا خير امة ، نحن كنا اهل العلم ، لكن خطأنا اننا وضعنا كل علومنا  في كتاب واحد ، كتاب واحد لم نحافظ عليه  فتمت سرقته .
منذ ذلك الحين ونحن نتعرض لمؤامرات خبيثة نعجز عن  التصدى لها  أو افشالها ... لكننا متسلحون بالايمان وبالشعارات التي لا تخيب ، خذوا هذه الشعارات .. ودعنا نلوكها فهي البلسم الشافي لنا ، وهي التي تُفشل مؤامرات الاعداء علينا .
لم يكن خطأ الحاكم وحده ( أكان صداما ام المالكي ام العبادي او من سيأتي من بعده ) ، دعنا نلقي اللوم على انفسنا ، نعم ، على الشعب نفسه ، الشعب الذي يندفع ويقتحم وهو كامل الاستعداد ليقتل او يُقتل في حربه مع مواطنيه إرضاءً لحاكم او لشيخ !!! الشعب الذي يضطهد اناسا مسالمين لا يحاربونه . الشعب الذي يخاف ان يشك أو ان يسأل ، الشعب الرافض لكل ما هو غير مألوف عن  طريقة تفكيره . الشعب الذي يقول ان هناك ثوابت وقوالب يجب ان تتكيف لتستوعب حجمك ، الشعب الذي يقول : لاينبغي علينا إلا ان نكون مثل " دجاج المصلحة " لا خيار له إلا ان يلتقط الحب الذي يُلقى له .
لو كان بيننا شخص مثل اسحق نيوتن ، وسوّلت له نفسه ( الامارة بالسوء ) ان يسأل " لماذا تسقط التفاحة من الشجرة ؟ "، لكان موضع سخرية واستهزاء وربما طاله الرجم أوعزله في مستشفى المجانين من هذا السؤال السخيف الذي لا يصدر إلا من الذي يعاني علّة في دماغه ... من سؤاله ( السخيف ) ذاك تم اكتشاف نظرية " قوة الجاذبية " العظيمة ...
هل نحن ينقصنا الذكاء ؟ أم مكبلون لا نقوى على السؤال؟ ...
هذه الامة المبتلية بأمراض مزمنة تخاف من تشخيص امراضها اكثر من خوفها من مشرط الجراح .