بعد يومين من تحريرها,, كامرة عنكاوا كوم تتجول في تلكيف

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 23, 2017, 12:28:07 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

بعد يومين من تحريرها,, كامرة عنكاوا كوم تتجول في تلكيف   

 
      
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم\تلكيف\ريفان الحكيم

بتاريخ 19\1\2017 اعلنت قيادة عمليات قادمون يا نينوى عن تحرير مركز قضاء تلكيف بشكل كامل ورفع العلم العراقي فوق المباني الحكومية في البلدة
اليوم وبعد مرور يومين على تحرير البلدة, توجه مراسل عنكاوا كوم ريفان الحكيم الى البلدة ليستطلع احوالها بعد ازالة الثوب الاسود عنها وتحريرها من دنس داعش
وقبل الوصول الى البلدة مررنا بعدة نقاط تفتيش كانت الاولى والثانية تابعتين لقوات الاساييش الكردية في تللسقف وباطنايا, وبعد الحصول على الموافقات الامنية تمكنا من الوصول الى تلكيف ولكن الطريق كان وعرا وطينيا كون الطريق الرئيسي غير مؤمن لغاية الان. وفي مدخل تلكيف واجهنا نقطة تفتيش تابعة للحشد الوطني ولم يسمحوا لنا بالمرور الا بعد الحصول على الموافقة الامنية ليسمحوا لنا بعدها بالدخول الى البلدة راجلا مؤكدين صدور الاوامر بمنع دخول العجلات المدنية الى البلدة.



العم محمود من الشخصيات العربية المعروفة في المنطقة ويتحدث لغة السورث بطلاقة, استقبلنا في سوق البلدة الذي بدا خاويا من المارة ومحلاته مغلقة بشكل شبه تام سيما وان معظمها نال حصته من التخريب والدمار جراء القصف.

ولم يرفض العم محمود مرافقتي في جولتي بالبلدة واثناء التجوال حدثني عن فترة حكم داعش باختصار.
وقال العم محمود ان مسلحي داعش ادعوا انهم جاءوا من اجلنا, لكن في الحقيقة لم نلقى منهم سوى الخراب والدمار والاذى, فهم حرمونا من وظائفنا واعمالنا التجارية.
واضاف محمود...حقيقة كنا نعيش اقسى فترات حياتنا, كنا نتشارك السيكارة بين ثلاث او اوربع اشخاص فعلبة السجائر وصل ثمنها الى اكثر من 10 الاف دينار.
اما البيض فلم نتذوقه منذ اشهر عدة, تخيل ان سعر البيضة الواحدة كان الف دينار, وسعر كيس الطحين كان 50 الف دينار اما كيلو الطماطة فتجاوز الـ 2500 دينار. كل هذا الغلاء رافقه غياب شبه تام للموارد المادية.



وفي اجابته عن سؤالنا حول ايجابيات التنظيم لأهل البلدة قال العم محمود " بعد كل ما ذكرته لك ما الذي تتوقعه ان يكون ايجابيا.. صدقا لم يكن لديهم اي نقطة ايجابية.
واخبرني العم محمود بوجود عدد من المسيحيين ممن بقوا في البلدة اثناء فترة حكم التنظيم مؤكدا ان من بقوا هم اما من ذوي الاحتياجات الخاصة او ممن يعانون من امراض نفسية وتوجه بنا الى زقاق ضيق في البلدة القديمة لنصل الى بيت سيدة مسيحية والتي ابلغتنا ان اسمها دلال متي حنا وانها بقت مع ابنها ي تلكيف ابان سيطرة داعش على البلدة لانهم ليس لديهم اقارب ولان ابنها مريض ولديه صمامات في القلب ولايتحمل البرد.

وبينت دلال ان مسلحي التنظيم  وبعد سيطرتهم على البلدة جاءوا الى بيتها وطلبوا منها دفع الجزية واخبرتهم انها لاتملك اي مال وانها كانت ولا تزال تعيش على المساعدات التي يتبرع بها الخيرين كون ابنها مريض ويحتاج الى العلاج بشكل مستمر.



وبعد ايام جاءوا ثانية وقالوا لي " اذهبي الي اقربائك اليهود في كركوك فلا مكان لكم هنا" وفعلا قاموا بجمعنا ووضعونا في تحد الباصات وتوجهوا بنا الى كركوك, وقبيل الوصول الى كركوك استوقفتنا نقطة تفتيش تابعه للتنظيم, واستفسروا عنا, وعندما علموا بحالتنا امروا باعادتنا الى تلكيف لاننا جميعنا كنا من كبار السن او مرضى.
واوضحت دلال ان اهالي البلدة من العرب كانوا كثيرا ما يقدمون المساعدة لنا من ماكل ومشرب بقدر المستطاع.
اما عن مسلحي التنظيم فقالت دلال انهم كانوا يطلبون منا ان ندخل الى الاسلام ونصلي فابلغتهم اني مريضة جدا وغير قادرة على الصلاة ابدا.
وختمت دلال حديثها معنا بالاستفسار عن موعد وصول المساعدات الانسانية الة تلكيف حاملة بيدها بطاقتها التموينية.
و فور انتهاء محادثتنا سمعت احد الاطفال من سكان المنطقة يصرخ ويقول  "قنبلة" ودلنا على مكانها لنكتشف انها قذيفة هاون غير منفجرة.



نسبة الدمار في البلدة لاتتجاوز الـ 5% وكان لبيوت المسيحيين الحصة الكبرى من هذه النسبة, فمعظم البيوت المدمرة جراء القصف او الحرق كانت تعود لمسيحيين كان مسلحوا التنظيم قد شغلوها بعد استيلائهم على معظم مناطق سهل نينوى في السادس من اب عام 2014.



ففي وسط البلدة استوقفني بيت فخم يعود لعائلة مسيحية, لكنه مدمر بشكل كبير جراء قصف صاروخي لطائرات التحالف حيث كان التنظيم الارهابية قد وضع سيارة حمل كبيرة (قلاب) في مرأب البيت فقامت طائرات التحالف بقصفها مما ادى الى تدمير البيت.


كنائس البلدة كان لها نصيب ليس بالقليل من الدمار والتخريب والحرق, فاحدة الكنائس كان لتنظيم يستخدمها كحقل للرماية اما مزار مارت شموني فكان التنظيم يستخدمه كمنطلق لقذائف الهاون حيث وجدنا بعض العتاد الغير منفجر داخل المزار.


اما الدوائر الحكومية فتعرضت جميعها الى الحرق والتخريب ومن بين الدوائر التي شملتها جولتنا مبنى القام مقامية, مديرية البلدية, مديرية الشرطة (التي تعرضت للدمار الكامل), بناية المحكمة, محطة التعبئة ومصرف الرافدين





جولتنا التي استمرت زهاء الثلاث ساعات لم تغطي كل البلدة, فبعض الشوارع كانت ممنوعة علينا وذلك لوجود وفد رفيع المستوى في زيارة للبلدة, الا ان مصدر عسكري اكد لنا اكتشاف انفاق لم تستكشف لغاية الان بالاضافة الى اكتشاف منزل مفخخ لم يعالج لغاية الان.


صور تلكيف بعد التحرير