باحث من تورونتو يعمل على الحفاظ على المخطوطات السريانية القديمة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 28, 2014, 03:53:11 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

باحث من تورونتو يعمل على الحفاظ على المخطوطات  السريانية القديمة


برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم – أنكي شين – ترجمة رشوان عصام الدقاق

قبل أكثر من عقد من الزمن، قضى أمير حراق 3 فصول من الصيف الحار في وطنه العراق مستخدماً التصوير الفوتوغرافي لنسخ النقوش المكتوبة باللغة السريانية الكلاسيكية. لقد عقد العزم باحث جامعة تورونتو أمير حراق لتوثيق النقوش القديمة التي تعود  لقرون عديدة مضت، مع معرفته بإحتمال ضياع العديد منها.
عادت مخاوف وقلق السيد حراق في شهر تموز الماضي بعد سيطرة الارهابيين من مسلحي الدولة الاسلامية على دير مار بهنام الكاثوليكي الواقع في شمال العراق، وبعد أن قاموا بتفجير جامع النبي يونس (يونان) في مدينة الموصل.
قال السيد حراق، استاذ اللغات السريانية والآرامية في جامعة تورونتو التي تُعّد مركزاً لأكبر مجموعة لصوّر النقوش السريانية من العراق والتي يعود البعض منها الى دير مار بهنام، إنها كارثة فهذه النقوش ليست محلية فقط إذ يحكي بعضها عن أحداث عالمية وحروب وأوبئة، وهي تحتوي على جميع أنواع المعلومات إضافة الى التراث المسيحي في العراق الذي يعود الى زمن رُسل السيد المسيح.
أصبحت اللغة السريانية، التي ظهرت قبل 3000 عام كإحدى لهجات اللغة السامية، لغة المسيحيين في الشرق الأوسط. يرجع تاريخ النقوش السريانية الى القرن الميلادي الأول حيث كانت تُستعمل في الأوزان الشعرية، وتم العثور عليها في لبنان وسوريا وفي جميع أنحاء العراق وايران ووصلت الى الهند والصين. – لقد كانت دليلاً على التقليد المسيحي الشرقي قبل وصول المبشرين الأوربيين الى آسيا لنشر الأفكار الغربية المسيحية.
على عكس المخطوطات، تُمثل النقوش وثائق محفورة في بعض المواد، مثل الحجر والخشب والمعادن، وتُعّد الدليل لكشف التفاصيل الثقافية والتاريخية التي تستعمل عادة في الأعمال الأدبية.
قال كولين كلارك، مدير المركز الكندي للوثائق التصويرية، إذا كان لدينا نقش حجري يعود الى القرن الميلادي الثاني مثلاً، فإن ذلك السجل يكون جامداً لتلك الفترة في حين أنه يُعاد كتابة الأعمال الأدبية مع مرور الوقت.
في شهر تشرين الثاني الماضي قام المركز الكندي للوثائق الصورية الذي يقع في جامعة تورونتو، لكنه يعمل بشكل معهد مسقل، قام بإفتتاح قاعدة بيانات للنقوش السريانية من تلك التي جمعها السيد حراق والتي تزيد عن 600 صورة، واشتملت على صوّر للنقوش من العراق التي تضررت حالياً أو فُقِدت. ولتوثيق هذه النقوش، قضى السيد حراق أياماً طويلة في تنظيفها وتدوينها يدوياً.
وكان الباحثون قد علموا مؤخراً أن تفجير جامع النبي يونان قد كشف عن نقوش سريانية تعود الى الكنيسة التي كانت تحت الضريح. وكان السيد حراق في تواصل مع الباحثين على أمل الحفاظ على تلك النقوش، وستضاف الصوّر الى فهرس الأنترنيت للمركز الكندي للوثائق التصويرية.
ولم يتلقى هذا المركز الذي تم استحداثه في عام 2010 أي تمويل إذ يعمل كامل كادره بشكل طوعي، ويشمل ذلك أمناء المكتبات والمحفوظات وطلاب الدراسات العليا الذين يُكرسون ساعات طويلة للحفاظ على التحويل الرقمي والنسخ الباقية من النقوش.
وقال السيد حراق، إن العمل الحقيقي للصواميل والروابط التي نستخدمها يتم عن طريق مهنيين محترفين ولا يقوم أي مصوّر آخر بذلك. وأضاف، أعتقد أننا أبلينا بلاءً حسناً في المشروع الذي كان حقاً للجمهور مدة 6 الى 8 أشهر فقط.