محردة، أكبر تجمع مسيحي في سوريا، تستعد لمعركة مع "جبهة النصرة" الارهابية

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 28, 2014, 03:16:24 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

محردة، أكبر تجمع مسيحي في سوريا، تستعد لمعركة مع "جبهة النصرة" الارهابية


برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم- حماة- خاص

تستعد بلدة محردة، وسط سوريا، لمعركة قريبة مع "جبهة النصرة" التي استنفر مسلحوها في ريف حماة مضيّهم في ما سمّوه "غزوة محردة" بعد أن أعطى أبو محمد الجولاني قائد "الجبهة" إشارة البدء بـ "الغزوة" شخصياً حسب تغريدة الشيخ السعودي الشهير عبد الله المحيسني على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي.

وتعد "محردة" أكبر التجمعات المسيحية الحضرية في سوريا التي تشهد منذ آذار 2011، صراعاً مسلحاً طرفاه هما النظام السوري وإيران ومن خلفهما الصين وروسيا والآخر مقاتلون سوريون وأجانب ورائهم تركيا والولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية والعربية في مقدمتهم السعودية وقطر.

وتشير التقارير الواردة إلى وصول تعزيزات منذ أيام من مدينة حلب لتقاتل إلى جانب قوات الجيش من حمص وحماه، بالإضافة إلى قوات "الدفاع الوطني" و"اللجان الشعبية" في ريف المدينة.

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادرها إن "الاستعدادات الجارية للهجوم المزعوم من (قرية) حلفايا... تجري بالتزامن مع قدوم تعزيزات للمسلحين إلى حلفايا"، ويتوقع المصدر جدولاً زمنياً لبدء الهجوم المزعوم، خلال مدة أقصاها 48 ساعة، بهدف تحقيق تقدم مهم في ريف حماه الغربي لمصلحة جبهة النصرة؛ الجناح السوري لتنظيم "القاعدة".

وقال المصدر إن خطة بدء العملية المتوقعة على محردة ستقوم على السيارات والعربات المفخخة. كذلك تقوم خطة الهجوم على إشغال الجيش في نقاط تمركزه القريبة، وأبرزها خطّاب ومعسكر الحامدية القريب، والتابع لريف محافظة إدلب.

وفي تلك الأثناء تواصل قصف المسلحين على مدينة محردة بصواريخ "غراد"، ما أوقع إصابات بشرية ومادية منها حريق ضخم داخل محطة محردة الحرارية، وتم إخماده قبل الامتداد إلى الأقسام الميكانيكية والكهربائية في المحطة، حسب تصريح مديرها علي هيفا لوكالة الأنباء السورية الرسمية.

وكتب الصحافي اللبناني إيلي حنا الذي زار محردة مؤخراً إن أهالي "محردة الأرثوذكسية" لم يوضبوا "حقائبهم بعد. وهل تسنّى للمسيحيين في الموصل أن يوضّبوا ذكرياتهم للسفر؟ مع أن موعد التغريبة أعدّ مسبقاً. إخوان داعش على الأبواب، صحيح، لكن محرّدة ليست الموصل، وباريس كلّها لا تساوي (قعدة) في الدار العتيق... في الحقائب لا شيء غير البنادق" في إشارة إلى استعداد الأهالي للدفاع عن بلدتهم وعدم النزوح منها كما حصل في بعض مناطق شعبنا في العراق.

ويوضح الكاتب اليساري أن "العسكرة" بدأت "في محرّدة قبل عامين تقريباً، بعد سلسلة من أعمال الخطف والاعتداءات. كلّ يحرس حيّه. وعسكرة المدينة، لا تنفي السِّلمية التي لا تزال ترسم معالم الحياة هنا، حتى إن الخطف المضاد، هو آخر الأجوبة عن سؤال: كيف تردّون إذا خطف واحد منكم؟".

وقال "قبل عام بالضبط، صدّت اللجان الشعبية بالتعاون مع الجيش هجوماً متوسطاً على المدينة. أما اليوم، فمقاتلو الدفاع الوطني (وهي ميليشيا أنشأتها المخابرات السورية) والقوميين (الحزب القومي السوري الاجتماعي) في حالة تأهب دائم في نقاطهم العسكرية، وقلة قليلة من الرجال لا تحمل السلاح، وتتعاون النساء على مدّ المقاتلين بالطعام".

و تقع محرّدة في الشمال الغربي لمدينة حماه على حوض نهر العاصي الآتي من الهرمل اللبنانية، ويفصلها عنها 25 كلم. كما تبعد عن منطقة السقيلبية المسيحية في شمالها الغربي المسافة نفسها. وتعدّ أولى الحواضر المأهولة في المنطقة المفتوحة على لسان البادية السورية من الشرق، ولا يحد الأفق من الجهة الغربية للبلدة سوى قمم جبال الساحل السوري، مروراً بسهول الغاب، مدخل حماه إلى إدلب، المزروع بالقمح.

صمدت محرّدة منذ القرن الرابع الميلادي تحت نير الغزوات والفاتحين، وفيها قلعة "شيزر" التاريخية المشرفة على حوض العاصي في الشمال، ودير تاريخي مغمور للقديس مار جرجس، في ظلّ الشهرة الواسعة لدير "مار جرجس الحميرة" في مرمريتا الحمصية. يقطن المدينة 22 ألف نسمة في حارات أربع، تتوزع فيها خمس كنائس وخمسة مستشفيات. ومن عائلاتها: فلاحة، عفور، سلوم، بيطار، يعقوب، هزيم.