مشاكسة أيضحكــــون لنــــا أم يضحكـــــون علينــــــا ؟ / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 17, 2014, 09:00:14 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة

أيضحكــــون لنــــا
أم يضحكـــــون علينــــــا ؟




  مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

مثل اعصار مكنون أو بركان مجنون، تفجرت الدعايات الانتخابية للجولة القادمة من الانتخابات البرلمانية بزخم وسرعة واتساع لتكتسح الشوارع والساحات وجدران البنايات والسيارات والاذاعات والفضائيات واعمدة الكهرباء واسطح العمارات والمواقع الالكترونية سواء الاعلامية والخبرية منها أم مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك ازدهت الجسور والانفاق بأرقى  الشعارات الثورية البعيدة عن الكذب والدجل والخداع والنفاق، لانها جميعا انما تهدف إلى خوض هذا السباق لخدمة العراق.
ومعها، ازدانت شوارعنا وساحاتنا واسواقنا ومعظم الحافلات والسيارات التي تصادفنا بأروع وألذ واجمل الابتسامات المرسومة على معظم الوجوه النظرة للمرشحين والمرشحات، مقرونة بالنظرات الحانيات التي تعدنا وفق ادنى التفسيرات والتوقعات برفع مستوى ونوعية مفردات مواد البطاقة التموينية الى مستوى المنتجات الاوربية، مما افرز سؤالا فضوليا  هل سيقابلنا هؤلاء المرشحين بعد فوزهم بنفس هذه الابتسامات؟ أم ان بعضهم سينكرنا بعد فوزه في الانتخابات كما انكر يهوذا سيده المسيح قبل آلاف السنوات؟ أم اننا اذا غامرنا وحاولنا التقرب من مقرات سكن بعضهم ومارسنا شجاعة اسطورية في محاولة طرق ابوابهم سنكون هدفا لبرامج ومراسم ومفردات الاحتفاءات الانسانية (الثورية) الخاصة التي يجيدها بعض افراد الحمايات والتي تراعى فيها جميع بنود ومواد وفقرات الاعلان العالمي لعقوق، (عفوا لحقوق) الانسان وفي مقدمتها ارق انواع التسويفات وبرامج الاستهزاءات والتندرات التي ربما تخدش الكرامات، وبعد اخضاعنا لادق التحوطات التفتيشية والاسئلة الكونية ومحاولة معرفة الانتماء الطائفي والسياسي والعرقي والقومي والديني ومميزات الخريطة الجينية لاجداد اجدادنا سيعتذرون لنا بان البرلماني الهمام لا يزال منذ ايام خارج البلاد لانجاز اعقد واصعب واخطر المهمات الستراتيجية خدمة لاهدافنا الوطنية، في الوقت الذي، ربما، يكون فيه مواصلاً جولاته السياحية لشراء المزيد من الشقق والفلل والقصور والشركات الشخصية وتنمية موارده العائلية، في غياب فاضح لسؤال محدد واضح (من اين لك هذا... يا هذا ؟؟؟).
الى ذلك، فقد تساقطت الشعارات الثورية التقدمية الاشتراكية للمرشحين مطرا على البلاد واغرقت بفيضها العباد مثل مزنة ربيعية باحلامها ووعودها الوردية والعجائبية والتي جعلت معظم الشعوب والدول والامم والاحزاب والتكتلات والحكومات الاوربية تسرع لاستنساخها ولاستعارة قيمها واهدافها من منطلق ايمانها بان هذه الشعارات لو طبقت لأرست دعائم مجتمع انساني جديد مجيد فريد، لا أثر فيه للعنف والارهاب ولا للجوع والفساد ولا للجرائم والانحرافات ولا للتهميش والاستحواذ ولا للصفقات السياسية المشبوهة او للصفقات الغذائية غير الصالحة للاستخدام البشري ولا للاعتقالات التعسفية ولا للعنف والتهجير الطائفي ولا للخلافات الحكومية البرلمانية ولا لفساد ابناء بعض المسؤولين واطلاق ايديهم لسرقة واذلال الآخرين والاستحواذ على حقوق الفقراء والمعدمين والمتاجرة بمعاناة المسحوقين.
ومن بين الاشكال الحضارية العلمية التقدمية المؤثرة للدعايات الانتخابية، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا عديدة وفريدة كان في مقدمتها دعاية انتخابية لمرشح ربما يمتلك هو او أحد اقاربه مطعما لبيع الدجاج المشوي، حيث بادر فريق دعايته الانتخابية (وفقا للمواقع التي تناقلت الخبر) إلى وضع صورته ودعايته الانتخابية على اواني الدجاج المعدة للبيع بعد تغليفها بالسلوفاين كاحدى وسائل الدعاية الانتخابية غير التقليدية ، وقد علق احد الخبثاء قائلا: (اما انه يعد الناخبين في حالة فوزه  بتوفير وجبات من الدجاج المشوي لهم ضمن مفردات البطاقة التموينية، أو انه يعدهم  في حال فوزه بشيهم كالدجاج اذا تجرأوا برفع اصوات الاحتجاج ضد الفساد).
في موقع اخر وضمن الحملات الانتخابية لاحدى المرشحات الفاضلات نشر الموقع صورتين لها على تقويم خاص بها لعام 2014، احدهما يحمل صورتها وهي محجبة والثانية بدون حجاب مرفقا بايضاح لطيف طريف يقول ان تقويمها الاول يستهدف استقطاب الاسلاميين بينما الثاني يستهدف استقطاب الليبراليين، احد الزملاء علق قائلا (لو كنت مرشحا لبادرت إلى اصدار تقويم بعشر صور مختلفة لي، واحدة بالزي العربي والاخرى بالزي الكوردي وثالثة بالزي الآشوري واخرى بالزي الايزيدي واخرى بالزي الكلداني واخرى بالزي التركماني واخرى بالزي الشبكي واخرى بالزي السرياني واخرى بالزي الارمني ولا باس ان اصدر اخرى بالزي الذي كان يرتديه حمورابي، بدل اهمال بقية المكونات مادام الامر قد تحول الى اشبه بعرض للازياء)، اما مرشحة فاضلة اخرى فقد رفعت شعار (انتخبوا مرشحتكم المعلمة الفاضلة لفلذات اكبادكم والداعمة للارامل)، ورغم تقديري العالي لها لاهتمامها بشريحة الارامل التي تستحق الدعم بالتأكيد , الا انني لم افهم لماذا الارامل فحسب، ثم الا تستحق بقية الشرائح الاجتماعية المحتاجة للرعاية ايضا جانبا من التفاتتها  (الانسانية) كاليتامى والمقعدين وذوي الاحتيجات الخاصة ومرضى السرطان الذين لا يمتلكون تكاليف العلاج والمشردين واطفال الشوارع؟
بيد ان ابرز التعليقات واشدها ذكاءً ومحتوى فلسفيا جاءت على لسان احد زملائنا وهو يرصد الابتسامات والضحكات (الملائكية) المرسومة على وجوه بعض المرشحين القدامى الذين كانوا اعضاء سابقين في الدورات الماضية ولم يحققوا شيئا من وعودهم الانتخابية الماضية ومع ذلك اعادوا ترشيح انفسهم ثانية، حيث تساءل بموضوعية مشروعة (لست ادري هل ان بعض هؤلاء الذين فشلوا في تحقيق اي انجاز خلال الدورات السابقة ومع ذلك اعادوا ترشيح انفسهم , هل هم يضحكون لنا؟ أم انهم يضحكون علينا؟).

Malalah_faraj@yahoo.com