السحرة والمنجمون وأشياء أخرى / الاستاذ اسامة غاندي

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يناير 28, 2012, 05:16:29 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

السحرة والمنجمون وأشياء أخرى   /  الاستاذ اسامة غاندي



أم عصام إمرأة سحقها الفقر , وزوج حالم عاطل عن العمل قبل أن يعبث بوش الابن بالعراق , يقضي ليله في شارع حلب يكتشف مواهب كل الساقطين من المجتمع نهارا , وابن (يمّشي الشط عسل ) ويسحر المستثمرين والاغنياء بكلام معسول منمق مع امثلة وهمية ويقودهم الى فتح مشاريع تجارية والصرف عليها , ثم يتركهم لمصيرهم المفجع لأنه لا يعرف الفقرة التالية , ولا يجيد الا الكلام ,فتراهم بعد حين وقد اصطفوا امام بيته ليلا , لتبدأ أم عصام تهدئتهم والتفاوض معهم وهم يلعنون ويشتمون , وهو يسمعهم من مخبئه في (العلّية )* التي ربما صّممها البناءون لهذا الغرض .
ساقها هذا الوضع إلى البحث عن منقذ ومخلص من هذا الدوران العبثي في الحياة .
فقصدت بناءا على استشارة احدى (النطاسيات ) من زميلاتها , قصدت أحد الذين يتعاطون التنجيم أو السحر وفك الطلاسم أو فتاحي الفال في شارع الفاروق القريب من بيتها , وكالعادة اعطاها هذا (النطاسي ) ايضا مهدئات كتلك التي كانت تعطى للعراق بعد (التحرير ) , واوهمها أن عملا جليلا قد عٌمل لها وأن احد الشبان قد وضع عينه عليها قبل أن ينتبه الى انها متزوجة ولايطمع فيها طامع , اعطتها هذه المراجعات حقنة مهدئة للوضع وفي الوقت نفسه اشبعت فضولا كان لديها وتبريرا لصاحباتها انها لم تشكو العازة لعلة في الزوج او الولد أو البرنامج النووي , إنما العلة في قوة روحية اعاقتها عن اداء رسالتها ( التاريخية) في الحياة . ومن كثرة مراجعاتها للسحرة اصبحت تلم ببعض الطقوس والممارسات , الامر الذي شجعها ان تهمس احيانا بقدرتها على قراْة الطالع ومعرفة المستقبل وإبطال السحر .
هذا الهمس والفخفخة الصامته التقطها (فلاح البايسكلجي ) , وكان أول ضحاياها وضحية الفضول المشوب (بالمعجية ) الذي يتمتع به .
فلاح هذا كان صاحب محل لتصليح البايسكلات(في غاس العوجي مال ام عصام ) في الوقت الذي لم يبقى هناك بايسكل ولاسيارة , ولم تعد هناك طرق سالكة تسمح لسير البايسكلات . بعد أن اصبحت حفرا لتخزين الماء ايام المطر , وكان يفكر ان يقلب مصلحته الى طرشي او شربت أو باجة أو فلافل , وهذه هي الاعمال التي تدخل بورصة نيورك فقط , لكنه لم يجد الصرماية اللازمة لذلك , وبما انه كان يرى جموع الداخلين والخارجين من النساء من بيت (أم عصام ) فانه ظن بها خيرا . وقصدها يستشيرها في طريقة استرجاع اربع دجاجات محجوزة لدى مركز شرطة الزنجيلي في الحديقة(حيث يقع بيته في الزنجيلي ) , وانه ينوي اخذهم بدون علم الشرطة , فكتبت له حجاب فيه اية كريمة (وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لايبصرون ) هذه الاية يتقنها كل العاملين في المجال المغناطيسي (السحر ) ويحرفون مرادها ودلالاتها السامية ,
والدجاجات الاربعة هي في الحقيقة مصادرة من احد اللصوص الذين قبض عليهم في المركز وهي (مبرز جرمي ) وقد اثارت اهتمام فلاح , كما أسالت لعاب شرطي في المركز , اراد ان يتعشى بهم جمعا ويلقى بالتهمة على احد المجهولين على اساس انهم سٌرقوا من المركز .
وكانت الليلة الموعودة ..فلاح يدخل حديقة المركز لسرقة الدجاج والشرطي قابع في الظلام وراء القفص يرتب القضية على اساس انها سرقة من مجهول , فما كاد فلاح يمد يده حتى علا الصراخ من الشرطي وكبلت ايدي فلاح في الحال وسط دهشة فلاح ليس من الموقف , وانما من سرعة تحرك الشرطة ويقظتها والمهنية العالية في الحفاظ على النظام . (ورك احد يبوق من شرطة )
حكم على فلاح اربع سنوات سجن في اربع دجاجات فيما يحكم على السياسيين في العالم باربع اوسمة وجوازات دبلوماسية ورئاسة مدى الحياة ليس لسرقة الملايين انما لسرقة المصير الادمي .
في الصباح حينما علمت أم عصام بالامر وخشيت ان يذكر اسمها في التحقيق . اشاعت بين معارفها : أنها هي من أودى فلاح الى السجن لانه خالف نصائحها . بالمقابل فان فلاح أدرك ان ماجرى عقوبة من أم عصام لانه كذب عليها بشأن الدجاج وبات على يقين أن أم عصام (اتشور ) واشاع هذه القناعة لزواره في السجن , واخذ هذه القناعة وتدفأ بها في سنوات محكوميته , وعلا كعب أم عصام في سوق الروحانيات .
في الموصل ولاسباب اجتماعية وتاريخية وثقافية ايضا نشط فيما مضى عمل السحرة والمنجمين وفتاحي الفال والروحانيين وقارئي الكف , على اختلاف التسميات , وراجت عملية الهروب الى الغيب لمداراة واقع فاسد ووضع اجتماعي سيء مع غياب البدائل العملية والمعالجات المدنية لحالة التردي الاجتماعي . كما ان هذه الوظيفة انتقلت من عنوان الى اخر ومن صيغة الى اخرى ساحبة معها نفس العوامل ونفس البيئات مع اختلاف في المرتكزات والطابع.
كان في الموصل عدد من المنجمين والعرافين لازالت ذاكرة الموصليين تحمل بعضا منهم , فهناك عبد الكريم الفلكي الرجل القادم من السليمانية (وان كان هناك من يقول انه ايراني ) والذي افتتح محلا له في بداية سوق الصياغ من جهة شارع غازي ومارس السحر واخواته , وكان له زبائن ومعارف يؤمنون بقدراته قبل ان ينتقل الى السوق الصغير , وهناك ادركته الفاقة وانتهت خزعبلاته وكبر سنه ورؤي آخر عمره على كرسي متحرك وقد بترت رجله من الفخذ تدفعه امرأته الشابة التي تزوجها نتيجة فتح روحاني . وقد سئل عن هذا المصير فقال ان خادمي (يقصد الخادم الجني المكلف بخدمته ) قد تخلى عني , ولما سئل عن السبب ...قال ان الخادم ذهب لشراء الكباب فالتقطته مفرزة للجيش الشعبي ( وما فلتتو الا بعد ان خدم في اربع قواطع جيش شعبي ).
وعبد الرزاق العصري الذي كان يقرأ الكف ويكشف الطالع ويدل على السرقات ويمارس عمله في بيته في منطقة حضيرة السادة في الفرع الطالع منها الى محلة باب المسجد ثم الى المشاهدة , وقد سرق بيته مرتين حسبما تواردت الاخبار .
والشيخ على ابو تحسين في منطقة الرشيدية , وكان بعده النسبي عن الموصل يوحي بنطاسيته وجهبذته ويغري الكثير بالحج اليه , وأعطاه هذا البعد اعلان مجاني في التفرد .ويقال انه بقايا الحملة الفارسية على الموصل زمن طهماسب .
والشيخ نديم في موصل الجديدة وكان بيته في اطراف الموصل يوفر سرية وسترا للنسوة اللاتي يقصدنه من سكنة المناطق الداخلية , كما يوفر له فرصة أن يتم عمله بشكل كامل بعيدا عن الضوضاء والتلصص , وقد ترك المهنة بعد أن اصبح لها عنوان آخر لايختلف كثيرا عن الاول , ويمارس الان الرقية والعزامة والتصوف .
ولعل اشهرهم الملا فاضل الذي بدأ حياته إماما في مسجد المتعافي في منطقة الساعة ثم ادركته الحرفة فانتقل الى العمل الروحاني واستقر اخيرا في منطقة الكرامة مع أخر زوجاته وعمّر كثيرا قبل ان يموت , ويقال والعهدة على القائل انه عمّر 117 سنة , وان كنت اشك في هذا الا ان الرقم كان كبيرا , وملا فاضل هذا كان ذكيا جدا كما كان ملما بشكل جيد بعلوم الدين والتفسير مما اعانه على ان يبقى سيد الموقف حتى اواخر حياته , وكان له مريدين واتباع يؤمنون بقدراته على الكشف والمعرفة وشيئا من هذا القبيل , وكان بيته يعج (بالطليان ) واكياس التمن والسكر والعدس المساقة اليه من عقول الزبائن الفارغة والاموال النقدية المنثورة من جيوبهم العامرة , وكان نهما يحب الاكل ( والخرجية ) لذلك كانت سطلات القولات والباجة تندفع من منطقة الساعة والمحمودين في زيارة مباركة لبطنه وعقله , وقد شكا بعض التجار من أنه كان سببا في خراب بيوتهم الى أن مات واعلنوا استراحتهم منه , ولم يستريحوا حيث التقفهم ساحر آخر مدجج بالسلاح والخبث يعتمد خادم آدمي غير جني , وظاهر غير مخفي يمارس السحر في وضح النهار .
هؤلاء كانوا ممن برز في المهنة , ومن انتاجهم وافرازهم كثير من الهواة والمعجبين والضحايا ومن هو في طور الاحتراف وربما معتمدين يكملون المسيرة او يستخدمون الطريقة لمصالح معينة , ومن عجب انها لا تلقى انكارا صريحا لها , وتعشعش ببطء ومتانة في العقول ويذكيها دائما حالة الاحباط من الحاضر وقلة الحيلة في التصرف معه .
كل هؤلاء زاملتهم (أم عصام ) وتتلمذت على ايديهم في (هارفرد ) وناءت بحمل تعاليمهم ووصاياهم كما حملت عنهم بعض هذه الاوزار .فكانت تجلس للعمل في غرفة سوّدت حياطينها دخاخين البخور وسدت شبابيكها ومنافذها (كي لايطير الدخان ) وعلقت صور هؤلاء الاعلام بالزي الرسمي وقد علقوا نياشينهم ورفعوا عصيهم ملوحين بالنصر . وصور آخرى وهي تقف الى جانبهم بتماسك توحي بالصلابة ووحدة الموقف .
عرفت الديانات الشرقية القديمة السحر ومورس بشكل علني في المعابد كجزء من طقوس دينية مقدسة, وظل السحر مرتبط بالدين على الاقل في اذهان الناس , الا ان الديانات التوحيدية الثلاث انهت هذا الارتباط واعتمدت اطر واقعية وعلمية لممارسة الحياة . ومع ذلك ظلت النظرات القاصرة للبعض تصر على انه سحر , فرعون جمع السحرة لمنافسة موسى عليه السلام , كما ان الكفار في مكة كانوا يتهمون النبي عليه السلام بانه ساحر , يعني هذا أن السحر وما يمت اليه ما يتوالف معه ارتبط باذهان البعض بالدين بشكل او باخر مما يجعله احيانا يأخذ طابع القداسة وتنسحب هذا القداسة على الدجل الشعوذة وامور أخرى ,ولا يفرق الرجل العامي بين الساحر والدجال وفتاح الفال والمعزم والروحاني , كما ان بعض ممتهني هذه المهن يموه على الزبائن عمله الحقيقي كي لايقع في المساءلة ,وهنا يجب على رجال الدين أن ينتبهوا الى هذه الخطة ويضعوا حدودا بين العلم والخرافة , وفي المجتمعات التي لاتهتم بوضع الحدود الدقيقة للمفاهيم يختلط الحابل بالنابل .وعندما يتم الخلط يصبح هناك خيطا رفيعا يجمع مابين الملا والروحاني والساحر ,مع امكانية تبادل الادوار وانضمام بعض المترسبين من الاماكن المظلمة واصحاب الماضي غير المجيد , الذين يجدون في هذه الفسحة وهذا التوجه ما يمسح لهم كل عطلات الاخلاق السابقة .
وفي قراءة للتدين كظاهرة اجتماعية في الموصل ودراسة مؤشراته , تطوف هذه الصور وهي صورة البحث عن حل في السماء , حينما يقدم العرافون انفسهم وسطاء لذلك , مع ان المعني بتنظيم العلاقة مع السماء هم العلماء , وتبرز حالة الاعتقاد بالسحرة والمنجمين والعرافين كلما هبط المستوى العلمي والثقافي للمجتمع وكلما كان الوضع الاقتصادي متدهورا , كما يبرز كلما كان الاهتمام العام منصبا على الميتافيزيقيا والاتكال والحل السريع بدون جهد وانتظار المخلص . واغفال الاستثمار بالعقول والجهد البشري والتنمية والتواصي بالفضائل ,
لذلك كانت الغنوصية والطوطمية والروحانية سمة بارزة في مؤشر ظاهرة التدين في الموصل ايام القحط والجدب الفكري وسيادة انماط بالية في المجتمع متحكمة ومتصرفة , وواكبت هذه الحالات نزوع الموصلي قديما الى الانغلاق والابهام ,الى ان ادركته المتغيرات السياسية بعد زوال الحكم العثماني عن القلوب والعقول وتحرر الناس من الخرافة والدجل والقيد الغيبي السلطاني الذي كان يصنعه الكهنة المقربون مثل الكرباج ينزل على ظهور الجائعين الذين يلقمون السياط مع بعض توجيهات اخلاقية تخرج من افواه السلطة (التقية الشبعانة الريانة ) .
بعد هذه الفترة شهدت الموصل تحولات كبيرة في فهم الدين وفهم الظواهر الغيبية , وأن رافقها في بعض الاحيان حالات انفلات تعتبر كرد فعل على الجرعات الزائدة للخرافة المغلفة بالدين .
فقد نشطت في الموصل في الفترة من ثلاثينيات القرن الماضي حركات دينية غريبة عن الموصل ,ولم يكن لها في الموصل حواضن , فقد جاءت البابية والبهائية والقاديانية , واعتنقها بعض الافراد والعوائل , التي لازالت قسم منها تعرف بنسبتها اليها , كما وفدت تيارات باطنية مغالية واسماعيلية وراجت بعض الوقت فكرة التنقل من مذهب الى اخر . وانتعشت بعض الحركات التي رفعت راية التصوف عنوانا ونخرت في ممارسة التصوف نفسها , وهنالك من ادعى النبوة , وفي موقف طريف آخر سجلت دعوى في المركز العام لمجرم ادعى أن الوحي جاءه ليلا واوحى اليه بقتل فلان وحولت القضية الى بغداد لعدم الاختصاص . وقد شهدت شخصيا بقايا شخص مجنون ادعى الالوهية وراح اخيرا ضحية اوهامه ووساوسه , حيث القى بنفسة من احد منائر الجوامع في الموصل . كما سادت لدى المشعوذين ظاهرة (الإتساخ المتعمد ) حيث يتراكم الوسخ على الجسم وعلى الثياب حتى يسوّد , وتأثر بها بعض ممن ادعى التصوف ورأى انها اجلب للإلهام .
هذه الصور شاذة قطعا ولا تعبر عن توجه نحو الاحسن , لكنها تؤشر الى ان بعض الناس اختلفت لديها الرؤى وراحت تبحث عن حل في الطريق الخطأ مدفوعة بحالة من الفراغ الروحي الذي خلفته الحقب القديمة .
ومثلما نشط هذا الوضع الشاذ . قام له بعض العلماء بالمرصاد وكشفوا خططه والاعيبه ومن يقف وراءه . ونخص منهم بالذكر العالمين الجليلين رواد المدرسة الاصلاحية في الموصل الشيخ عبدالله النعمة ومن بعده الشيخ عبد الله الحسو (طيب الله ثراهما ) واللذان دفعا ثمنا باهظا في سبيل قولة الحق .
كان هناك بعض ممارسي الروحانيات وقراءة الطالع وبعض المهتمين بهذه الامور ولكنه لايمارسها على مستوى تجاري ,لكنه لايفتأ يعرف بها ويفاخر احيانا , ويرعب بعض المتأثرين بهذه الافكار , ومن هؤلاء رجل اسود من شدة الوسخ لامن من لون البشرة(اسمه حمدون ابو الكيك ) يبيع الكيك بالصينية التي يضعها على محمل خشبي ,يقف قريب من قنطرة الجومرد بجانب محل عبد القادر زكريا . وبجانبه يقع باب سرداب عبارة عن مخزن يبيع (حبوب وشغبات ودنابك ) وبقية الاواني الفخارية , هذا الرجل كان يُرى صامتا لا يتكلم مع احد الا مع نفسه حينما يأتيه اتصال عبر الاقمار الصناعية . وقد نصحه الكثيرون بالاستحمام والنظافة الا انه قال :(( اذا تنظفت يوما فسانضرب صواب ما يطلع مكانو شعر \\ وقد جربت ذلك )). وكان لا يبيع شيئا يذكر من بضاعته الا انه بقي صامدا حتى اختفي بين ليلة وضحاها دون ان يعرف له أثر .و كان يثير فضول الكثيرين وبالاخص الروحانيين الهواة المتجمعين عند سالم الحلاق في منطقة إمام ابراهيم .سمير الحمال \ونزار الصباغ \ ومحمد الاخرس \ وغيرهم وقرروا يوما ان يعملوا له عملا روحانيا يؤذيه , واثناء قيامهم بالعمل والمدفأة أمامهم في الدكان وعليها (القوري الكبير) ملآن بالماي الحار المغلي وبخطأ من احدهم في تخطي (الصوبة ) قلب القوري على الجميع وشواهم في ذلك اليوم الشتوي البارد . اعلنوا مباشرة ولاءهم ل (حمدون) وبايعوه في الدكان , وايقنوا انه قلعة حصينة لا يُقتحم .
ولإن الروحانيات ساحة مفتوحة , والممارس لها لا يلتزم منهجا ولا يقتضي شهادات فقد تطفل عليه الكثيرون وادعوا الروحانية ومارسوها , تماما كما يدخل الان الناس من كل التوجهات والمشارب في تفسير الحياة وتنصيب انفسهم مصلحين وقادة اجتماعيين وووو . ويأتي التوفيق بعدئذ من صدفة او تواجد في المكان المناسب او ضربة حظ ليرفع من حظوظهم في هذا المجال .
حدثنا شخص كان يعمل سائقا عند احد كبار آل صابونجي يقول هذا الرجل: كنت اخرج مع البك الى القرى والضياع التي يملكها في الربيع لاخذ الوارد والاطلاع على المحصول وكنت مشغولا طوال الايام السابقة بمرافقة البك واثناء توقفنا في احد القرى جلست الى ظل حائط تعبان وجوعان وبحالة كثة ولحية طويلة هناك جاءتني إمرأة وتوسلت الي وقالت \\يا سيد انا امرأة متزوجة صار عشر سنين وما عندي ضنا \\ والله يخليك بلكي تعمل لي عمل الله يرزقني بينو بولد , يقول : انا هم ما كذبت خبر وقلت لها \\ ينغاد لك عظام ديك , قالت حاضر , واشرت عليها ان تطبخ الديك وتقليه مع خبز حار واذا اكو لبن هم نعمة حتى يشتغل العمل , وجائتني بالديك المحمص المقرمز والخبز الحار , واكلت الديك عن أخره والخبز وماتبقى منه في عبي \\ ولفيتو العظام بخوقة ووصيتها تخليها جوه غاسة من تنام ,ورحلنا الى الموصل ونسيت الموضوع , وفي العام الثاني ذهبنا الى نفس المنطقة واذا بإمرأة ثانية تطلب نفس الطلب بعدما تبين لي ان الاولى قد ولدت توأمين ,فقلت في نفسي ما قال ملا عبود الكرخي الله يرحمو
إذاجان هاي مثل ذيج فخوش مركة وخوش ديج
وانهالت علىي الطلبات الى ان فررت بجلدي من القرية .(ملاحظة العهدة على الراوي لا على الناقل )
ومن العلامات الفارقة لقراء الطالع والمنجمين والعرافين والتي تعد من ادوات المهنة التقليدية , كثرة المحابس والخواتيم في اصابع اليد الواحدة . وكل خاتم يحمل قسما معينا وطلسما معينا , ولا ادري لماذا انتقلت هذه العادة الى كثير من الشخصيات التي تطل علينا دائما من التلفزيون , تتحدث عن كل شيء الا عن مصالح الشعب ,
ومن علامات العرافين الازياء الخاصة والمثيرة للنظر والمسابح التي شملها التضخم النقدي في عدد الخرزات ويجري الحديث عن مسبحة بالالاف الخرزات . لان المشكلة القادمة عويصة .
في محلة اليهود في الموصل التي تسمى (الاحمدية ) يقبع احد اخر المنتجات الالهامية في هذا المجال يطلق على نفسه (محمد المدلل الصغير ) هذا بدأ هاويا للروحانيات والعرافة وانتهى محترفا ورفع سقف مطالبه بان اعلن بين اصدقائه ومحبيه انه إمام الزمان وخليفته , وانه ذهب الى بغداد والى جنوب العراق وزار المراقد كلها , ومن هناك كان يصطاد نساءه اللاتي تزوج من خمسة منهن لحد الان وقد طلقوا جميعا بعد ان زالت عنهن تأثيرات المخدرات النفسية (البنج) , وقد اُستدعي لمقرات ا(الأمن ) اكثر من مرة بناءا على هذا الادعاء الا انه اخلي سبيله لما ثبت للمحققين ضعف تركيزه الذهني . لكنه خرج من الامن ليدعي تأثيراته التي مارسها عليهم .
هذا المحمد المدلل الصغيغ اثارته أم عصام ايما اثارة واثارت انتباهه وحرص على ان يمثل بين يديها تحت اي حجة , الا ان أم عصام في تمشيطها للمنطقة ومسحها الروحاني لها عرفته وعرفت نواياه ,وعلمت جيدا (ما من وغانو شيء ) ومن ثم فان الرجل قد دخل دائرة الشبهة وكاد ان يدخل موسوعة غيتس بكثرة الزوجات , وبعثت اليه بعدما قام بمحاولة تشويه سمعتها , بعثت له رجال من الجناح العسكري لها لقنوه درسا يفترض الاينساه , الا ان موجات الجمعيات والمنظمات الحقوقية والمدنية والتي تتغنى كلها بحقوق الانسان . ومنظمات شكلت بعد 2003 ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب , شملته هذه المنظمات كما شملت بعض المترسبين , وأصبح شيئا مهما ورقما صعبا في المعادلة , وترأس جمعية الدفاع عن حقوق المتضررين الهنود الساكنين في الهملايا والمتضررين من الحرب , أو شيئا كهذا, ومن هناك لبس لبوس الرهبان واصبح ينادي بتطوير المجتمع وتخليصه من االآفات , فتآمر على أم عصام وجعلها على جدول اولوياته بل واهم حدث سياسي سينقذ العراق ويعيد له مكانته بين الامم .

http://www.albaytalmosuly.com/news_details.php?details=373
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة