لأول مرة مجلس الامن.. يصوت بالاجماع على قرار مكرس بالكامل لحماية التراث الثقافي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 25, 2017, 07:51:49 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

لأول مرة مجلس الامن..
يصوت بالاجماع على قرار مكرس بالكامل لحماية التراث الثقافي في مناطق النزاع     

      
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم
تضامن عبد المحسن
بعد جهود متواصلة، لفترة اكثر من عام بذلها وزير الثقافة فرياد رواندزي، بمساندة الدول الصديقة، فيما يخص الاثار العراقية التي تعرضت للتدمير والنهب على أيدي عصابات داعش الارهابية، وايصالها الى مؤتمر المانحين الذي نجح بدوره في تعبئة المجتمع الدولي من أجل تمويل عمليات التدخل العاجل والسريع للآثار المهددة بفعل النزاعات المسلحة والمخاطر باختلاف أنواعها، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالآثار، فقد صوت اخيرا مجلس الامن بالاجماع على قرار يخص الاتجار بالممتلكات الثقافية، وفق القرار المرقم 2347 الذي يعالج هذه القضية الحيوية باعتبارها مصدرا لتمويل الإرهاب ويضع طرقا لحماية التراث الثقافي أثناء الصراعات المسلحة، كما ركز القرار على فقرتين هما انشاء صندوق دولي، وانشاء شبكات آمنة للممتلكات الثقافية المهددة.
جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي ليوم 24/3/2017، التي تناولت مشكلة تدمير ونهب التراث الثقافي من قبل الجماعات الإرهابية وأثناء الصراعات المسلحة.
من جانبه، شدد يوري فيدوتوف المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات على الحاجة الملحة للعمل للتصدي لتدمير التراث الثقافي والاتجار به، مضيفا "ان الحاجة للعمل أكثر إلحاحا من أي وقت مضى في وجه التدمير الواسع لأماكن التراث الثقافي في سوريا والعراق والاستيلاء على آلاف القطع من الممتلكات الثقافية قرب حدود هذين البلدين".
ومن جانبها وصفت المديرة العامة لليونيسكو، إيرينا بوكوفا، القرار بـ "التاريخي"، موضحة أنه يعكس أهمية التراث الثقافي في مجال السلم والأمن، ومشددة على أن "التراث هو الهوية وهو الانتماء".
وفي نفس السياق أشارت المديرة العامة إلى أن لليونسكو استراتيجية عالمية ترتكز على رؤية واضحة وأن المنظمة تضطلع بمسؤولياتها لتنسيق العمل الدولي في هذا الصدد، قائلة إن "التراث يثبت أن الحوار بين الثقافات كان دائما موجودا، ويحكي تاريخنا الماضي ويقترح مستقبلا مشتركا. المتطرفون العنيفون يدركون هذا الأمر، ولذلك يسعون إلى تدميره". ولكنها أضافت:
"قوة السلاح لا تكفي لهزيمة التطرف العنيف. فالسعي من أجل السلام يتطلب أيضا ثقافة وتعليما ووقاية ونقل التراث: هذه هي رسالة هذا القرار التاريخي، ونطاقه الضخم."


بوكوفا اقتبست من الشاعر الألماني هاينرينش هاين قوله إنه "في كل مكان يحرق فيه الرجال الكتب والثقافة، ينتهي بهم الأمر إلى إحراق رجال آخرين"، مشيرة إلى أن التاريخ أثبت بشكل جلي هذا القول "تدميرُ التراث بشكل متعمد جريمةُ حرب. وقد أصبح تكتيكَ حرب ضمن استراتيجية عالمية للتطهير الثقافي. لذلك فإن حماية التراث ليست مجرد قضية ثقافية وحسب، بل هي ضرورة أمنية لا تنفصل عن مسألة حماية الحياة البشرية".
ومن الجدير بالذكر ان مشروع القرار قدمته وزيرة الثقافة الفرنسية اودري اوزولاي على مجلس الامن، فيما كانت إيطاليا قد أنشأت أول وحدة متخصصة في العالم لحماية التراث الثقافي في حالات الطوارئ بقيادة شرطة حماية التراث الثقافي والعميد فابريزيو بيرولي الذي شارك بالجلسة. أما فرنسا فكانت قد أطلقت مع الإمارات العربية المتحدة صندوق تمويل جديدا يحتوي حاليا على أكثر من 75 مليون دولار.
واعتبرت بوكوفا القرار الجديد رؤية هامة وجريئة لطبيعة العلاقة بين السلام والتراث، مثنية على فرنسا وإيطاليا راعيتي القرار.


القسم الاعلامي
دائرة العلاقات الثقافية العامة