وحدتهم النهايات الحزينة ... دار العناية الالهية لرعاية المسنين.. أمل وتعايش

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 13, 2017, 06:49:16 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
وحدتهم النهايات الحزينة ... دار العناية الالهية لرعاية المسنين.. أمل وتعايش     

         
برطلي . نت / متابعة

الصباح / بغداد / شذى الجنابي

دار العناية الالهية لكبار المسنين تلك البناية الجميلة التي توحي بالجهود الكبيرة المبذولة لتكون بتلك الإطلالة الجميلة بداية من الخارج وصولا إلى كل زواياها، كل من قابلناهم فيها سواء كان متطوعا أو موظفا أو عاملا كان مثالا للإخلاص في خدمة هذه الشريحة، استقبلتنا مديرة الدار" نهى انيس جرجيس ( راهبة ) ، خريجة كلية الادارة والاقتصاد- عملت اكثر من 17 سنة في الدار، وقد رافقتنا خلال جولتنا في اروقتها.

شروط القبول
اكدت جرجيس تاسست الدار عام 1997 بدعم ذاتي يوقد عملنا على اعمارها وتوسيعها لاستقطاب اكبر عدد من المسنين، اذ تشمل 36 غرفة وتحتوي كل منها على حمام داخلي، وحاليا تأوي (37)  نزيلا ونزيلة، حيث تتولى الدار إيواء كبار السن ممن تتوفر فيهم شروط القبول وفق استمارة خاصة ولديه كفيلان، وقد تجاوزا من العمرالـ  55  بالنسبة للنساء والستين للرجال، وألا يكون له مصدر رزق خاص أو معيل، وأن يكون عاجزاً، وأن يكون سالماً من الأمراض السارية، والمعدية، والاضطربات العقلية، وأن يثبت البحث الاجتماعي عجز أسرته عن رعايته وإيوائه بصفة دائمة ويتم قبول جميع الديانات من مختلف المكونات العراقية، وتقدم الدار لهذه الفئات أنواع الخدمات التي يحتاجونها، من تأمين المسكن، والمأكل والملبس المناسب، كما تحيطهم بالرعاية الصحية، والاجتماعية، والنفسية، والمعيشية والتأهيلية، والترويحية ، وهناك زيارات للمسنين من قبل ذويهم بشكل مستمر للاطمئنان عليهم، وبعض النزلاء لجؤوا إلى الدار بسبب العنف الأسري وعقوق أبنائهم، والبعض الاخر لم يتزوج ولا يوجد من يرعاه والآخر جاء بشكل طوعي ومعظمهم يعاني الأمراض المزمنة والنفسية.


منظمات وأنشطة
وتضيف جرجيس من خلال التواجد بجانبهم لفترات طويلة نستطيع معرفة ما يسعدهم، البعض منهم يحب مشاهدة المسلسلات او القراءة او الجلوس في الطبيعة او ممارسة رياضة المشي، واخرون مشغولون بمتابعة الاخبار والبرامج وهذا يجعلهم يشعرون بالسعادة والفرح، ونحاول ان نقترب منهم باستشارتهم في بعض المواقف والأخذ بنصيحتهم ولذلك نجدهم يشعرون بوجودهم ودورهم الكبير بالحياة ورأيهم مهم بالنسبة لنا، فضلا عن قدرتهم بالحكم على الامور  بما لديهم من خبرة عميقة من التجارب التي مرت باعمارهم، وغالبا ما اخصص جزءا كبيرا من وقتي بالجلوس معهم يوميا والاستماع لهم باهتمام حتى لو كان الحديث مكررا، واستمع الى شكاواهم واحاول التخلص من الامور التي تجعلهم يتضايقون منها.

كما اوضحت ان هناك انشطة عديدة تنظمها منظمة "الكاريتاز" مهمتها اقامة الحفلات في جميع المناسبات وتقديم الهدايا لهم، فضلا عن وجود منظمات اخرى فاعلة تقدم الدعم المعنوي والمادي للنزلاء.


ماتبقى من العمر
السيدة السبعينية جمبد دانيال اسحاق - من مدينة قرقوش، جاءت الى الدار منذ 3 سنوات بناء على رغبتها، تحمل ملامحها الطيبة كل عبق الماضي البعيد، وعن حلمها المتبقي قالت: أتمنى أن أعود شابة، ولكن ما ذهب قد ذهب، وهيهات أن يرجع ماكان.
الأخت جيرمن ارنس – البالغة من العمر 96 عاما-غير متزوجة ،جاءت متزينة بأجمل الملابس، فقد رفضت الإفصاح عن عمرها، وبادرت ضاحكة أنها في الثالثة عشرة من العمر، ولم تكن بمازحة، أكثر منها راغبة بأن تقول إنها لاتزال في مقتبل العمر، واكدت بأن المرأة هي المرأة في أي عمر كانت، فقد جئت الى الدار منذ 9 سنوات بعدما اصبحت وحيدة، كل افراد اسرتي توفوا ففضلت أن اقيم فيها بقية عمري.

راحة نفسية
الوالدة كفاح اسماعيل في الستين من عمرها، زوجها متوف ولديها ولدان احدهما مقيم يعمل منذ سنوات طويلة في الصين، والاخر في بغداد توضح: بعدما كنت اعيش مع ابني وزوجته الموظفة، لم تتمكن من اعالتي او مساعدتي، لهذا قررت السكن في الدار برغبتي وبدون علم اولادي في بادئ الامر، وقد وجدت راحة نفسية تامة هنا، الا انني اعاني من ضعف البصر بسبب مرض السكر والضغط ، وامنيتي ان ارى اولادي فقد اشتقت اليهم كثيرا.

الشعور بالوحدة
توجهنا الى جناح الرجال والتقينا وليد يوسف- مواليد1950  يقضي غالبا يومه وهو مستلق على فراشه بسبب مرضه، لكنه أحب هذا المكان قائلا: جازى الله الساهرين على خدمتنا وراحتنا وأنا ممتن لكل المحسنين فيها.
رغم حاجة هؤلاء المسنين وافتقادهم للكثيرين ممن شغلتهم الحياة عنهم، كمال متي الياس- عمره 80 عاما يقضى أيام حياته المتبقية بسعادة لأنه لم يشعر بالوحدة يوما من الأيام يحكي : لا ينقصنا سوى دفء العائلة، اولادي تركوني وهاجروا الى الخارج بعد وفاة زوجتي، وقدمت الى هنا منذ عامين. السيد عبد الاله سعيد - مواليد 1944- هاجر اولاده وزوجته الى السويد، لكنه رفض مرافقتهم ويفضل البقاء في ايامه الاخيرة ببلده، أخذ قرار الإقامة في الدار بعد أن كاد يتوفى في إحدى نوبات السكر وهو في المنزل بمفرده، و افراد اسرته على اتصال دائم به للاطمئنان عليه..