مجلس بغداد يؤكد تهديم 700 بيت تراثي ويحذر من "طمس" هوية العاصمة

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أكتوبر 23, 2013, 05:06:31 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

مجلس بغداد يؤكد تهديم 700 بيت تراثي ويحذر من "طمس" هوية العاصمة

بغداد/ رضا الشمري

عزت أمانة بغداد، حصول حالات تهديم بيوت تراثية في العاصمة إلى "عدم امتلاك أصحابها وحدات سكنية" بديلة عنها، وفي حين "نفت" منحها إجازة لهدم أي بيت تراثي وحذرت المخالفين من "إجراءات شديدة" ستتخذها، أكد مجلس المحافظة أن "إعادة ترميم هذه البيوت وصيانتها بحاجة إلى دعم حكومي كبير"، عادّاً التهديم بأنه "محاولة لطمس تراث المدينة بعد تهديم نحو (700) بيت" منها.
وقال مدير عام دائرة العلاقات والإعلام في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة في حديث إلى (المدى برس) إن "فرق أمانة بغداد رصدت قيام بعض أصحاب البيوت التراثية القديمة بهدمها وتحويلها إلى بيوت عصرية أو بيعها إلى أشخاص آخرين والقيام بالفعل نفسه"، عازياً السبب إلى "عدم بناء وحدات سكنية عمودية أو أفقية من قبل الجهات الحكومية لهؤلاء خلال الفترات السابقة".
وأعرب عبد الزهرة عن أسفه لـ "لجوء الكثير من الناس إلى اقتطاع أكثر من قطعة من القطعة الأصلية وبنائها كبيوت متعددة وليس بيتا واحدا فضلا عن تدميرها وإخفاء كل المعالم الأثرية القديمة التي لا تقدر بثمن أبداً".
وبيَّن عبد الزهرة أن "أمانة بغداد لم تمنح أي إجازة ولأي مواطن من اجل ممارسة عملية الهدم لأي بيت تراثي في العاصمة"، موضحا أنه "مخالف للقانون الذي يدعو إلى الحفاظ على هوية المعالم البغدادية المميزة والأصيلة".
واكد عبد الزهرة أن "أمانة بغداد وجهت قبل أيام دوائرها البلدية كافة بمراقبة كل البيوت التراثية وجردها لمنع تحويلها إلى بيوت عصرية أو أي مبنى آخر"، مشيرا إلى أنه "سيتم اتخاذ اشد الإجراءات بحق المخالفين حفاظاً على الإرث الحضاري والمعماري والجمالي للعاصمة بغداد".
ومن جانبه، قال نائب رئيس مكتب الإعمار في مجلس محافظة بغداد عطوان العطواني في حديث إلى (المدى برس) إن "مجلس المحافظة السابق والحالي طالب لأكثر من مرة بتطوير المناطق التراثية التي تبدأ من ساحة التحرير وشارع الرشيد وأنتهاءاً بساحة الميدان وهي تقدر بـ (70)% من مجمل البيوت التراثية في العاصمة بغداد وهي كلها أملاك خاصة"، مستدركا "لكن لم يصغي إليه أحد لان هكذا مشروع بحاجة إلى دعم حكومي كبير وليس بالتخصيصات التي تعطى لمجلس المحافظة".
وأضاف العطواني أن "التخصيصات التي يملكها مجلس المحافظة يمكن فقط أن ترمم جزءا صغيرا من تلك البيوت ولا يمكن أن تعيد ترميمها بشكل كامل وصيانتها على الدوام"، مبينا أن "المجلس لايزال يبعث بكتب رسمية إلى الجهات المعنية لمساعدته بانتشال تلك البيوت من الضياع كإعطاء سلف أو تخصيصات مالية لإستملاكها أو مساعدة أصحابها على الترميم".
وأكد العطواني أن "ظاهرة هدم البيوت الأثرية في بغداد وتحويلها إلى مبانٍ تجارية وبيوت ذات طراز معماري حديث أمر لا يتناسب مع اسم وتاريخ هذه المدينة"، عادا إياها بأنها "محاولة لطمس الجانب التراثي للمدينة بقصد أو دون قصد سيما بعد بقاء (600) بيت فقط من اصل (1300) بيت اثري في العاصمة بغداد".
وتمتاز البيوت القديمة بأنماط العمارة التقليدية التي تتميز ببساطة البناء وملائمته للبيئة والمناخ، حيث شيدت بمواد بناء متوفرة محليا مثل الأحجار البحرية والطين والجص وجذوع النخيل وخشب الكندل، وتمتاز هذه البيوت بالزخرفة الجصية البديعة من الخارج والداخل إضافة إلى الزخرفة الرائعة الموجودة على الأبواب والنوافذ والأسقف والأعمدة التي تحمل التيجان.
وكانت وزارة السياحة والآثار العراقية أعلنت، في (6 شباط 2013)، عن صيانة وتأهيل أربعة دور تراثية في إطار استعداداتها للمشاركة بفعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013، وطالبت أمانة بغداد ووزارة الثقافة بالعمل على "إنقاذ" ما يمكن من شارع الرشيد.
وبغداد عاصمة جمهورية العراق، ومركز محافظة بغداد يبلغ عدد سكانها 7,216,040 نسمة تقريباً حسب آخر الإحصائيات في العام 2011 للميلاد، مما يجعلها أكبر مدينة في العراق وثاني أكبر مدينة في الوطن العربي بعد القاهرة، وثاني أكبر مدينة في آسيا الغربية بعد مدينة طهران عاصمة إيران، كما تعد المركز الاقتصادي والإداري والتعليمي في الدولة.
وبنى بغداد الخليفة العباسي أبوز جعفر المنصور من العام 762 للميلاد إلى عام 764 للميلاد في العقد السادس من القرن الثامن الميلادي الموافق للقرن (الثاني الهجري) واتخذها عاصمةً للدولة العباسية، حيث أصبح لبغداد تحت حكمهم مكانة مرموقة، وكانت من أهم مراكز العلم على تنوعه في العالم وملتقى للعلماء والدارسين لقرون عدة من الزمن، وتكمن أهمية موقع بغداد في توافر المياه وتناقص أخطار الفيضانات، مما أدى بدوره إلى اتساع رقعة المدينة وزيادة نفوذها إلى جانب سهولة اتصالها عبر دجلة بواسطة الجسور التي تربطها بالجانب الأيسر من النهر.
ولمدينة بغداد القديمة أسماء عدة كالمدينة المدورة والزوراء ودار السلام، ويخترق وسط المدينة نهر دجلة، وينصفها إلى جزءين هما الكرخ (الجزء الغربي) والرصافة (الجزء الشرقي).


http://almadapaper.net/ar/news/453214/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D8%A4%D9%83%D8%AF-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D9%85-700-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB%D9%8A-%D9%88%D9%8A%D8%AD%D8%B0
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة