زوربا البرطلي يراقص الحياة على عزف الارصفة

بدء بواسطة أمير بولص ابراهيم, سبتمبر 18, 2014, 12:25:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

أمير بولص ابراهيم

زوربا البرطلي يراقص الحياة على عزف الأرصفة

تجاهله الموت عدة مرات مذ كان جسده مرناً بين الخوذة والبسطال يراقص أصوات المدافع والرصاص على عزف السواتر الترابية ، يبتسم حينما يعلم إن الموت يتجاهله . لم يترك للحياة بابا ً ولم يدخله ، أختار لنفسه حياة العزوبية إيمانا ً منه بأن الحياة محض صدفة لا تتكرر ولن يسمح لقيد ٍ مهما كانت صفته أن يعانق معصميه حتى لو كان ذلك القيد يسمح له بعناق مقدس مع امرأة وملامسة جسدها ، تلك كانت فلسفته في الحياة . يصاحب فلسفته تلك عزف لموسيقى يونانية كان زوربا يرقص عليها . كان هوسه بتلك الموسيقى ينعشه حد أن يرقص على أنغامها ليطلق عليه أصحابه لقب زوربا البرطلي ، تلاقفته الأحداث عبر عقوده المتلاطمة على شواطئ خريف عمره الذي أتى موشحا ً ببياض شَعره حتى تلاقفه أخيرا حدث التهجير والتشرد عن مدينته ..ليجد نفسه مشردا مع غيره من المشردين في مدينة لا تنام ، يراقص الحياة على عزف الأرصفة و سمعَهُ يصغي غيابيا ً لموسيقى زوربا وقدميه تعانقان تلك الأرصفة المغسولة بوجع ساكنيها ، ذراعاه يسبحان في فضاء المكان و ثمة دمع يشاركه الرقص فوق خديه المتخشبين ، ابتسامته تعلن انتصار السلام رغم الوجع بينما تشتعل أكف أمثاله من المشردين حوله بالتصفيق و كأن الحياة من تلك الأرصفة ستبدأ من جديد...

**************************************************

البرطلي : نسبة إلى بلدة برطلة في الموصل والتي تم تهجير أهلها مؤخرا ...
البسطال : حذاء ثقيل نوعا ما يستخدمه الجندي
.


ماهر سعيد متي

#1
تحياتي لك ولرقصة زوربا الجميلة ..


مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة