تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

صرخة بلا صدى

بدء بواسطة أمير بولص ابراهيم, يناير 16, 2011, 08:15:54 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

أمير بولص ابراهيم

                           صرخة بلا صدى

صرخة دَوت داخله ..كأنها صوت بركان يتأهب ُ للثوران ..هزت تلك الصرخة جسده ..
تساءل في قرارة نفسه التي أصبحت أرجوحة بين الحلم الذي يعيشه  والواقع الذي يتغير وبسرعة تفوق سرعة الضوء ..لماذا تغيرت مدينته  ..الوجوه التي أعتاد أن يراها أصبحت غير مألوفة لديه وكأنها تتغير كل يوم يهب كالعاصفة على مدينته ..أزقة المدينة وحواريها بدت خرساء لا تفضي له بأسرارها كما عهدها عندما كان في ريعان الشباب متذكرا شقاوة تلك المرحلة من حياته ..أصدقائه الذين أنفرطوا كحبات عقد صدأه ُ الزمن وما آل إليه حال المدينة ..كل واحد من أصدقائه أختار بلدا غريبا ليعيش فيه بعيدا عن ما يجري في المدينة .. أصبح وحده بلا أصدقاء ..
الصرخة التي أتسع مدى صداها داخله جعلته يتساءل : لماذا هذ ا الرحيل عن المدينة .. تسارع في الرحيل نحو مجهول .. الكل يحاول الفرار والفرار من ماذا ..الواحد عن الآخر يختلف لماذا يرحل ..تشابكت الأمور داخله حتى بات قلقه يخيفه لما يجري حوله ..هل سيكون مع من يرحل ويترك كل ذكرياته تنهشها ثقافات أخرى ..ترميها في متاهات النسيان للأجيال القادمة التي ستتهمه بالجُبن وهي تلعق هزيمة من سبقوهم وجعلوهم رمادا .. تراءت له الأسئلة وكأنها سندانٌ يطرق رأسه وتصبح الأجوبة غير المقنعة لما يجري حوله مطرقة ً تُهشم  ذلك الرأس الذي بدا أجوفا لبرهة من زمن القلق الذي يعيشه ..تلك الأفكار بدأت زعزعة مركز الاتزان العقلي
عنده وكأنها تشتهي أن تراه مجنونا يجوب أزقة مدينته مناديا بعدم الرحيل وعدم ترك المدينة يُنهش لحمها كما يُنهش شرف عذراء على حين غفلة أمام أنظار الجميع سواء من رحل دافنا أرثه  في حفنة من الورق الأخضر ليتحدى بها بعض صعاب القادم من أيامه هناك في الغربة أو الباقون الذين يرنو نظرهم نحو من سبقهم في الرحيل .. أحس بالفعل إن الجنون بدأ يأخذه نحو نهاية ٍ قد تجدي بعض النفع للباقين من أهل المدينة ..ولو أنه  قد يُحصِل على بعض الاستهزاء من البعض الآخر  .. نزل وسط المدينة ..أخترق أزقتها .. سجَدَ أمام باب كنائسها الواحدة بعد الأخرى ..عانق الأطفال .. صافح التلاميذ .. قَبَل َ بعضهم ..اخترقت مسامعه بعض الضحكات ..أبتسم .. أطلق صرخته المكبوتة  ..جعلها ثائرة كالبركان الذي في داخله ِ ..سار في الأسواق .. يصرخ .. أنقذوها ..أنقذوها
إنها تضيع في غفلة منكم .. ترنح َ وكأن ثمالته بحب مدينته بدأت تظهر عليه ِ.. حَمَلَ جسده  على أحد الجدران  العائدة لدار قديم بدأ نصفه في طور الإزالة ..بكى
وعاد يصرخ من جديد ... صرخة ً بلا صدى



                                          أمير بولص أبراهيم

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة