المهجرون المسيحيون من سهل نينوى بعد سنجار بات تحرير مناطقنا قريبا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 27, 2015, 02:14:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المهجرون المسيحيون من سهل نينوى
بعد سنجار بات تحرير مناطقنا قريبا 



صورة لواحد من التجمعات اليومية للمهجرين المسيحيين في احد شوارع عنكاوا


برطلي . نت / خاص
جاءت معركة تحرير سنجار بشحنة قوية رفعت من معنويات المهجرين المسيحيين الذين مضى على تهجيرهم من مناطقهم في سهل نينوى منذ ما يقارب من السنة والنيف منها .

كان سقوط مناطق سهل نينوى بيد تنظيم الدولة الاسلامية المعروف اعلاميا بـ(داعش)  في 6 آب من عام 2014 اي بعد سقوط سنجار بايدي التنظيم الذي وقع في 3 آب 2014 . ومن هذا المنطلق يرى سكان بلدات سهل نينوى ، ان عملية تحرير سنجار لا بد ان يتبعها قرار بتحرير مناطقهم ، هذا اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار وبحسب قول سكان هذه المناطق ووفق السياقات العسكرية المعروفة ان بلداتهم لا يتطلب تحريرها استعدادات وقوات كتلك التي اتخذت وجهزت لعملية تحرير سنجار .

هذا ما يتداوله المهجرون المسيحيون من مناطق سهل نينوى في لقاءاتهم وجلساتهم بين افراد العائلة او مع اصدقائهم وفي اي لقاء يجمعهم مع اناس آخرين من سكان هذه البلدات ، حتى بات التحرير خلال هذه الفترة موضوع الساعة بينهم ، وعاد الى الواجهة ثانية بعد ان كان قد أُجِّل الحديث فيه لشعورهم بطول فترة تهجيرهم وانتظارهم له دون نتيجة تُذكر .   

من المعروف ان معركة سنجار تطلب لتحريرها ما يقارب من 7500 مقاتل من قوات البيشمركة بمشاركة قوات اخرى مدعومة باسناد جوي من طيران التحالف ، مما ساعد في انهاء معركة تحريرها في 48 ساعة بحسب ما اوردته المصادر الكوردية .

أبو متي . أحد المهجرين المؤجرين في عنكاوا ، يخرج من داره التي تقع في احد احياء البلدة البعيدة عن المركز صباح كل يوم في موعد أصبح ثابتا له دون تحديد مسبق . يمر في طريقه على زملاء له تقع دورهم على ذات الطريق المؤدية الى مكان تجمعهم في احدى الحدائق العامة في وسط البلدة المسيحية . يتكرر هذا المشهد كل يوم صباحا ومساء حيث لا سبيل لهم ولغيرهم من المهجرين لقضاء وقت الفراغ القاتل الذي يعيشونه ايام التهجير هذه سوى في هذه اللقاءات والتجمعات .

مشهد تجمعات المهجرين في عنكاوا لم تعد غريبة ، فاعدادهم باتت تفوق اعداد اهل البلدة . لذا تجد مثل هذه التجمعات في كل ساحة وشارع وحديقة وفي كل زاوية من زواياها . وتجمع ابو متي ورفاقه واحدٌ منها .
يصل ابو متي وزملاؤه الى مكانهم المحدد حيث احدى الطاولات المنتشرة في الحديقة العامة . يطرح كل منهم ما بجعبته من أخبار وتقارير وآراء سياسيين وعسكريين مما سمعه في ليلة امس عن الاوضاع المحلية وبالاخص عن المنطقة الاهم ( سهل نينوى ) . ليدلي بعدها كل منهم بدلوه في ما ذُكر .

ثم يأتي السؤال لماذا التأخير في التحرير ما دامت سنجار المعركة الاصعب قد أُنهيت في غضون (48) ساعة ؟
ليأتي الجواب من احدهم ، التحرير بات قريبا جدا .

تتحول جلسة أبو متي وزملائه من نقاشات في الجانب السياسي الى نقاش في الجانب العسكري ، وتتحول الطاولة التي عليها اكواب الشاي الى (منضدة رمل)* لادارة معركة التحرير .
يتم توزيع القطعات العسكرية على الطاولة وتُحدد اماكن تواجدها ، وفي المقابل قوات تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ، مستعينين كل ذلك بمعرفتهم الدقيقة لطوبوغرافية المنطقة ، فبلدتهم هي احدى المناطق المحتلة ، ومعتمدين ايضا على خبرتهم العسكرية التي جاءت من مشاركتهم في العشرات من المعارك اثناء الحروب السابقة حيث لا تقل خدمة كل واحد منهم فيها عن ست سنوات .
تُحدد مواقع العدو وقوته واماكن تواجده المتوقعة داخل البلدة وفي اطرافها وكل ذلك بحسب تخميناتهم ، ثم تحدد محاور التقدم والاسلحة المشاركة وساعة الصفر ليبدأ الهجوم المباغت على مواقع العدو ويستمر بملاحقته في الازقة والشوارع التي يمكن ان يتواجد فيها والمقرات التي يتخذها مواقع قيادية له في البلدة وتنتهي المعركة بالتحرير وفي غضون (24) ساعة ، ولكن كان هذا على الطاولة فقط .

يحين موعد عودة افراد مجموعة أبو متي الى منازلهم في عنكاوا وانهاء جلسة اليوم  لتُرفع الى اليوم الثاني وهكذا كل يوم حتى يحين موعد التحرير الحقيقي والعودة الى الديار .

*منضدة الرمل : مصطلح عسكري يُستخدم في وصف نموذج مصغر لارض المعركة . 


   

المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "