في وسط البلدة المدمر ابناء برطلة يحتفلون بعيد انتقال مريم العذراء الى السماء

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 15, 2017, 10:38:42 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

في وسط البلدة المدمر ابناء برطلة يحتفلون بعيد انتقال مريم العذراء الى السماء




برطلي . نت / خاص
بهنام شابا شمني


لم يجد المصلين في كنيسة مريم العذراء في برطلة سبيلا للدخول اليها غير المرور عبر ممر ضيق اسفل برج ناقوس الكنيسة المهدم الذي اغلقت كتله الخرسانية الضخمة المحطمة مدخل الكنيسة الرئيسي.

كانت قد قررت كنيسة برطلة ان يكون احتفالها هذه السنة بعيد انتقال العذراء مريم الى السماء في كنيسة مريم العذراء ليكون بذلك اول قداس يقام في هذه الكنيسة بعد مرور ثلاث سنوات من ترك سكان برطلة المسيحيين لبلدتهم التي سيطر عليها داعش مطلع اب ٢٠١٤ وبعد ان تم تحريرها في تشرين الاول الماضي.

خلال الفترة التي بقيت فيها البلدة المسيحية تحت سيطرة داعش والتي زادت على السنتين اتت يد التنظيم بالتخريب والهدم والحرق على الكثير من الممتلكات العامة والخاصة والكنائس وكل ما يرمز للمسيحية كالصلبان، وبرج الكنيسة هذا الذي كان بارتفاع ما يقارب العشرين مترا وعلى واجهاته الاربع صلبان ضخمة كانت هذه الصلبان كافية ليقوم التنظيم الارهابي بتفجيره وهدمه كعادته في تكسير كل صليب مهما كان صغيرا أو كبيرا. لم يكتفي التنظيم على هدم جرسية الكنيسة بل لا زالت آثار الحرق والتخريب بادية في مرافق الكنيسة وفي ارجائها.

ترأس القداس المطران موسى الشماني راعي ابرشية دير مار متى للسريان الارثوذكس الذي تقع برطلة ضمن سلطته الدينية وعاونه الاب الربان بشار شمني والاب الخوري قرياقوس طراجي والاب يعقوب سعدي وجوقتي الشمامسة والشماسات وجمهور من المصلين الذين قدموا من مناطق النزوح في عنكاوا واربيل واطرافها والعوائل العائدة الى البلدة.

الحي الذي تقع فيه الكنيسة المسمى باسمها ( حي العذراء) وفي الشارع الوسطي من البلدة القديمة، هذا الحي وهذا الشارع لا زال موحشا، آثار التدمير لا زالت قائمة، روائح كريهة تنبعث من اركانه كانها روائح جثث متفسخة ولا غرابة في ذلك فمعالم القصف وآثار انفجار السيارات المفخخة تنتشر في ارجائه.

يخلو الشارع من اي اثار للعودة فكل شيء لا زال باق كما هو منذ أن حررت المدينة، الا من يافطة يتيمة علقت في اعلى محل يقع في مدخل الشارع تشير الى مطعم لا زال اصحابه يستعدون لافتتاحه.

كان هذا الشارع رئة البلدة لكثرة الانشطة التجارية الني كانت تمارس فيه والمحلات المنتشرة على جانبيه.

الصورة في هذا الشارع تشير الى ان العودة الى البلدة لا زالت بطيئة قياسا بالبلدة المسيحية الاخرى القرببة منها بغديدا هذا ما اشتكى منه ايضا قائد الشرطة المحلية في قضاء الحمدانية المشارك في الاحتفال والاسباب تتعدد عند اهلها لكن اغلبهم يجمعون على اسباب فقدان الامن وانعدام الثقة بالاخر وقلة الخدمات.

ربما كان هذا السبب في اتخاذ الكنيسة قرار الاحتفال بهذا العيد في البلدة التي مضى على تحريرها ما يقارب العشرة اشهر وربما هذا ايضا ما دفع بالاب يعقوب سعدي الى ان يعلن عن اقامة قداس الاحد اسبوعيا في احدى كنائس البلدة، ولاقى هذا الاقتراح ترحيبا وتصفيقا من الحاضرين في الكنيسة.

بعد اختتام الاحتفال الطقسي في الكنيسة سار الجموع في هذا الشارع نحو مركز مار متى للخدمات الكنسية يتقدمهم جوق الكشاف السرياني وهم يعزفون الموسيقى الخاصة بالمناسبة. وفي المركز اجتمع الحضور على مائدة موحدة غذائها الاكلة الشعبية ( الهريسة).

































































































































































المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "