تقرير: العراق يواجه تهديدا بالتفكك السياسي

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, مارس 16, 2012, 07:10:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

تقرير: العراق يواجه تهديدا بالتفكك السياسي

آكانيوز

في تقرير لمعهد كارنيغي الدولي للابحاث، تحت عنوان (حالة العراق)، لفتت الباحثة مارينا اوتاواي الى ان العراق بلد غير مستقر وغير ديمقراطي تسوده التنافسات القاسية.
واوضحت اوتاواي أنه "في غضون أيام من إنتهاء الاحتفالات الرسمية التي سجلت نهاية مهمة الولايات المتحدة في العراق، تحرك رئيس الوزراء نوري المالكي، لمقاضاة نائب الرئيس طارق الهاشمي بتهم الإرهاب، وسعى إلى إطاحة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك من منصبه، ما أشعل أزمة سياسية كبرى كشفت تماماً وضعية العراق على أنه بلد غير مستقر وغير ديمقراطي تسوده التنافسات القاسية، وعلى أنه أيضا بلد لم تكد تؤثرعليه الترتيبات المؤسسية وهكذا، انفجرت فورا أعمال العنف الواسعة النطاق، وذكرت الهجمات الإرهابية التي شنّت أساساً ضدّ أهداف شيعية بأسوأ أيام العام 2006".
وبرأي اوتاواي فإن "ثمة ما هو أكثر من العنف الإرهابي في هذه الأزمة  حيث أن الاتفاق السياسي الدقيق والهش بين الأحزاب والفصائل السياسية الذي تم التوصل إليه في نهاية 2010 تداعى، وحكومة الوحدة الوطنية توقفت عن العمل، والمحافظات التي تريد أن تصبح أقاليما لها صلاحيات الحكم الذاتي التي تشبه صلاحيات كردستان العراق، بدأت تبذل ضغوطا مطردة على الحكومة المركزية".
واضافت انه "ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي جديد قريبا، فقد ينغمس العراق في حرب أهلية أو ينزلق إلى التقسيم".
اما بالنسبة إلى المحافظين في الولايات المتحدة، فتقول الباحثة في "كارنيغي"، ان الأزمة التي انغمس فيها العراق غداة الانسحاب الأميركي، كانت دليلا على عدم جدارة إدارة أوباما وفشلها في توفير اتفاق مع المالكي كان يجب أن يسمح ببقاء قوة عسكرية أميركية محدودة في البلاد".
وتابعت "ثمة درس أكثر بساطة، اذ يظهر العراق مدى قوة القوى السياسية المحلية في مواجهة ثماني سنوات من الاحتلال، وبالتالي عقم جهود الهندسة السياسية وبناء الأمة التي تبذل من الخارج".
واضافت "لقد حاول الاحتلال الأميركي أن يفرض على العراق مجموعة من القواعد السياسية التي لا تعكس الثقافة المهيمنة ولا علاقات القوة بين مختلف القوى السياسية. وفي حين أن الثقافات وعلاقات القوة ليست ثابتة، إلا أنها لا تتغيّر وفق الطلب للتكيُّف مع أهداف القوى الخارجية".
وترى اوتاواي أنه "للمرة الثانية منذ أن أطاح التدخل الأميركي العام 2003 بصدام حسين ونظامه، يواجه العراق تهديدا حقيقيا بالتفكك السياسي".
واوضحت انه في العام 2007، عملت الولايات المتحدة على الحفاظ على تماسك العراق بالقوة، لكن ضخ المزيد من القوات لم يضمن تحقيق اتفاق دائم  بين العراقيين.
والآن، قالت اوتاواي ان النتيجة صارت تعتمد على ما إذا كانت القوى السياسية التي تهمين على العراق وتقسمه، تجد من مصلحتها بلورة حل وسط حقيقي أو أنها ستستنتج أنها قد تستفيد أكثر من تمزيق العراق.

لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير