مسيحيي العراق بين تصريحات الاشوريين والكلدان- ج1

بدء بواسطة توما السرياني, فبراير 25, 2017, 11:16:03 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

توما السرياني



تحية طيبة لكل متابعي موقع برطلي

بين فترة واخرى نشاهد احد الاخوة من الاشوريين او الكلدان في مواقع الانترنت اوعلى شاشات التلفزيون يصرحون بتصرحيات لا اساس لها من الصحة . ولا تستند الى اي حقائق موثقة .
وانما يعتمدون على اقاويل لغايات في انفسهم لتحقيق مكاسب معينة ضاربين بعرض الحائط كل شيء اسمه الحقيقة او التاريخ او التوثيق.

ولان اللغة هي من مقومات القومية  قاموا على مدى عشرات السنوات بتزوير اسم لغتهم الاصلية (السريانية الارامية) وتحويلها الى اشورية  او كلدانية
ثم قاموا بتزوير تاريخهم السرياني الارامي وحولوه الى اشوري وكلداني لان التاريخ ايضا من مقومات القومية.
انتقلوا بعد سقوط العراق في 2003 (وحتى قبل هذا التاريخ) الى تزوير تعدادهم السكاني لكي تبين كل فئة منهم انها الاكثر , لذلك يجب عليها ان تحصل على مكاسب اكثر؟؟؟ متناسين انهم في تصريحات سابقة انهم ادعوا اننا شعب واحد ومصيرنا واحد و..........الخ

قبل ايام صرح  غبطة البطريرك الجليل  مار لويس روفائيل الاول ساكو لموقع الغد بريس (رابط1) حول سؤال وجه له حول اعداد المسيحين العراقيين  في العراق حاليا مقدرا عددهم بين 400 الف الى 500 الف ,  70% منهم كانوا في بغداد .
الحقيقة لا اعلم كيف قدر عددهم ؟؟ ولماذا 70% منهم كانوا في بغداد ؟؟ وهل لديه اتصالات مع بقية الكنائس لكي يعرف اعداد اتباع كل منهم ؟؟
هل يقصد 70%  من  مليون ومائتين وأربعة وستين ألفا بحسب إحصاء العام 1987(كما يروج لهذا الرقم الاشوريين - السيد يونادم كنا مثلا  ** وأوضح يونادم، أن عمليات النزوح والهجرة لأبناء المكوّن، بدأت قبل ثلاثين عاما، ولم تبدأ من تنظيم "داعش" فحسب، مشيرا إلى أن إحصاء تعداد سكان العراق لعام 1987، بيّن أن مليون و300 ألف إنسان تقريباً من المكون المسيحي الآشوري يقطنون البلاد ......   ويرجح يونادم كنا بقاء 600 ألف آشوري، حاليا، في العراق   ::  وكالة "سبوتنيك" الروسية **   ) , 
ام  من المتبقين حاليا ؟؟؟؟؟


قبل الدخول في صلب الموضوع ساورد بعض ما مكتوب في كتب التاريخ

الاشوريين القدماء : هم اقوام سكنت نينوى قبل الميلاد لغتهم اكدية وبعد ذلك اصبحت ارامية  وتم تدمير مملكتهم وابادتهم (كما كانوا يفعلون بالممالك التي يغزونها) والبقية الباقية منهم  انصهروا بالاقوام التي غزتهم
الاشوريين الجدد   : هم سريان نساطرة (لغتهم سريانية شرقية _ارامية) تم تسميتهم بالاشوريين من قبل البعثات التبشيرية في القرن التاسع عشر , ولا علاقة لهم بالاشوريين القدماء اطلاقا (علما انهم متوزعين في العراق وسوريا ولبنان وايران وتركيا ودول الاغتراب ....وجميعهم يدخلون في خانة العراقيين في تصريحات رجال الدين ورؤساء الاحزاب الاشوري؟؟؟؟)

الكلدان القدماء  : هم اقوام سكنت بابل قبل الميلاد لغتهم اكدية ثم اصبحت ارامية  وتم تدمير مملكتهم من قبل الفرس وانصهروا بالاقوام التي غزتهم باستثناء قلة منهم وهم الصابئة
الكلدان الجدد   : هم سريان نساطرة ( لغتهم سريانية شرقية - ارامية ) تم تسميتهم بالكلدان بعد انضمامهم لكنيسة روما لتمييزهم عن النساطرة الذين لم ينضموا اليها , ولا علاقة لهم بالكلدان القدماء  اطلاقا  (ويتوزعون في تركيا والعراق وايران وولبنان ومصر وسوريا وفلسطين وجميعهم ايضا يدخلون في خانة العراقيين في تصريحات رجال الدين والسياسيين الكلدان)

يقول الدكتور نابليون ماريني في مقال له منشور في مجلة المشرق سنة 1901 بعنوان (ما ورثه اهل العراق عن الاشوريين والكلدانيين العتاق )
.... وقبل الخوض في الموضوع اذكر القوم بامر هو خلاصة ابحاثي وهو ان سلالة البابليين قد انقرضت وبقي منها شواية محصورة في عشيرة يبلغ عدد افرادها الفين تعرف بالصابئة وهي الامة التي بحث عن معتقداتها واصلها الاب انستاس الكرملي في المشرق المفيد .  وان سلالة الاشوريين ايضا قد امحقت وبقي منها شواية تعرف باسم الاكراد ويسميهم المؤرخين بالكوشيين cosseens  وهم يسكنون الان الجبال الواقعة بين حدود العراق وبين العجم على مسافة 15 يوما من بغداد ............ ولقد طرق مسامعي غير مرة ادعاءات فارغة اوهن من نسيج العنكبوت صادرة عن بعض المنتمين الى الطائفة الكلدانية مغزاها ان نسلهم يرتقي الى البابليين القدماء وانهم هم الاحقون بذلك الاصل دون سواهم  اقول حسبهم تفنيدا مطالعة تاريخ الكنيسة الكاثوليكية فانه يعطلعهم كفاية على اسباب تلقيبهم بالكلدانيين وان الله مع الصادقين.

ويقول الاب لويس شيخو في مقاله (عقيدة الحبل بلا دنس في الكنائس الشرقية ) المنشور في مجلة المشرق سنة 1904
اباء كنيستها الاولون (يقصد الكنيسة الكلدانية) هم انفسهم اباء الكنيسة السريانية  فاقوالهم  حجة لدى الكلدان كما يستشهد بها السريان فلا حاجة للتكرار  وهذا الكلام  (ان اباء الكنيسة الكلدانية سريان  )  ذكره البطريرك لويس ساكو في كتابه اباؤنا السريان 

وفي سؤال موجه من قبل الاديب يوسف غنيمة  للاب لويس شيخو في  اصل الكلدان الحاليين أهم من اعقاب الكلدان السالفين ام لا  ؟
يجيبه  الاب لويس شيخو في العدد الصادر سنة 1905 (اما اصل الكلدان الحاليين فمنهم بلا شك    قسم     يجوز  ترقية اصله الى قدماء الكلدان)   
فمن هو هذا القسم ؟؟؟؟ هل هم اهل تلكيف او القوش او كرمليس او بغداد او دهوك او ايران او تركيا او لبنان او الهند ؟؟؟؟؟؟؟ ام المسلمين في الجنوب الذين ذكرهم البطريرك ساكو في تصريحه؟؟؟

اما كتاب تاريخ هيروديت (ترجمة عبدالاله الملاح) فيذكر في ص 291 سقوط بابل للمرة الثانية واصل البابليين
(سقطت بابل للمرة الثانية , وقام داريوس بعد هذا النصر _لخلاف قورش الفاتح الاول _ بتدمير دفاعاتها وتحطيم ابوابها ووضع ثلاثة الاف رجل من اعيانها على الخازوق _ وسمح للبقية بالبقاء في منازلهم وكنت قد ذكرت في البداية اقدام البابلين على خنق نسائهم , لكن داريوس في رغبته للحفاظ على جنسهم ارغم الاقوام المجاورة على ارسال عدد من النساء الى بابل . وقد بلغ عددهن خمسين الفا , ومنهم يتحدر جميع سكان المدينة)
بمعنى ان سكان مدينة بابل اصبحوا اقوام مختلطة وانصهر البابليون في هذه الاقوام نتيجة التزاوج فيما بينهم 

اما في من يدعي انه اشوري في هذا الزمن فنورد بعض ما كتب عنهم في مواقع مختلفة بالاضافة الى ما ذكر اعلاه (الدكتور نابليون ماريني)

السيد عبد الرزاق الحسيني يذكر في كتابه تاريخ العراق السياسي الحديث الجزء الثالث ص 314

كان النساطرة الذين يزعم المستعمرون من الانكليز وغيرهم انهم من بقايا الاثوريين , يسكنون قضاء جولامرك في ولاية وان في الاناضول الشرقي على مقربة من الحدود الايرانية والروسية .......فما وسع الانكليز الا وان نقل الناجين بارواحهم الى مخيمات اقاموها لهم على الضفة اليمنى من نهر ديالى بجوار قرية بعقوبة
اي انهم من اصول ايرانية  وتركية والمستعمرين الانكليز من زعم بانه اشوريين لاغراض سياسية


ويستطرد في القول في ص 316 (حوادث اجرامية )

على ان النساطرة لم يتركوا فرصة الا واستغلوها لبيان ما في نفوسهم من حقد وضغينة . ففي يوم 15 اب 1923 م ذهب ثلاثة منهم (من الليفي ) الى سوق العتمة في الموصل ليشتروا حاجة فحصلت مناوشات كلامية بينهم وبين البائع ادت الى شج راس احدهم , فانتصر النسطوريين المارون في الطريق لاخوانهم , وادت المشادة الى 18 اصابة بين قتيل وجريح ولو لم يسارع الانكليز لنقلهم الى كركوك لحدثت مذبحة كبرى
وفي 4 ايار من السنة التالية كان افراد منهم يبتاعون حاجة من سوق كركوك فاختصموا مع احد الباعة على السعر وجرح احدهم ولما شعر الباقون بقلة عددهم انسحبوا الى الثكنة العسكرية فاستلوا سلاحهم وخرجوا مع اصحابهم فاخذوا يقتلون كل من يصادفونه في الطريق طفلا كان ام رجلا , وهم شرطيان عراقيان بمنعهم عن قتل الابرياء فقتلوا الشرطيين فاضطر مديرهما مراد بك ان يسجب افراد شرطته من الاسواق فاتسعت المجزرة حتى اسفرت عن نحو مئتي اصابة بين قتيل وجريح ولكن البيانات الحكومية اعتبرتهم 56 قتيلا و44 جريحا


في مقال للدكتور عامر سليمان رئيس هيئة تنقيبات جامعة الموصل بعنوان (نتائج حفريات جامعة الموصل في اسوار نينوى ) المنشور في مجلة اداب الرافدين غدد1 (1 ديسمبر 1971) يقول في ص 49

(مما تجدر الاشارة اليه ان الاشوريين الموجودين حاليا في العراق لا علاقة لهم بالاشوريين في التاريخ وان لغة الاشوريين الحالية ما هي الا لهجة من اللهجات السريانية الحديثة)

ان من يدعي انه اشوري اليوم ليس سوى سرياني نسطوري (وهذا ما تذكره كل المصادر السريانية والاجنبية وحتى العربية)
جاء من تركيا وايران بعد ان خدعهم الانكليزي للدخول معهم في الحرب ضد تركيا مقابل اعطائهم امتيازات  ولكن لم يحصل لهم ما تمنوه لذلك وبعد ان قمعتهم الحكومة التركية هربوا الى النساطرة المتواجدين في ايران وبعدها  تم ادخالهم للعراق كلاجئين من قبل الانكليز (لان العراق كان تحت الاحتلال الانكليزي) وتم اسكانهم في مخيمات في بعقوبة
بعد ذلك وبالاتفاق مع الملك فيصل الاول تم نقلهم  (بعضهم ) الى شمال العراق وتم اعطائهم اراضي خصبة مجانا مع مساعدات تفوق ما كان يعطى للسكان الاصليين (السريان) ولكن بسبب تمرد بطريرك النساطرة الذي كان يطالب بان تكون لهم دولة تستقطع من العراق واجزاء من تركيا وان يكون هو الرئيس الديني والمدني جعلهم يتصادمون مع الحكومة العراقية وان يتم قتل العديد منهم بما يسمونها (مذبحة سميل ) حيث ان ما حدث لهم كان سببه النساطرة وليس الحكومة العراقية

وبسبب افعالهم هذه تم نفي البطريرك النسطوري ونفي الكثير من النساطرة وتم اسقاط الجنسية العراقية (والتي كانت قد اعطيت لهم بعد اتفاق الانكليز مع الملك فيصل الاول ) عنهم بسبب خيانتهم للدولة التي اوتهم
هل يستطيع النساطرة او من يسمون نفسهم اشوريين ان يقودوا حملة عسكرية او ان يرفعوا الصلاح بوجه الدول الغربية التي تأويهم لكي يطالبوا بدولة خاصة بهم في تلك الدول؟؟؟؟ماذا سيكون رد فعل تلك الدول اذا ما قام لاجئ اليها تم منحه جنسية تلك الدولة بحمل السلاح وتوجيهه ضد الدول التي احتضنتهم؟؟؟

ان محاولات الاشوريين والكلدان الجدد لاقصاء السريان لا زالت مستمرة , اما التصريحات التي نقرائها هنا او هناك والتي تقول اننا شعب واحد بثلاث مسميات ليست سوى اكاذيب يطلقونها لكي يتم تخدير السريان بها , في حين انهم يعملون خلف الكواليس لاقصاء السريان


1- http://www.alghadpress.com/news/92213/%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A7-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%86%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B4%D8%AF-%D9%84%D9%83%D9%86%D9%86
يتبع--- ج2