مطران عراقي يشارك في مراسيم سجدة ودفن الصليب في كنيسة مار يعقوب السروجي في لبنان

بدء بواسطة اخلاص بشير ال كبو, أبريل 30, 2016, 07:12:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

اخلاص بشير ال كبو

مطران عراقي يشارك في مراسيم سجدة ودفن الصليب في كنيسة مار يعقوب السروجي في لبنان







أخلاص بشير /برطلي . نت
بيروت- لبنان


أحيت كنيسة مار يعقوب السروجي في لبنان قداس سجدة ودفن الصليب المقدس  يوم الجمعة الموافق 2016/4/29 ترأس القداس نيافة المطران مار ثاوفيلوس جورج صليبا بمعاونة المطران العراقي من بلدة قرقوش مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي للسريان الكاثوليك ورئيس أساقفة الموصل سابقاً بحضور جمع من المؤمنين من لبنان وبمشاركة متميزة لابناء برطلي . وبعد قراءة الانجيل ألقى نيافة المطران جرجس القس موسى عظة استذكر فيها آلام المسيح في جمعة الآلام من كل سنة نسجد للصليب وربما نقول ان في هذا اليوم نستذكر موت المسيح ولكن اليوم نتأمل نقطة اخرى في اللاوعي في مثل هذا اليوم الجمعة العظيمة لانها تدعونا ان نراجع حياتنا الى نقطة مهمة وهي الامانة ليسوع نقرأ في انجيل متى مثالين للامانة يخص تلميذين الأول يهوذا لانريد ان نستذكر اسم يهوذا لأنه مثال للخيانة بدل الأمانة ربما نراهُ  إتبع يسوع وأصبح أحد تلاميذه ولابد ان يسوع ارسل يهوذا للتبشير وشفاء المرضى .ويهوذا ايضاً كان له ثقة بيسوع لكونه او حسب أحلامه المنقذ او الزعيم المخلص الذي يعيد الملك لاسرائيل ويشكل قوة او حكم لهذا الشعب المشرد البعيد اما يسوع يقول مملكتي ليست من هذا العالم . مملكتي التي  انا جئت اليها هي في قلوب وارواح هي في عمق الانسان .ولهذا خابت امال يهوذا بقي مسمراً ومتجمداً في نقطة استعادة الملك في نقطة يصبح احد المتنفذين لهذا الزعيم وعوض ان يعيد النظر في حياته وفي علاقته وفكره ولم يبقى له رجاء مادي مباشر . سلم المسيح بحفنة من الفضة ليس لها قيمة . ترى احياناً نحن نضع ثقتنا في المسيح حتى نكافئ بذات الشيء وننسى ان ملكوت الله ليس اكل وشرب ومال وابتزاز ومناصب .وننسى اننا اذا اردنا ان نكون تلاميذ المسيح ان الطريق خطر وغير سالك . خسر يهوذا نفسه واحلامه . المثال الثاني هو بطرس ايضاً تلميذ وهو ليس فقط من ضمن الذين وثق بهم المسيح بل وسلم له مسوؤليات ومن خلال  الانجيل يضعه في المقدمة مع يوحنا ويعقوب .بطرس لم يبع المسيح ولكن انكره . يهوذا قال الذي اقبله هو.هو اما بطرس يقول امام خادمة لااعرفه . لقد أكد لهم يهوذا انه يعرفه . اما بطرس حلف لينقذ نفسه ,بطرس يستذكر انه قال لو الكل تركك انا لااتركك فصاح الديك وتذكر بطرس القول وبكى بكاءاً مراً حسب قول الانجيل هذا البكاء هو رجوع الحياة لبطرس . نخطئ ننكر نبتعد لكن قوة الامانة تأتي بالندامة ومراجعة الذات .
نحن مدعوين اليوم ان  نجدد أمانتنا للمسيح  ان لاتكون امانتنا لفظية ولا بتواجدنا بالكنيسة بل في عمق ذاتنا  أن نسأل أنفسنا في كل التجارب في الضيقات في كل شيء, أهلنا هٌجروا من العراق في سبيل الامانة ليسوع المسيح فلنكن ثابتين في المسيح وان نجدد مواعيد معموديتنا . وان نبقى امناء للصليب وامناء للايمان بالمسيح مهما كانت الظروف وربما نحن مستعدين للاستشهاد من اجل الامانة التي هي مقياس للايمان المسيحي بشفاعة بطرس النادم المعترف الباكي . اقبل يارب امانتنا بثمن حياتنا وبعد نهاية القداس طاف المؤمنين حاملين تابوت المسيح .....
في يوم الجمعة العظيمة والذي استمد عظمته من عظمة الحدث الذي حدث فيه هو يوم الجمعة الوحيد الذي لم يكن مثله قبله ولن يكون بعده هو اليوم الذي فيه اسلم ابن الله  الى يد الخطاة هو اليوم الذي تُرك فيه من الجميع  . هو اليوم الذي خانه فيه  يهوذا وانكره بطرس فيه . هو اليوم الذي هرب تلاميذه وتركوه وحيداً يلاقي المصير . هو اليوم الذي اتحدت  فيه  قوى الشر الروحية وتعاهدت مع البشرية ضد ابن الله الوحيد .هو اليوم الذي اتحدت فيه كل القوى الدينية متمثلة في قادته مع  القوى السياسية الرومانية ضد ابن الله . هو اليوم الذي ايضاً  فيه اظهرت فيه محبة الله للبشرية . فسر ان يسحق بالحزن الابن الوحيد . هو اليوم الذي ظهر فيه عدل الله حينما علق رب المجد على خشبة الصليب هو اليوم الذي أَعد له من البداية . اليوم تلاقى فيه عدل الله مع رحمته ومحبته . لقد خلق الله آدم يوم الجمعة حسب سفر التكوين وكانت البشرية في صلب ادم وفي يوم الجمعة العظيمة كان ادم الاخير يصنع وينشئ بتعليقه على الصليب خليقة جديدة . عند الصليب وبين يدي المخلص فقط تنتهي قصة السقوط . يوم الجمعة العظيمة هو اليوم الذي تمت فيه التدابير الالهية لخلاص البشرية . اليوم الوحيد الذي اوجد الله فيه الخلاص الابدي...