مجمع "الامل" للنازحين من سهل نينوى.. سكانه يعيشون على أمل العودة ، وحزنُ يُخيم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 24, 2016, 12:26:03 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
   مجمع "الامل" للنازحين من سهل نينوى..
سكانه يعيشون على أمل العودة ، وحزنُ يُخيم على وجوه نسائه   



برطلي . نت / خاص

هو لا يختلف عن باقي المجمعات الاخرى التي اقيمت في عنكاوا ، لأيواء النازحين من ابناء سهل نينوى بعد التهجير القسري الذي طالهم في 6 آب من عام 2014 . بناية غير مكتملة البناء تقع على أطراف البلدة ، قدمها مالكوها وهم من ابناء عنكاوا مجانا لتكون تحت تصرف احد الاباء الكهنة وهو الاب نجيب الدومنيكي الذي بعلاقاته واتصالاته مع عدد من المنظمات الانسانية والجهات الكنسية الاجنبية لتتولى مهمة تأهيل هذه البناية وتصبح جاهزة لاستقبال العوائل التي كانت تسكن في القاعات والكنائس والحدائق في الايام الاولى للتهجير وتضم الان (153) عائلة اغلبهم من بغديدا وأخرى من برطلة وعشر عوائل أيزيدية .

لا خصوصية في المكان
نفس المشاهد تتكرر في هذا المجمع كما في المجمعات الاخرى ، كل شيء مشترك هنا ، المطابخ ، الحمامات ، الاروقة والممرات تجد الحركة دائمة فيها ، هي أماكن للعب الاطفال واماكن للجلوس وتبادل الحديث بين سكنة المجمع وهي اماكن لانجاز بعض المهمات البيتية التي لا تسمح غرفهم لاتمامها كالخَبز على التنور الغازي الذي هو مشترك ايضا . الخصوصية تنحصر فقط في غرفهم الصغيرة التي تفصلها عن بعضها حواجز بلاستيكية ، لا تتجاوز مساحة بعضها احيانا الخمسة امتار مربعة .
أقراص الخبز مفروشة على الارض في ممر في الطابق الرابع بجانب تنور تعمل عليه أم راني مع ابنتيها وتقول عن اية خصوصية تتحدث حتى هذه لا نجدها في غرفتنا التي قسمناها بحاجز قماشي لتضم عائلتي وعائلة ابني ولهذا نحن نبحث عن كرفان في احد المجمعات . التنور جاء ايضا من تبرع من احد المحسنين لعوائل المجمع .

الحزن يُخيم على وجوه النساء
نساءٌ في مقتبل العمر ، تحملن مسؤولية عوائل في ظروف هي اكبر من طاقاتهن ، الزوج خارج البيت يبحث عن عمل لتأمين المعيشة للعائلة وربما يجده او لا يجده . الحزن سمة على وجوههن .





أم سيدرا :  ترتدي الاسود ، شابة في مقتبل العمر هي من بغديدا ومتزوجة من برطلّي متطوع في قوات حراسات سهل نينوى . توفي والدها وهو لازال شابا ، ولحقته جدتها . تجهش بالبكاء وهي تتحدث كيف خطف الموت والدها دون ان يكون مصابا بمرض ما . وتوفيت جدتها حزنا عليه . وتؤكد ان الوضع المأساوي الذي نعيشه كان السبب في موت والدها .





السيدة أناهيد نقلت مطبخها الى غرفتها مضطرة رغم ضيق المكان والسبب لتكون قريبة من ابنها (داني) ذو الاثنتي عشر سنة والذي يعاني من تخلف عقلي . أناهيد لا تفارق غرفتها والالم والحزن في حديثها عن وضعها العائلي وهي تبحث عن جهة تتبنى علاج أو تعتني بمثل حالة ابنها وهي بالتأكيد غير موجودة هنا ، الولد يتحرك بين ارجاء الغرفة الصغيرة تنهض والدته بين الحين والاخر كي لا يؤذي نفسه ، الظروف هنا ابعدتنا عن متابعة علاجه ، اقرانه الان في الصف السادس الابتدائي حتى انه لم يشاركهم في صف التناول .





أما نضال التي ظلت مع عائلتها في برطلة بعد دخول عناصر تنظيم الدولة الاسلامية لما يقارب من العشرين يوما ، ثم أخرِجت مع اولادها الصغار وأعتقلوا زوجها وهي لا تعرف عن اخباره شيئا . لا معيل لها الان وهي تعيش على الاعانات وعلى ما تقدمه من خدمة لبعض العوائل .


أمل في العودة وبحث عن الاستقرار
رامي عبدالله متطوع في قوات حماية سهل نينوى جرب الهجرة وسافر الى لبنان ولكنه اصطدم بالحياة الغالية فيها والصعبة عاد ثانية متأملا في العودة الى بغديدا رغم تيقنه بان كل ما كان يملكه فيها من محلات وعمل جيد قد اصبح في حكم المنتهي لكنه يقول سنعيد بناؤه من جديد . زوجة رامي التي فقدت وظيفتها في احد المصارف الخاصة بسبب التهجير الوضع هنا اصبح صعبا والعودة طال امدها وتستفسر ما هي ضمانات العيش بين اناس فقدنا الثقة بهم ولهذا تجد الهجرة افضل من انتظار مصير مجهول .
ام ميرون جربت حظها ايضا في الهجرة عن طريق تركيا ولصعوبة الحياة بسبب اللغة وقلة العمل والانتظار الطويل عادت الى نفس المجمع الذي كانت تسكنه قبل سفرها ، هنا يهتمون بنا ويوفرون لنا سلات غذائية تصل الى ثلاث في الشهر ولكن لم يعد في وسعنا تحمل التهجير . كنا نسكن في بغداد وهُجِرنا الى بغديدا وها نحن اليوم نعيش مهجرين في عنكاوا ، نبني حياتنا ثم يأتي من يخطفها منّا دون سبب فقط لكوننا نختلف عنهم في الدين ، الى متى تبقى البسمة بعيدة عن وجوه هؤلاء الاطفال وهي تؤشر على اطفال يتهيئون للذهاب الى مدرستهم وتجمعوا حولنا .. أليس هناك من يوفر لنا الاستقرار .
ام راني تتحدث الينا وهي منشغلة في تنورها وترى ان شيئا لم يتحسن في وضع النازحين ما داموا بعيدين عن ديارهم ، هي تواقة للعودة حيث دارها واهلها ومصادر العيش متوفرة هناك ، زوجها موظف وابناؤها كان لهم اعمالهم الحرة ، وتضيف اما هنا زوجي لا يستلم راتبه كل ثلاثة اشهر واولادي بلا عمل . ام راني تبحث عن كرفان لتسكن فيه لان صعود السلالم الى الطابق الخامس قد انهك جسدها المتعب بسبب المرض .

اما ساهر الذي يعمل مع الادارة في المجمع فيقول الشباب اكثر توجها نحو الهجرة خصوصا بعد فقدان المصداقية لدى المسؤولين الحكوميين والعسكريين الذين يؤكدون كل مرة في تصريحاتهم عن قرب تحرير مناطقنا ولكن دون ان نرى شيئا على ارض الواقع .
ابو زياد وجد ضالته في قضاء وقت فراغه باقامة مقهى بسيط من قطع الخشب والمشمع ومقاعد قديمة في ساحة امام المجمع يرتاح  فيه هو والرجال من سكنة المجمع يقول : ما انتظارنا هنا لسنة ونصف الا أملا في العودة وسنبقى ننتظر حتى نعود .
مسؤول في ادارة المجمع اكد على ان التأخير في العودة الى الديار وطول فترة النزوح والبطالة وصعوبة توفير المعيشة اثرت سلبا على النازحين من الناحية النفسية فتجد من بين سكنة المجمع من ينتفض ويغضب لابسط الامور . فهو يقترح توفير سكن لائق للعوائل النازحة على هيئة مجمعات كرفانية افضل من السكن في غرف صغيرة حتى يحين موعد الرجوع الى بلداتنا ومناطقنا وهذا امر ليس صعبا لو اُحسن استخدام المبالغ التي تصرف للنازحين .

ايزيديون الى جانب المسيحيين
شيناز رمزي ايزيدية من بعشيقة ربة احدى العوائل الايزيدية العشرة الساكنة في المجمع . انتقلت اليه بعد ان كانت تعيش في هيكل في الشيخان . تقول المكان هنا افضل خصوصا وهي تلقى نفس الاهتمام من ادارة المجمع كما تلقاه العوائل المسيحية . مأساتنا واحدة ، طُردنا من بيوتنا لاننا نختلف عنهم . لها اقارب يعيشون في مخيمات في سرسنك .

هذا وتقوم ادارة المجمع وعن طريق المنظمات الانسانية والمؤسسات الكنسية والاشخاص ولبعد المجمع عن مركز المدينة بتوفير بدلات اشتراك في سيارات النقل لجميع الطلبة من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة هذا بالاضافة الى وجود روضة لاطفال المجمع وورشة للخياطة .
































المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "