مهجرون مسيحيون يعودون الى مخيماتهم في عنكاوا بعد فشلهم في الوصول الى أوربا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 10, 2016, 04:09:28 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  مهجرون مسيحيون يعودون الى مخيماتهم في عنكاوا بعد فشلهم في الوصول الى أوربا     



الصورة من الوكالات


برطلي . نت / خاص
ألقت قرارات الاتحاد الاوربي الاخيرة بشأن منع الهجرة غير الشرعية وايقاف تدفق اللاجئين الى اوربا بنتائجها السلبية على المهاجرين المسيحيين من سكان سهل نينوى . الذين كانت قد دفعتهم ظروفهم وتوجه قوافل المهاجرين من تركيا الى اليونان عبر البحر ومنها الى دول اوربا الى ركوب هذه المخاطرة . ولكن يبدو ان قرارهم بالهجرة قد جاء متأخرا بعض الشيء بحيث فشلت خطتهم واحلامهم في الوصول الى اوربا .

ميلاد شاب عاد لتوه من تجربة غير موفقة للهجرة الى المانيا كان قد اتفق وزميل له عليها مع مجموعة ضمت ايضا عوائلا مهجرة من برطلة وتسكن عنكاوا .

يقول ميلاد لقد امضينا شهرا كاملا ونحن نحاول ركوب البحر الا ان كل محاولات المهرب الذي كان يقودنا باءت بالفشل بسبب التشديد على مناطق انطلاق الزوارق المتجهة نحو الجزر اليونانية .

يؤكد هذا الكلام ايضا السيد فاروق وهو رب عائلة مهجرة من بغديدا وكان يسكن في احد مجمعات النازحين في عنكاوا . لقد كنا مجموعة من العوائل وجميعهم من بغديدا قلنا ( نجرب حظنا ) خصوصا وقد سبقنا الى ذلك اناس أخرون ولكن يبدو انني ( ما عندي حظ ) يقولها وكأنه قد خسر شيئا كان سينقله الى حياة اجمل بعيدة عن الشقاء . ويضيف الشرطة وخفر السواحل منتشرون في كل مكان في المناطق التي كان يعبر منها المهاجرين بل حتى في البحر . فقد تم القبض على زورق في وسط البحر وهو يحمل مجموعة من المهاجرين ، طريق الهجرة اصبح صعبا .

فاروق الشيء الذي دفعه الى الهجرة بحسب قوله لم يبقى لديه شيء يخسره بعد ان فقد كل ما له بسبب التهجير ونفاذ صبره في العودة بالاضافة الى انه لا يملك موردا ثابتا ( راتب ) .

وعن سبب عدم اتخاذ الطرق الشرعية في الهجرة عبر ألـ ( UN ) يقول العائدون ان ذلك يتطلب منهم فترة انتظار طويلة قد تصل الى السنتين هذا ما يكلفهم مبالغ مادية لا يستطيعون تحملها ، فكل الذي يملكونه هو ثمن ركوبهم الزوارق التي تقلهم الى السواحل اليونانية والتي تدفع للمهربين وهي في نظرهم قليلة .

المبلغ غالبا ما كان يتم الاتفاق عليه قبل الشروع بالسفر عبر سماسرة متواجدون في عنكاوا لهم اتصالات مع المهربين ويتنقلون بين المهجرين بل وصل الامر بهم الى عرض صور للزورق أو اليخت الذي سيقلهم ولكل من هذه سعرها الخاص . 

يقول ميلاد كانت رحلتي ستكلفني 2700 دولار يسلمها اهلي الى شخص هو حلقة الوصل بيننا وبين المهرب حال وصولنا السواحل اليونانية . لكن الامر لم ينجح وعدنا الى عنكاوا الا صديقي الذي فضل المجازفة .

يضيف ميلاد لقد كنا في كل مرة نسلك طريقا من استانبول الى مدينة ازمير يصل الى اثنتي عشر ساعة ، ووصولنا الى ساحل البحر يجب ان يكون في الليل بل في ساعات متأخرة منه كي نبقى بعيدين عن اعين الشرطة حسب قول المهرب . ومع ذلك كانت الشرطة تفاجئنا فيشير لنا المهرب بالهروب فنتسلل الى داخل الغابة جميعا حتى النساء والاطفال في مشهد مخيف بين الاحراش وفي ارض طينية ، ثم ما تكاد الشرطة تجدنا حتى تلقي القبض علينا واحدا تلو الاخر لتقودنا الى مركز شرطة في المدينة .

يسترسل ميلاد في حديثه ويقول بعد تحقيق يستمر لساعات تارة نقول اننا سوريين وتارة اخرى عراقيين ليطلقوا سراحنا ويعيدونا الى استانبول في حافلة بعد ان يستوفوا منا ثمن الاجرة .

وهكذا تكرر الامر عدة مرات خلال شهر قررنا العودة بعد ان استنفذت المبالغ التي معنا ونفاذ فترة التأشيرة الا صديقي الذي أصر على البقاء ومواصلة مشواره ، وفعلا نجح في العبور بعد شق الانفس عبر طريق برية بحسب ما ذكر لي . وهو الان في أثينا شبه محجوز في مخيم للاجئين ينتظر منظمة او جهة تقله الى اية دولة اوربية او يعودون به الى تركيا .

وصرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان  في وقت سابق من هذا الاسبوع لقد تم غلق الابواب الخلفية للهجرة غير الشرعية وعلى الاتحاد الاوربي فتح ابوابا اخرى شرعية .

وكان حلف شمال الاطلسي قد وافق في وقت سابق من هذه السنة على نشر قوة بحرية في بحر ايجة للتصدي لمهربي البشر الذين يسهلون للمهاجرين عبور البحر من تركيا الى اليونان .



المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "