التيار الصدري واللعبة المزدوجة

بدء بواسطة متي اسو, أبريل 30, 2016, 09:49:27 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو


التيار الصدري واللعبة المزدوجة
كان قد خرج متظاهرون من عامة الشعب ، وليس من فصيل سياسي معين ، ضد الفساد المستشري في حكومة مُشكلّة ومتؤالفة مع احزاب معظمها اسلامية . رفع المتظاهرون مطالب وشعارات هدفها إصلاح أحوال عامة الشعب بإجتثاث بؤر الفساد من مفاصل الدولة ، قاد المتظاهرون مظاهرات سلمية في غاية الانضباط والتصرف الديمقراطي ... مع ذلك ، ورغم توافقها مع رغبة رئيس الوزراء في الاصلاح ، إلا انها كانت تجابه بقسوة في احيان كثيرة ، كانت الجسور تُقطع والشوارع تُغلق لمنع المتضاهرين من التجمّع في ساحة التحرير ، والويل لمن يفكر من المضاهرين بعبور الجسر الى المنطقة الخضراء ,
الأنكى من ذلك كله ، ان احزابا سياسية إنظمّت الى تلك المضاهرات التي حملت شعارات سلميه وشفّافة وأخذت ترفع شعارات مغايرة للإضرار بالمضاهرات ، بل ان قسم منهم قام بالأعتداء المباشر على المتضاهرين .
يبدو ان شعارات الجماهير تلك إستهوت التيار الصدري كوسيلة للقضاء على الخصم الشيعي الجاثم على سدة الحكم منذ اكثر من عشر سنوات ، فالسيد مقتدى الصدر يقولها بصراحة من انه يحاول إسقاط " دعاة الولاية الثالثة " المتمثلة بحزب الدعوة ... اصبحت المطالب مجرد شعارات لتحقيق مكاسب سياسية في الصراع الشيعي الشيعي فقط .
أُزيحت مظاهرات الشعب جانبا لتحل محلها مضاهرات تيار سياسي ديني ... ولا يمكن لأي انسان عاقل ان يصدّق بأن التيار الديني هذا يعني فعلا مضمون الشعارات التي يرفعها بعد ان إستولى عليها .
في حالة العراق الحالية هذه ، اني أؤمن بمبدأ " الشراكة " في الحكم ، الشراكة هذه يدعونها بـ " المحاصصة " . والاصوات التي تطالب بالغاء المحاصصة تأتي من اناس يكرهون العملية الساسية برمتها ويريدون العودة الى  الماضي في إقامة الدكتاتورية واحتكار السلطة ... لا بل ان " دعاة المحاصصة " اليوم يرفعون شعار " إلغاء المحاصصة " أيضا لأغراض ومكاسب سياسية لا غير .ألم يكن التيار الصدري نفسه مشاركا بحوالي اربعين نائبا وبعدد من الوزارات ؟؟ ... لكن سبحان مغير الاحوال كما يقولون .
اناس بسطاء أيضا يلعنون المحاصصة بسبب الاوضاع الامنية والاقتصادية التي يعيشونها ، فيلعنوها مع الاخرين و " حشر مع الناس عيد "  .
إستطاع المؤمنون السياسيون ( سنة وشيعة ) ، ومعهم ازلام النظام السابق وضيوفهم من القاعدة وداعش ، ومعهم الاكراد من ذوي النزعة الانفصالية ، من جعل العراق ممزق الاوصال لاسباب دينية وطائفية وعشائرية ( في الحقيقة ان العرب يتحملّون ما يجري في العراق وليس الاكراد ) .. ففي ظل هذا الوضع لا يمكن تشكيل دولة بدون مشاركة كل الاطراف ، وإلا ستكون هناك مجازر تجعل العراقيين يحنّون الى الوضع الحالي ، وربما ستؤدي الى مسح العراق كليا  ونهايته كدولة .
العيب ليس في مبدأ المشاركة ( المحاصصة ) ، العيب في المنظومة السياسية ذات الطابع الديني التي تعجز عن اختيار نخب سياسية جيدة ... العيب في " الشعب " نفسه ... في الشعب الذي إرتضى لنفسه ان يعدو الى صندوق الانتخابات وفي ذهنه وصية الشيخ او المرجعية ... ألم يختبرهم في الانتخابات السابقة ، ومن ثم إنتقدهم  ؟؟؟ فلماذا يعود وينتخبهم مرة بعد الاخرى ؟... لهذا السبب فقط ، وليس لاغراض ايمانية ، يحكم الشيوخ والملالي قبضتهم الدينية على السذج والبسطاء من الناس ... طبعا هناك أيضا من المتعلمين من يركب الموجة الدينية  لاغراض سياسية  وصولية .
ان اعداد التيار الصدري الذي اقتحم مجلس النواب لم يكن بالعدد الهائل الذي لا يمكن السيطرة عليه ، فلماذا فُتحت له الابواب ؟!... ما هي الرسالة ؟ ... ما الذي يأمل التيار الصدري ان يجنيه ؟
أثبت التيار الصدري بأنه ملتزم بـ " الاوامر " التي تأتيه فيطبقها حرفيا ، فهو لا يزال يرفع شعار " السلمية " رغم ان احدهم ضرب نائب شيعي من الكتلة المنافسة بعمود الشعار ... يقتحمون ، ثم ينسحبون بدقة متناهية حسب الاوامر ... لكني اعتقد بأن الصدريون ، في تقديراتهم مخطئون . 
سيتهلل داعش وحواضنه إذا سقطت الدولة ، فالخطر الذي بدأ يحاصره في الموصل وفي فلوجة وهيت سيزول ما لم يحدث تدخل اجنبي آخر .


يوسف الو

قلناه دائما وفي أكثر من مناسبة بأن شعبنا وللأسف لم يعد ذلك الشعب الذي أطلق عليه في يوم من الأيام وفي سالف الزمان شعب الثورات تلك الثورات والأحتجاجات التي كان يقودها أناس مثقفين وطنيين يؤمنون بالمباديء السامية لعزة الشعب وأستقلال الوطن , فالتيار الصدري ما هو ألا تجمعات فدائيي المقبور صدام كانت أعمارهم أبان السقوط تحت العشرينات أو فيها واليوم باتوا رجالا أشداء يأتمرون بأوامر شخص لا ثقافة له ولا هدف بل هو مجرد دمية بيد هذا وذاك ويتلاعب بعقول المتخلفين ومن خلالهم يتلاعب بشؤون الدولة والحكومة العراقية كما يحلو له فتارة ينتفض وأخرى يهدأ وكأن الشعب العراقي وحكومته أصبح مختبرا للصدر ينفذ من خلاله ما يدور بمخيلته فأن نجحت كان مقتدى بطلا وأن فشلت أختفى مقتدى وأعلن أعتزاله العمل السياسي وما يلبث أن يعود بعد أيام وحسب الأوامر التي يتسلمها ممن يأتمر بأوامرهم , أما الأكراد فأنا أخالفك الرأي عزيزي متي أسو فهم من يحاول عرقلة تقدم العراق وعافية شعبه وهم من يتصيد بالماء العكر دائما وهم جزء ممن يرغبون بتدمير العراق وأذلال شعبه والأحداث المتتالية والمتسارعة كشفت هذا الشيء وهم قد أنكشفوا على حقيقتهم فلم يعد في حقائبهم شيء سوى الحفاظ على ماء الوجه أن كان بقي شيء من ذلك .

متي اسو

- لا اعتقد بأن السيد مقتدى الصدر ينفّذ ما في مخيلته ... انه ينفذ ما في مخيلة جيراننا ... والشعارات الوطنية كانت ولا تزال غطاء منذ السبعينات ولحد الآن .
- حاولتُ ان اكون دقيقا بخصوص الاكراد ، قلتُ "إستطاع المؤمنون السياسيون ( سنة وشيعة ) ، ومعهم ازلام النظام السابق وضيوفهم من القاعدة وداعش ، ومعهم الاكراد من ذوي النزعة الانفصالية ، من جعل العراق ممزق الاوصال لاسباب دينية وطائفية وعشائرية " ... اي ان الاكراد مساهمين أيضا .
ثم قلتُ : "( في الحقيقة ان العرب يتحملّون ما يجري في العراق وليس الاكراد ) ... إن  من" يتحمّل المسؤلية " الاساسية في الخراب الحالي هم العراقيين العرب الذي إ تضح بأنهم سنة وشيعة يقتلون بعضهم البعض ، ولا يملكون ولو القدر اليسير من الانتماء للعراق إلا بـ " الشعارات ". اني احمّل المسؤولية من يقوم بالفعل الاساسي وليس بالذي يفرح او يصيد بالماء العكر .
تحياتي

 

اثيل جبوري

اتفق معك سيدي الكريم في كل ماقلته,وأويد بان مقتدى هو العوبة بيد ايران, هو وكل القيادات الشيعية بلا استثناء. فايران هي من ربتهم وصرفت عليهم لاكثر من ثلاثين سنة ثم جاءت امريكا واتفقت مع ايران والاكراد( الذين كانوا دوما ومايزالون يتعاونون مع اي اجنبي ضد العراق والعراقيين ولمنافعهم الشخصية والقومية والحزبية) على احتلال العراق وتاسيس دواعش المنطقة الخضراء التي تتمتع بتأييد دولي وفقا لمصالح الدول الغربية, واستخدمتهم ولازالت تستخدمهم في افراغ العراق من كل ثرواته, المادية والبشرية منها, وتدمير ماتبقى منها والسيطرة على اهم منابع النفط في العالم. واؤكد على ان الكل, عربا وكردا ومن لف حولهم, هم اساس دمار العراق.  ولي تعليق بسيط حول مقتدى الصدر...
مقتدى وغيره من المعممين جاءوا الى العراق مع الاحتلال الامريكي وكان همهم الاول السلطة, الدينية منها و المدنية. ولتحقيق ذلك بسهولة وبتاييد شعبي, استغلوا الجهل المنتشر في اوساط شعوبهم وملأوا افكارهم باوهام الحرمان والمضلومية , متناسين او متغابين(كما قال المالكي) بان الشعب العراقي برمته كان محروما من ابسط حقوقه ومضلوما.
مراجعة بسيطة لتاريخ مقتدى الصدر عامي 2006 و 2007 سنكتشف حجم المجزار التي خلفها هو وقياداته, وما الجثث التي رميت خلف السدة في مدينة الصدر وجرائم الاغتيالات( بالبطة وغيرها ) الا دليل على ذلك, وشخصيا وقتها شاهدت عمليات خطف امام عيني من قبل اعضاء التيار الصدري لاني كنت اسكن في منطقة قريبة من مدينة الثورة. ولا ننسى قضية السيد عبد المجيد الخوئي رحمة الله بعد ان عُذب واُعدم في الصحن العلوي بيد مقتدى الصدر نفسه. بالمختصر ماكو عمامة جابت خير عالعراق والعراقيين.

متي اسو

#4
الاخ اثيل جبوري المحترم
اولا: لا ينبغي علينا دائما ان نحمّل ايران والسعودية وتركيا وامريكا والصهيونية وروسيا وجمهورية الواق الواق مسؤولية الجرائم التي يقترفها من يسكنون العراق ( صعب عليّ ان اصفهم بالعراقيين ) .. لولا استعداد كل فئة من " العراقيين " انفسهم للتعاون مع الشيطان للاسئثار بكل شيء لوحدها ،  لما تجرأت دولة قريبة ام بعيدة للتدخل في العراق .
ثانيا : نظرية المؤامرة والسيطرة على منابع النفط أصبحت من القدم بحيث اصابنا العجز من ان نرددها ونلوكها .... اكثر الذين استفادوا من عقود النفط هي الدول التي عارضت الاحتلال ومنها فرنسا وروسيا والصين ... والذي خسرته امريكا ماديا على الحرب في العراق لا يمكن ان يُعوّض بمنحهم كل نفطنا لمئة عام !!! 11 سبتمبر غيّرت الكثير ، صدام حسين كان مرشحا للتعاون مع الارهاب منذ " احتلاله الكويت " ، فالرجل لا يمكن ائتمان جانبه ، خاصة وانه سهّل دخول " انصار الاسلام " الى شمال العراق ، وانصار الاسلام مرتبطون بـ " القاعدة " .
على اية حال ، ذهب صدام غير مأسوف عليه بعد الدمار الذي الحقه بالعراق نتيجة غروره واعماله وحروبه الطائشة ، وما الامية التي تتحدث عنها ، وكذلك أسلمة المجتمع ( شيعة وسنة ) إلا تركته البغيضة . نحن المسيحيين كان لنا النصيب الأسوأ من ظلمه بعد ان شرع في مشروعه الشيطاني بالتغيير الديمغرافي في البلدات المسيحية ، واصدار قانون جائر في الاحوال المدنية ...
ثالثا : لا يمكن لأمريكا ان تتفق مع عدو لدود مثل ايران التي  تلعنها ليل نهار وتدعوها بـ " الشيطان الاكبر "... لكن المشكلة ، كما قلتُ سابقا ، ان " العراقيين الشيعة " كان ينبغي عليهم ان يشكروا الله على فرصتهم للوصول الى الحكم بـ " الانتخابات الديمقراطية " ... لكنهم تنكّروا لكل ذلك ( هذا حال معظم العرب والمسلمين ) ونسيوا " مظلوميتهم " واخذوا بالتحالف مع ايران ضد امريكا وضد ابناء الشعب العراقي الآخرين ، والعمليات التي قاموا بها ضد الامريكان تفوق تلك التي قامت بها المعارضة ، نكلّوا بالمسالمين مثل المسيحيين والصابئة ، ولا زالوا يتحيّنون الفرص للمزيد .
رابعا : من أسس داعش هو الاسلام السياسي الوهابي بقيادة دولة الشر السعودية ، المال من الخليج والتنظير من شيوخ السعودية ومصر والعسكرة والسلاح من تركيا والتنفيذ من ازلام حزب البعث ...
وهكذا نجد كيف ان الاسلام السياسيي ، بشقيّه الشيعي والسني ، قد خرّب العراق ولا يزال ... لا تلوموا الاخرين لأن ذلك لم يفدنا في السابق ولن يفيد مستقبلا .
مللنا من التذكير ماذا حل بدول اخرى بعد الحروب الخاسرة مثل اليابان والمانيا ... مللنا من التذكير بأن الكثير من الدول الاخرى لها ثروات نفطية ... لماذا نحن بالذات ؟ أتعرف لماذا ؟ لأن تلك الدول لا تأخذ بخناقها القبضة الاسلامية والعشائرية التي سيطرت وتسيطر على العقول التي تسيّر هذه البلدان ، سابقا ولاحقا .
تحياتي