الروائي والمفكر البريطاني"جورج أورويل"/ عبدالجبارنوري- السويد

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 27, 2016, 08:57:06 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الروائي والمفكر البريطاني"جورج أورويل"--- ذو النزعة الأنسانية التحررية     



برطلي . نت / بريد الموقع

عبدالجبارنوري- السويد



جورج أورويل Georg Orwell  1903 – 1950 صحفي وروائي ومفكربريطاني ، تتميّز كتاباتهُ بخفة الدم والذكاء والوضوح ، كان دائم الحديث عن التحذير من غياب العدالة الأجتماعية ، ومعارضة الحكم الشمولي ، وكتب في النقد الأدبي والشعر والخيال والصحافة الجدلية ، وأنهُ يتعاطف مع الكادحين ، ويدافع عن المظلومين ، والأنحياز إلى الفقراء ويؤمن بالمساواة ، ويكره ألغاء الآخر ، ويمقت الكراهية والعنصرية ، ويحبذ أنتشار الديمقراطية واللبرالية في كل مكان سواءاً كانت في الديمقراطية الغربية أو ديمقراطيات الأشتراكيين السوفيت مع شيء من التحفظ ( حسب نتاجاته الأدبية ) .
وسوف أبدأ بأستعراض أفكاره الأنسانية كمفكر يساري  أولاً وثمّ كروائي لاحقا من خلال كتابيه المشهورين :
تحية لكاتالونيا 1938 والذي يحكي أشتراكه الفعلي في الحرب الأهلية الأسبانية ومعايشة خنادقها كمراسل حربي موفد من قبل حزب العمال  الماركسي البريطاني اليساري كمتطوع وهو القائل: جئت إلى هنا لأقاتل الفاشية الفرانكوية ، وهو عبارة عن بحث ضخم في السياسة والأدب واللغة والثقافة ، ونقد الفقروالنظام الطبقي الأنكليزي ، والأشتراكية التقليدية ،  حيث وضعته صحيفة التايمز البريطانية في قائمة أعظم 50 كتاب بريطاني منذ عام 1945 يصف فيه ممارسات الحكم الأستبدادي والشمولي والتي أنتشرت تأثيراتها الثقافية الحداثوية في الثقافة البريطانية والعالمية مثل الحرب الباردة ، وجريمة الفكر ، وشرطة الفكر ، وهذه الأصطلاحات السياسية كلها من أبتكاراته ( ويحكي الكتاب حياة كاتب بريطاني يرتدي جلباب التقدمية والدفاع عن آدمية البشر في تجليات التطوّع الشخصي لمحاربة الفاشية ألا هو " جوج أورويل " المتواجد في كاتالونيا تلك البقعة الساخنة ليصرح بوضوح الحرف { أني جئتُ لأحارب فرانكو وأعوانه } ، وأنظم " أورويل " لاحقاً ألى ثكنة لينين الأكثر سخونة في برشلونه وأخترقت رصاصة قناص عنقه وحينها أفقدت صوته ، وعولج في مشفى الأحزاب الشيوعية في جبهة ( أراغون ) ، وكانت لهُ صلات وعلاقات ودية  مع الأحزاب الشيوعية لتلك المشتركات والمقاربات الفكرية اليسارية الثورية في محاربة الفاشية ودحر التعصب الأثني ، وشهدت له خنادق سرسقطة ولوس مناجروس بمنطقة أراجون ، شمال شرق أسبانيا من عام 1936 ، التواجد الفعلي في قتال الخنادق للدفاع عن الكلمة الحرة ، وأحترام آدمية الأنسان .
وروايته الثانية " 1984 " التي خلدته وشخصنت هويته وعنوانه لأنه وضع فيها سيناريو مرعب عن تغلغل الأنظمة الدكتاتورية على حياة وواقع الأنسان ، ووصلت شهرته في تبني قضايا الأنسنة وحقوقها أن يصبح مصطلح ( الأورويلية) تنسب لهُ ، وهي بدت تعني النضال والكفاح ضد العنف والأستبداد والشوفينية والعنصرية بكافة أشكالها ، في سنة 1946 ألف روايتهُ الأخيرة " 1984 " هذه التي أحدثت دوياً قويا لا بل شديداً عند صدورها على كافة المستويات الأدبية والفكرية والسياسية لأنها (مرافعة) قوية ضد الطغيان وأحتجاج صارخ ضد أهدار كرامة الأنسان وسلب حرياته ، وأثبت " أوريل " أنه ليس فقط روائي وكاتب بل "مفكر" سياسي يؤكد بعد 38 سنة مستقبلية قادمة يتنبأ بنبوءة (زمكنية) متكاملة مذهلة لما سوف تؤول أليه الحياة بسوسيولجية جمعية سوداوية ظلامية مشؤومة بحكومات الطغيان والأستبداد ، محتقرة للعقد الأجتماعي لروسو ، والحيثيات القانونية للمجتمع الدولي .
وفعلا عايش العراقيون جمهورية الخوف البعثية بزمن 35 عاما ( بضمنها 1984 ) وهم مشاريع للموت المجاني ومحارق الحروب القسرية العبثية ، والمقابر الجماعية وأحواض التيزاب والحكم  الشمولي ، بقيادة قائد الضرورة ولم تكن البلاد العربية أحسن حالا بل عانت المزيد من الظلامية وكم الأفواه ، وخير من وصف هذا العهر السياسي العربي هو شاعر الياسمين " نزار قباني " في قصيدته { تعبان بن تعبان يسقط في أمتحان حقوق الأنسان }
مواطنون ----- دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مقتلعون نحن كالأشجارمن مكاننا
عيوننا تخاف من أصواتنا
مسافرون في سفينة الأحزان
وشيخنا قرصان
مسافرون خارج الزمان --- والمكان
وخبزنا مبلل بالخوف والدموع
معتقلون داخل النص الذي يكتبه حكامنا
معتقلون داخل الدين كما فسره أمامنا
مراقبون نحن في المقهى --- وفي البيت
وفي أرحام أمهاتنا
والمخبر السري في أنتظارنا ، يشرب من قهوتنا ، ينام في فراشنا ، يعبثُ في بريدنا ، ينكش أوراقنا ، يدخل من أنوفنا ، يخرج من سعالنا ، لساننا مقطوع ، ورأسنا مقطوع
يا وطني كل العصافير لها منازل ألا العصافير التي تحترف الحرية ، فهي تموت خارج الأوطان ------
وأخيرا هذا مقتبس من كتاب ( شخصيات لها تأريخ ) للكاتب السوري جلال أمين  : { --- أن صانعي القرن العشرين كثيرون من ستالين وهتلر ألى أنشتاين وبيكاسو ، قليلون هم من عبروا عن ضمير القرن الذين كرهوا العنف ، وشجبوا الحرب ووقفوا ألى جانب الفقراء ، أن هؤولاء هم ضمير القرن العشرين ومنهم وعلى رأسهم الكاتب والروائي والمفكر " جورج أورويل " أنتهى  ´´وتحية أعجاب وأكبا ر-- ل" أورويل " متنبي الغرب ، وعاشق الحرية ، وعدو الأستعباد´
في 27 نيسان 2016