مراسيم الجمعة العظيمة في كنيسة مارت شموني / برطلي 18 / 4 / 2014

بدء بواسطة saad_albartellawe, أبريل 19, 2014, 08:34:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

saad_albartellawe

مراسيم الجمعة العظيمة في كنيسة مارت شموني / برطلي
18 / 4 / 2014


تحتفل كنيسة مارت شموني اليوم بجمعة الآلام العظيمة بذكرى مأساة الجلجلة متسربلة بالسواد متشحة بثوب الحداد، علامة الحزن والكآبة. وفي صلواتها المسهبة شعراً ونثراً وفي قراءاتها المختارة من الكتاب المقدس، تستعرض النبوات التي أشارت إلى آلام الفادي، فلم يكن ما حدث يوم صلب الرب يسوع على الخشبة ابن ساعته. بل إن السماء قد أعلنته بالنبوات والرموز والإشارات منذ بدء الخليقة وعبر الدهور والأجيال وهذا كله يُعلنه لنا الطقس المقدس. وتريدنا الكنيسة أن نتخيّل لنرى بعين الروح، يسوع فادي البشرية في بستان الجثسيماني في جبل الزيتون ليلة الجمعة، يصلّي ويتألّم. إن الرب يسوع سمح لثلاثة من تلاميذه أن يصلوا معه إلى مكان معين في البستان ويقول الإنجيل المقدس: «ابتدأ يدهش ويحزن ويكتئب». ثم يسلّم إرادته بيد أبيه أمام تلاميذه الثلاثة بطرس ويعقوب ويوحنا الذين اصطحبهم معه «وانفصل عنهم رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلّى قائلاً: أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك» (لو 22: 42). ثم يغادر المكان مع التلاميذ الثلاثة لينضمّ إليهم التلاميذ الثمانية، وعند باب البستان يسلّمه تلميذه الخائن يهوذا إلى أعدائه بقبلة الغدر «فقال له يسوع: يا يهوذا أبقبلة تسلّم ابن الإنسان» (لو 22: 48) ولذلك يمتنع المؤمنون طيلة أسبوع الآلام من تقبيل الإنجيل أو الصور المقدسة أو حتى بعضهم بعضاً.
وفي صلاة ظهر جمعة الآلام التي يقضيها المؤمنون ساهرين، يرتلون الأناشيد الحزينة الداعية إلى الخشوع والبكاء .
ويأخذنا الطقس الكنسي إلى بيت بيلاطس لنرى امرأته قلقة مضطربة لحلم رأته في تلك الليلة وترسل إلى زوجها لتقول له إيّاك وذلك البار، إنه سيحاكمك وإذا ما حكمت عليه بالموت، ستنصب لعنة السماء عليك فخذ الماء، واغسل يديك لتكون بريئاً من دمه الطاهر ليكن دمه على يهوذا وقيافا وحنّان الذين أسلموه للموت الويل لهم إلى الأبد. فغسل بيلاطس الجبان يديه بالماء معلناً أنه بريء من دم البار يسوع، وأخذت الأمة اليهودية مسؤولية موته على عاتقها ونادى الشعب الجاهل قائلاً: دمه علينا وعلى أولادنا، وحكم على البار بالموت صلباً وتحمّل الآلام والجلد المبرح والضرب الأليم وحمل صليبه بين جمهور من الناس المستهزئين به، وعُلّق عليه ما بين السماء والأرض وكأني به وقد رفضته السماء لأنه قبل على ذاته أن يحمل خطية الأرض وسكانها، والخطية مرفوضة رفضاً باتاً من إله السماء، ورفضته أيضاً الأرض لأنه بكّت رؤساء كهنتها، وقرّع فرّيسيها، ووبّخ وأنّب الذين حادوا عن شريعة الله، فعُلّق على العود، ليربط السماء بالأرض ويقيم الصلح بين اللّه أبيه والبشر الذين صار واحداً منهم، وليحوّل لعنة الخشبة إلى بركة سماوية بل ليجعل الصليب سلّماً يصعد عليها إلى السماء الذين آمنوا به مخلّصاً للبشرية، فتبرروا وتقدّسوا وصاروا أولاداً للّه بالنعمة وورثة لملكوته السماوي. كما تبرهن لنا الكنيسة أن الإله المتجسّد المسيح يسوع الذي تنبأ هو ذاته عن الآلام التي سيتحمّلها والموت على الصليب وبعدئذ القيامة، وأنبأ تلاميذه بذلك قبل حدوثه، مبرهناً على أنه إنما قبل الصلب والموت اختيارياً. كان أنبياء العهد القديم قد تنبّؤوا عنه بأنه يحصى مع الأثمة ولذلك صلب معه لصان «اشتركا أولاً بتعييره مع المعيّرين... ولكن أحدهما وهو يسمع الرب وهو يتألم على الصليب يطلب من الآب أن يغفر لصالبيه، أنعم اللّه عليه فدافع عن يسوع البار وكان هذا الوحيد أثناء صلب المسيح يدافع عنه وهو يوبّخ زميله قائلاً: «إذا كنا قد حكم علينا، فإنما نلنا جزاءنا الحق، ولكن هو لم يصنع ما يستوجب ذلك الحكم» في هذه الكلمات نلمس الندامة والاعتراف والتوبة... ويلتفت إلى الرب قائلاً: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك فقال له يسوع: الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس» (لو 23: 42و43) وعلى الصليب والمسيح في قدس أقداس آلامه لم ينسَ أمه الحزينة مريم العذراء فيوصي بها تلميذه يوحنا... لقد تألّم وتكلّم وأعلن أن الخلاص قد كمل، وأخيراً ناجى أباه قائلاً: «أبتاه بيديك أستودع روحي». والكنيسة المقدسة بالاحتفال في هذه الذكرى المقدسة، تريدنا أيضاً أن نقبل المسيح مخلّصاً لنا وتحثّنا على التوبة والتخلّي عن الخطية وأن نحيا في المسيح وأن نسلّم إرادتنا له ونحمل صليبه ونتبعه في طريق الجلجلة، كما يصف ذلك الرسول بولس بقوله: «مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ» (غل 2: 20).
ان كنيستنا لا تحتفل بالقداس الإلهي يوم جمعة الآلام، لأن ذلك اليوم العظيم هو ذكرى تقديم المسيح ذاته ذبيحة كفّارية على الصليب. أما في أيام أسبوع الآلام وأيام الصيام الأربعيني، فنحتفل بما نسمّيه رسم الكأس وهو تقديس القدسات السابق تقديسها مقتصرين على الاحتفال بالقداس الإلهي في فترة الصيام على أيام السبت والأحد فقط. ولا نصوم أيام السبت والأحد انقطاعاً عن الطعام تكريماً لهما، ما عدا سبت البشارة الذي يلي جمعة الآلام حيث نصومه انقطاعاً عن الطعام على اعتبار أن جسد الرب كان في ذلك اليوم لا يزال مدفوناً في القبر. وتوضع عادة مروحتان على جانبي الموضع الذي دُفن فيه الصليب المقدس، ليمثّلا الحرس الذين وضعتهم السلطة الرومانية بناء على طلب رؤساء اليهود لحراسة القبر الذي دُفن فيه جسد الرب المقدس. ولا يدخل إلى ذلك المكان أحد إلى ما بعد نصف ليلة السبت أي فجر يوم الأحد، الوقت الذي فيه جاءت المريمات إلى القبر، فبشّرها الملاك أن الرب يسوع قد قام من بين الأموات. وفي هذا الوقت عادة يأتي رئيس الكهنة ويرفع المروحتين، مبعداً إياهما عن جانبي القبر. ويفتح الموضع الذي دُفن فيه الصليب معلناً أمام المؤمنين الحاضرين في الكنيسة أن المسيح قد قام من بين الأموات .

وتعتقد الكنيسة أن يسوع المسيح الذي مات على الصليب، هو الإله المتجسّد إذ سلّم روحه بيد أبيه، وإن لاهوته لم يفارق لا روحه ولا جسده، لحظة واحدة، ويقول مار اسحق بهذا الصدد: «إن الكنيسة تفتخر، أن اللّه مات على الصليب
ويدفنه في المكان المخصص لهذه المناسبة وراء مائدة الخلاص على الأغلب أو تحتها. ولا يجوز أن يقام القداس الإلهي يوم السبت على تلك المائدة المدفون تحتها الصليب، بل يحتفل بقداس هذا السبت العظيم الذي يدعى سبت البشارة أو سبت النور على مذبح آخر، ويجب أن يكون وجه الصليب المدفون متجهاً نحو الشرق، ويغطى القبر، ويختم بالشمع، ويضاء قنديل قدام القبر. ثم يبدأ رئيس الكهنة صلاة التسبحة بالسريانية وهو يبخّر القبر والحاضرين بالمجمرة والشعب يشاركه التسبيح. وعندما يصلون إلى عبارة «قدوس أنت يا اللّه، قدوس أنت أيها القوي، قدوس أنت الحي غير المائت يا من صُلبت عوضاً عنا ارحمنا»، ينفرد الكاهن بإنشادها، فيرددها بعده الشمامسة والشعب كله. ذلك أن تقليدنا السرياني يعتبر أن هذه الصلاة التي تعرف بصلاة التقاديس، موجّهة إلى السيد المسيح، وهي قديمة في الكنيسة، وبحسب تقليدنا السرياني إن الملائكة سبّحوا الرب بتلك العبارات أثناء قيام يوسف ونيقوديموس بدفن الجسد المقدس، وعندما وصل الملائكة بالتسبيح إلى عبارة أنت الحي غير المائت كمّل يوسف ونيقوديموس التسبحة بقولهما: «يا من صلبت عوضاً عنا ارحمنا».

وبعد الانتهاء من تلاوة هذه التسبحة، تصلى الصلاة الربانية، ثم يُتلى دستور الإيمان النيقاوي، ويصرف الكاهن الشعب بالبركة.
واليكم جانب من الصور هذا الاحتفال :-
























































ܬܰܗܢܝܳܬܼܳ̈ܐ ܠܶܒܳܢܳܝܳܬܼ̈ܐ ܠܰܒܼܢܰܝ̈ ܥܺܕܬܰܢ ܣܘܽܪܝܳܝܬܳܐ ܚܽܘܕܳܬܼ ܕܰܝܪܳܐ ܗܳܢܳܐ ܡܳܪܝܳܐ ܢܒܼܰܪܶܟܼ ܟܽܠ ܡܰܢ ܕܰܠܐܺܝ ܒܥܰܡܠܳܐ ܗܳܢܳܐ ܒܚܘܽܠܡܳܢܳܐ ܘܒܼܚܰܝܶܐ̈ ܐܪ̈ܝܼܟܼܶܐ ܘܰܒܼܢܶܨܚܳܢܳܐ ܘܰܒܼܟܼܽܘܫܳܪܳܐ