الكلدان وجنائن الانتخابات في العراق .

بدء بواسطة يوسف ابو يوسف, مارس 01, 2018, 04:34:28 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف ابو يوسف

تحيه و احترام:

على شاكله الانتخابات السابقه ,في شهر آيار 2018 سينتخب العراق. الجديد في الامر هو ان الكلدان متحمسون للانتخابات ,هذا على الاقل ما يبدو من قبل البعض من ابناء شعبنا الكلداني الذين اصبحوا بين ليلة وضحاها متحمسين للانتخابات لرفع اسم الكلدان عالياً بعدما ساهموا برفع اسم علاوي عاليا سابقاً !!! وفي كل الاحوال الناتج لن يتعدى خمس مقاعد الكوتا في مجلس النواب الذي يتكون من 328 مقعداً حسب الانتخابات الاخيره في عام 2014 .

بالطبع من الصعب جدا الحصول على جميع مقاعد الكوتا الخمسه لصالح جهة واحده ,فأخوتنا الاشوريين لايُستهان بهم ابداً في هذا المضمار ,وقد دخلوا معترك السياسه قبل الكلدان بفتره ليست قليله .لكن لنفترض ان الكلدان حصلوا على المقاعد الخمسه للكوتا ,يبقى هناك يقابلها 323 مقعدا في مجلس النواب العراقي ,وما ادراك ما هو مجلس النواب العراقي !!. الذي حير الكون بمنجزاته العملاقه التي وصلت الى (البواسير وقشره الرأس) وما خُفي كان اعظم ,فهذه مشاريع لايُستهان بها ابداً حيثُ كلفت ميزانيه الدوله ملايين الدنانير ,رفعت من مستوى معيشه الفرد العراقي الى مستويات لايمكن ان يتخيلها اي عقل نظيف .

لهذا ففي حاله فوز ابناء شعبنا الكلدان بالمقاعد في مجلس النواب ,عندها سيكون امامهم طريقان رئيسيان :

الطريق الاول : هو ان ينضم النواب الكلدان الى ال 323 مقعدا, حسب مبدأ (حشر مع النواب عيد) وينصهروا معهم مفضلين مصالحهم الشخصيه على مصلحه الوطن والمواطن مطبقين بذالك نظريه (اعمل نفسك ميت) حالهم حال الغالبيه لاعضاء مجلس النواب وهذا هو الطريق الاسهل بالتأكيد ,فالتغريد خارج السرب ليس مرغوب به ,وهنا تسكب العبرات .

الطريق الثاني : هو ان تثبتوا لمجلس النواب وللعراقيين جميعا على الرغم من قله عددكم في المجلس لكنكم تمثلون ابناء العراق الاصلاء الذين يهمهم مصيره ومصير شعبه وانكم لستم دُمى يحركها الاخرون كما يشاؤون ,بل لكم رساله ومهمه تريدون ايصالها للعراق والشعب العراقي والعالم بالقول والفعل ,لانكم تمثلون ملح العراق ونوره وانتم احفاد من بنوه حجرا على حجر قبل الاف السنين وليس من جاء بعدهم غازياً او فاتحاً ليتربع على عرش اعظم حضارات الارض, وبابل ونينوى وكل ذره تراب في بلاد الرافدين تشهد لكم ولنا على ذالك .

وبما انه غبطه البطريرك لويس ساكو اصدر بيان بهذا الشأن يدعوا العراقيين والمسيحيين خصوصا للمشاركه الفاعله في هذه الانتخابات ,وهو يُمثل احدى اكبر الكنائس في العراق ,احب ان اذكر من سيفوز بالمقعد من ابناء شعبنا ومن حوله بما قاله السيد المسيح : (أُدْخُلوا مِنَ البابِ الضيِّقِ. فما أوسَعَ البابَ وأسهلَ الطَّريقَ المؤدِّيةَ إلى الهلاكِ، وما أكثرَ الَّذينَ يسلُكونَها . لكِنْ ما أضيقَ البابَ وأصعبَ الطَّريقَ المؤدِّيةَ إلى الحياةِ، وما أقلَّ الَّذينَ يَهتدونَ إلَيها. (متى 7\13و14)) . اذن على كل من تدخل بهذا الشأن (الانتخابات)ودعى اليه ان يُغلب المصلحه العامه على المصلحه الشخصيه .فعار ثم عار ثم عار علينا ان لم نفعل ,ونحن امام مسؤوليه الاثبات للاخرين بأننا اصحاب الارض الفعليين ,ونحن لسنا كالاخرين مفضلين انفسنا ومصالحنا الشخصيه عليها وعلى ابناء جلدتنا وشعبنا وكل الشعب العراقي .

شئ مهم جداً ان يضع النائب الكلداني بصمته في كل جلسه يعقدها مجلس النواب وان لا يجلس متفرجاً كما يفعل غالبيه اعضاء مجلس النواب منتظرين (رأس الشهر) كي يقبضوا مرتباتهم من الملايين الجميله دون ان يحركوا (عود شخاط) من مكانه او يبدوا اي رأي !!.

لتكن ارائكم ومطاليبكم واضحه للجميع وتصب في مصلحه الوطن والمواطن واطرحوها في كل جلسه اذا اقتضى الامر , فالحق يحتاج الى من يُطالب به ,وهكذا برئوا انفسكم امام (الله) والشعب والوطن , ووثقوا كل كلمه تقولوها بالصوت والصوره ولتكن مطالبكم على سبيل المثال:

اسقاط الجنسيه المزدوجه عن أي موظف في الدوله العراقيه من اقل درجه وظيفيه الى رئيس الجمهوريه,فلا يحق لهؤلاء ان يشغلوا درجه وظيفيه وهم يمتلكوا جنسيه اخرى غير العراقيه .
ايقاف صرف الرواتب التقاعديه بعد سنه 2003 للرؤساء السابقين ونوابهم ورؤساء الوزراء و الوزراء والنواب ومن هم على شاكلتهم ,حيث تكلف رواتبهم ميزانيه الدوله المليارات من الدنانير العراقيه وغالبيتهم خدموا العراق لاربع سنين فقط ,وهناك من خدم العراق منهم اقل من سنه ويتقاضى الملايين راتب تقاعدي من اموال الشعب العراقي!!!.
وغيرها من المطالب العامه التي تهم الشعب العراقي عامة وليس الكلدان وحدهم ,حتى لو كان ذالك سبباً لأستياء 323 نائب الذين يؤمنون غالبيتهم بمقوله (الساكت عن الحق شيطان اخرس) لكنهم (يطنشون) عنها ,وهذا ما اثبتته الخمسه عشر عاماً الماضيه في العراق !!! .

الى نوابنا المستقبليين المحترمين من الكلدان رجاء اخوي ,من كان منكم لايهمه سمعة اسمه الخاص ,فليهتم بأسمه الكلداني وسمعته ,فنحن الذين علم اجدادنا العالم الابجديه ونحن من خطت ايدي اجدادنا اول القوانين البشريه ,لهذا نحن لسنا كغيرنا في العراق ,بل المسؤوليه مضاعفه علينا , فعار ان يقول احدهم علينا (ان كان رب الدار بالدف ضارياً) ,فلن نرقص مع الاخرين على جراح العراقيين ,بل علينا ان نجد الحلول ونضمد الجراح التي اثخنها الاخرين في شعبنا العراقي .فالام الحقيقيه هي التي تبكي وتهتم لامر الابناء, اما العشيقه فلا يهمها غير متعتها والاموال التي تحصل عليها.

اذن من كان منكم غير مستعد لهذه التضحيه لابساً ثياب الشهاده مقدماً ,فليترك السياسه والاعيبها في العراق العظيم ,الذي يقترب يوما بعد يوم الى مصير (سدوم وعاموره) ,فصرخات المظلومين فيه ستفتح ابواب السماء لتقتلع الاخضر واليابس ,حيث لن ينفع يومها لا مال ولا بنون ولا حصانه ولا مكانه.

الكلدان في التاريخ الحديث لم يدخلوا قبل اليوم دهاليز السياسه العراقيه بصفتهم ككلدان, وان دخلوها فعليهم ان يدخلوها بشرف ,ويتعاملوا معها بشرف ,وان يتركوها ان لم يقتنعوا بما يدور في دهاليزها بشرف . وكلمه اخيره اقولها (الشرف بعيد كل البعد عن السياسه في العراق), فهل يستحق الامر ان نلوث اسم الكلدان بالسياسه في العراق و دهاليزها ؟؟ .

حسب منظوري البسيط لمجريات الامور, اعدادنا اليوم خارج العراق تفوق داخله, ان كان ولا بد بعد الصحوه القوميه الكلدانيه الانطلاق ,علينا اولا المحافظه على لغتنا الام ومن بعدها عاداتنا وتقاليدنا وكنيستنا وكل ما يربطنا بهم وبتأريخنا و وطننا الام ,وبعدها استخراج مستمسكاتنا العراقيه لمن لم يحصل عليها في دول الاغتراب.ومن ثم على ابناء شعبنا في جميع بقاع العالم ان يكونوا عناصر فعاله في المجتمعات ,وعليهم العمل والمثابره من اجل الحصول على مواقع مهمه في الدول التي يعيشون فيها وبالاخص المواقع الحكوميه لتعريف العالم بالكلدان ومن هم الكلدان واننا لا زلنا موجودين على وجه الارض نتنفس الهواء ولسنا شعب تذكره كُتب التأريخ فقط ,فنحن احفاد أُولئك الذين علقوا الجنائن طوابق وسقوها من الاسفل مياهاً !! .واليوم نُريد ان نستعيد جنائننا المعلقه بجهدنا وعرقنا ,وليس بفضل (ومنية) من هذا وذاك .بهذا سيكون كلدان الخارج سنداً قوياً لكلدان الداخل (مستثنيا من الاثنان المنافقين واصحاب المصالح الشخصيه) الامر يتطلب وقتا قد يطول الى عده سنين ,لكن بناء البيت يبدأ بوضع اول حجر ,وانتم الحجر الاول بمشيئه الرب .

تحياتي و احترامي للجميع .

                                       ظافر شَنو