الطلبة المُهجّرون .. بين محنة التهجير والحديث عن الهجرة يضيع المستقبل

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 30, 2016, 10:11:53 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الطلبة المُهجّرون .. بين محنة التهجير والحديث عن الهجرة يضيع المستقبل       




برطلي . نت / خاص
تطلب السيدة "إيفلين" من أهل بيتها الهدوء وتوخي إحداث أي ضجيج بل تصل لتطلب منهم الصمت نهائيا كي لا يؤثر حديثهم وضجيجهم على متابعة إبنها الطالب في الصف السادس الاعدادي تهيئته لدروسه وهو يستعد لامتحان البكالوريا ، ولكن من أين يأتي الهدوء وهم المهجرين قسرا والساكنين في دار مؤجرة تشغلها عائلتان ، والغرفة المخصصة لابنها لمتابعة دروسه هي نفسها غرفة نوم العائلة .

كانت ممثلية وزارة التربية العراقية في محافظة اربيل قد أعلنت في وقت سابق عن موعد بدء الامتحانات الوزارية للمرحلتين المتوسطة في 25 أيار بعد ان كانت في 23 منه بعد تأجيلها لتزامنها مع الزيارة الشعبانية ، والاعدادية في نفس موعدها وهو 26 أيار . وبمشاركة ( 3402 ) طالبا في المرحلة المتوسطة و (4089 ) في المرحلة الاعدادية بفرعيها العلمي والادبي .

تعود السيدة "إيفلين" وهي تشكو حال إبنها . لم يكن هذا مستواه وهي تضرب كفاً بكف وتلعن التهجير الذي ربما سيكون ابنها ضحيته . تضيف لقد كان متميزا جدا بشهادة مدرسيه وزملائه وتفوقه المستمر في المراحل الدراسية السابقة ، لم يكن معدله يقل عن المئة بدرجة أو بدرجتين . لا أدري ما الذي حصل وكأن الموازين إنقلبت لديه .

وتواصل السيدة "إيفلين" حديثها معنا في وصف حالة ابنها . كنت في المراحل السابقة أطالبه بالكف عن القراءة ومتابعة المواضيع العلمية لكثرة إنشغاله بها رغم تفوقه وتمكنه من مقرراته الدراسية ، كان طموحه غير محدود . أما الان فقد تغير كل شيء بالرغم من تفوقه . لكنه ليس بالمستوى الذي كان عليه بسبب القلق والوضع الذي نعيشه بسبب التهجير ، هذه هي السنة الثانية له في الصف السادس لقد اضطر الى أن يعيدها بعد ان وجد انه لن يحصل على معدل عالِ ولا أدري ماذا سيكون مصيره هذه السنة .

يقول أحد أعضاء الهيئة التدريسية في إحدى المدارس الخاصة بالطلبة النازحين من سهل نينوى . أكثر شريحة تأثرت بعد سنتين من التهجير هم شريحة الطلبة وخصوصا الذين هم في المراحل النهائية من الدراسة ، سيما ونحن نعرف في العراق جيدا ان هذه السنة هي التي تحدد مستقبل الطالب .

يضيف عضو الهيئة التدريسية أن المستوى العلمي لدى طلبتنا قد إنخفض بعد التهجير قياسا بالسنوات السابقة ، كما وإن تقبل الطالب وخصوصا الشباب منهم للدراسة قد أصبح موضوعا يُقلق العائلة والتدريسيين .

ومما يثبت قول عضو الهيئة التدريسية ومن خلال إطلاعنا على الجدول المعلن من قبل ممثلية وزارة التربية العراقية في اربيل والمتضمن لاعداد الطلبة المشاركين في الامتحانات الوزارية واسماء مدارسهم وجدنا ان عدد الطلبة من ابناء شعبنا ( بغديدا ، برطلة ، كرمليس ) والذين تسعون في المائة من ابنائها تتواجد في عنكاوا واربيل وأطرافها لا يتجاوز عدد هؤلاء الطلبة ( البنين ) في المرحلة الاعدادية ( 100 ) طالب وربما أقل وهو مؤشر مخيف .

يتابع عضو الهيئة التدريسية في إبداء رأيه في سبب انخفاض المستوى العلمي لدى الطلبة ان أمورا كثيرة لعبت دورها في عزوف الطلبة عن الدراسة وعدم إهتمامهم بها . منها إدارية مثل التأخر في بدء الدوام عن الموعد  الرسمي له ، فقد تأخرنا في السنة الماضية لثلاثة أشهر وفي هذه السنة تأخرنا شهرا واحدا .

الجو الدراسي في الابنية التي نتخذها مدارس لم يكن بالمستوى المطلوب ففي السنة الماضية كانت مدرستنا مثلا دارا سكنية ، وفي هذه السنة أفضل بعد انتقالنا الى مدرسة كرفانية بنيت خصيصا للنازحين .

وصول المناهج متأخرة حتى تم الاستعاضة عن النقص بالمستنسخ منها بعد تهيئته من قبلنا بمساعدة إحدى المنظمات .

ومن المؤثرات الاخرى ما هو حياتي والذي تحكمه ظروف التهجير مثل السكن العائلي حيث تشترك عدة عوائل في دار واحدة ، أو السكن في غرف صغيرة ، أو في كرفانات وحتى في ابنية غير مكتملة .
إنشغال عدد من الطلبة في العمل الى جانب الدراسة لاعالة عوائلهم . 

بينما يُعزي السبب الرئيسي الى التفكير بالهجرة الى الخارج فكثيرا ما تشاهد طلبة يتركون الدراسة في منتصفها بسبب السفر هذا ما يؤثر على نفسية زملائهم في الصف . بالاضافة الى ان حديث الهجرة هو السائد بين المهجرين سواء داخل العائلة أو بين اوساط الشباب .

"آندي" طالب في المرحلة الاعدادية يقول عن سبب عدم رغبته وزملائه في مواصلة الدراسة هو رغبتهم اللحاق بإخوانهم الاكبر منهم الذين سبقوهم وهاجروا الى اوربا او أمريكا او استراليا . ويضيف المستقبل غير مضمون في العراق ويتساءل من الذي يضمن لي عند عودتي الى بلدتي بعد تحريرها انني ساعيش بسلام وأمان ، من الذي يقول انني لا نُهجر ثانية .

بالرغم من كل ذلك تبقى العائلة المهجرة رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها مطلوب منها أن تهيء جوا دراسيا مناسبا لابنائها الطلبة وتبقى قلقة نفسيا على مستقبلهم . 



المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "