مسيحيو الموصل وسهل نينوى: بعد أن سئموا الوعود ، الصلاة اصبحت هي من تبعث فيهم أمل

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 07, 2016, 03:03:24 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مسيحيو الموصل وسهل نينوى: بعد أن سئموا الوعود ،
الصلاة اصبحت هي من تبعث فيهم أمل العودة       



برطلي . نت / خاص
اجتمع المسيحيون من ابناء الموصل وسهل نينوى في عنكاوا هذا الاسبوع في كنائس البلدة للاحتفال بعيد القيامة بحسب التقويم الشرقي . هذه هي السنة الثانية التي يحتفلون فيها بالعيد بعيدا عن كنائسهم في مناطقهم الاصلية .

لقد غصّت الكنائس بالمصلّين طيلة ايام العيد وما قبلها ووقفوا جميعا يصلّون ويرتلون بحرارة وهم يدعون من ربهم ان يزيل عنهم هذه الغمّة ويعيدهم الى بيوتهم ومدنهم وقراهم .

المشهد كان قد تكرر قبل شهر من الزمان عند الاحتفال بنفس العيد لدى الطوائف التي تستخدم التقويم الغربي في حساباتها للاعياد .

لم ينس الاساقفة والكهنة في عظاتهم من تذكير المصلّين بالمأساة التي حلّت بهم عندما طُرِدوا من ديارهم مذكرينهم ايضا بالويلات والاضطهادات التي وقعت لآبائهم واجدادهم عبر التاريخ في هذه المنطقة ، وان هذا هو قدرهم لانهم مسيحيون مستندين في كلامهم هذا الى آيات من الكتاب المقدس .

مطران الموصل مار نيقوديموس داود شرف الذي هزّ العالم في موقف لفت اليه انظاره ، عندما وصف الاوضاع التي حلّت بمسيحيي الموصل والبلدات المجاورة بعد خروجهم منها وهو يجهش بالبكاء لانهم لم يتمكنوا من إقامة الصلوات في كنائسهم لأول مرة منذ أكثر من 1500 سنة ، ولكنهم لم يتحركوا ساكنا . وهو ايضا من انتقد دور الحكومة العراقية ورجالاتها في أكثر من مناسبة في عدم تحملها مسؤولية حماية المسيحيين وفي تقصيرها تجاههم بعد النزوح . وقف هو اليوم أيضا رافعا يديه تجاه السماء وهو يصلّي ليبعث الامل في نفوس المصلّين خلفه .

لم يعد الى الان بامكان المسيحيين من ابناء الموصل وسهل نينوى من الصلاة في كنائسهم في مناطقهم الاصلية ، إلا انهم لم يكفّوا عن الصلاة طيلة أيام النزوح ومن الدعاء الى الله ليُعجّل من عودتهم الى ديارهم ، ما دام لم يعد هناك من يسمع صرخاتهم في الاسراع في  تحرير مناطقهم .

لقد فقدوا كنائسهم ولكن أقاموا لهم كنائسا أخرى في مناطق نزوحهم في الخيم والقاعات وحتى الحدائق اصبحت لهم اماكن صلاة ، وأنشأوا كنائس في مناطق النزوح هذه حتى لم يعد مخيم أو مجمع يخلو من كنيسة ، وباتوا يمارسون صلواتهم وطقوسهم وتقاليدهم الكنسية فيها كما كانوا يقيمونها في مناطقهم .

يقول أحدهم . لقد سئمنا الانتظار ونحن نسمع كل يوم بتصريحات من مسؤولين حكوميين وعسكريين بقرب موعد التحرير ، ولكن هذا اصبح كما كلام الليل الذي يمحوه النهار ، فلم يعد لنا مبعث للامل غير التوجه للكنيسة والصلاة .
سيدة مواظبة على الحضور للكنيسة تقول . ان الصلاة تطمئن النفوس وتجدد فينا الامل وتعيننا على الثبات والبقاء أقوياء أمام الاويلات والازمات .

في حزيران وآب من عام 2014 اضطر المسيحيون من ابناء الموصل وسهل نينوى الى الهروب بعد ان سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على المدينة والبلدات المجاورة وهي التي كانت تظم اكبر تجمع مسيحي في العراق . وشهدت بعد ذلك تدمير لكنائس ومواقع دينية وآخرها كانت كنيسة اللاتين المعروفة بكنيسة الساعة ، وهي من الكنائس الاثرية التي تلقى لها مكانتها لدى المسيحيين والمسلمين على حد سواء .
















المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "