مشاكســـــــة قمامـــــة بشـــــــرية / مال اللــــه فــــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 03, 2016, 10:12:01 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


مشاكســـــــة

قمامـــــة بشـــــــرية


برطلي . نت / بريد الموقع


  مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.................................


لعل من بين مصائبنا ومآسينا وكوارثنا واعاجيبنا التي أدهشت الاقرباء والغرباء، فافرحت الاعداء واحزنت الاصدقاء، تواصل  دوراننا المأساوي داخل حلقة مفرغة من الازمات والفواجع والمواجع والنكبات، على الرغم من امتلاكنا مفاتيح اغلب الازمات، وفي مقدمتها ازمة الكهرباء التي احتلت بجدارة المرتبة الثانية بعد الازمة المالية الحادة التي ضربت،  بفضل التخطيط الاقتصادي العبقري لمسؤولينا المعنيين وتحليلاتهم الذكية واجراءاتهم الحيوية، بعنف، البلاد وأطاحت بتوازن العباد، ومعها امست معضلة الكهرباء محل سخرية الصغار والكبار وتندر العقلاء والجهلاء.
فعلى الرغم من امتلاكنا لاكبر الاحتياطات النفطية وتجاوز صادراتنا اليومية الثلاثة ملايين برميل وعلى الرغم من تهاوي اسعار النفط لتصبح ادنى مستوى من سعر الماء، الا اننا عجزنا عن توفير الكميات المطلوبة من المحروقات النفطية  لمحطاتنا الكهربائية، فضلا عن امتلاكنا للغاز والمياه، ورغم تجاوز الاموال المصروفة على قطاع الكهرباء لدينا، وفقا لأحد اعضاء لجنة النفط والطاقة النيابية (ميزانيــات البحريــــن والكويــــت والامــــارات)، ربما كانت تلك المليارات كافية، لو وظفت بشكل علمي دقيق وصحيح ونزيه، لاضاءة كل دول الجوار ليل نهار الا ان  كهرباءنا  المدللة ما زالت، بفضل ذمم بعض المسؤولين القبيحة، مشلولة كسيحة، مما جعلنا في معظم الايام نتقاسم وعوائلنا واطفالنا البرد والحر والظلام، في وقت نجحت فيه معظم الدول في توفير مصادر مختلفة لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح والمياه والحرارة والنفط والغازات والرقص والنفايات وصولا الى المحطات النووية.
ففي هولندا كمثال، أطلقت شركة (انيرجي فلورز) تحدٍ غريب امام شركات صناعة مولدات الكهرباء والطاقة في العالم، حيث قامت بجعل الراقصين بالملاهي الليلية ينتجون الطاقة بابتكارها حلبة رقص مجهزة من الأسفل بمحطة كهربائية مصغرة، حيث تسعى الشركة إلى إثبات إمكانية لعب الملاهي الليلية دورا مهما من خلال تحويل حركات الراقصين على الحلبة إلى طاقة كهربائية، وذلك عبر إجراء تعديلات في الأرضيات وحلبات الرقص، اذ تساهم خطوة رقص واحدة على الأرضية في إنتاج ما بين 2 إلى20 جول (وحدة لقياس الطاقة)، وتقوم حلبة الرقص بتحويل الحركة العمودية إلى حركة دوارة، ويقوم المولد الكهربائي بعد ذلك بتحويل هذه الحركات إلى نبضات من التيار الكهربائي بما يؤمن الإضاءة للملهى ويدفع الراقصين إلى مزيد من الحركة والمرح لتحويل طاقتهم إلى تيار كهربائي مستمر.
اما السويد التي تهتم بتوليد الكهرباء من القمامة، فانها تعاني من شحة القمامة لديها قياسا الى الدول الاخرى، لذلك فانها مجبرة على شراء القمامة لكي تستخدمها في إعادة التدوير وتحويلها إلى طاقة تغذي البلاد، فـالمواطن السويدي ينتج ما يزيد قليلا عن نصف طن من النفايات المنزلية سنويا، و4% منها فقط يطمر في المكبات، بينما تتم معالجة ما يزيد عن مليوني طن من النفايات المنزلية  كل عام وتحويلها إلى طاقة في محطات توليد الطاقة السويدية، كما ان  هذه المحطات تحرق أيضا كمية مماثلة من النفايات الناتجة عن قمامة المصانع وتستخدم الحرارة الناتجة عن حرق النفايات بتسخين المياه الجارية في الأنابيب كي تصل إلى المنازل وتؤمن احتياجات التدفئة لما يقارب ٨١٠ آلاف منزل بالإضافة إلى الطاقة الكهربائية التي تغطي إحتياجات ٢٥٠ ألف منزل، وبذلك فان السويد تعتبر الرائدة عالميا في مجال تحويل النفايات إلى طاقة ومع ذلك فهي تستورد ٧٠٠ ألف طن من النفايات سنويا من عدة بلاد كبريطانيا وإيرلندا وبعض البلاد الأفريقية.
ان تحويل النفايات إلى طاقة يوفر جزءا كبيرا من الاحتياجات الاوربية اذ  تتم معالجة حوالي ٥٠ مليون طن من النفايات من خلال حرقها سنويا مما يؤمن التدفئة لسكان السويد والنروج وإيسلندا وفنلندا والدنمارك واستونيا ولاتفيا وليتوانيا معا، كما إن عملية حرق النفايات في السويد فقط  تولد طاقة تعادل ماينتجه ١,١ مليون متر مكعب من النفط، مما يقلل كمية انبعاث ثاني أكسيد الكربون  بمقدار ٢,٢ مليون طن سنويا، وبحسب   الإتحاد الدولي للنفايات الصلبة، فان هناك حوالي (500) مصنع في أوروبا لتحويل النفايات إلى طاقة.
ان هذه الانجازات والنجاحات الاوربية حول استخدام القمامة كوقود لانتاج الطاقة الكهربائية تبشرنا بمستقبل باهر زاهر لو اقتفينا خطوات المتخصصين الاوربيين في هذا المجال، وربما سيجعلنا ذلك قادرين على توفير الكهرباء دون الاستعانة بالنفط اللعين، ولا بالغاز الذي يحرق دون اي اكتراث من لدن المسؤولين، لاسيما ونحن نتفوق عليهم بميدانين اساسيين، الاول ان (قمامتنا الاعتيادية) التي باتت تغطي معظم شوارع مدننا وازقتها، ربما تفوق بكمياتها حجم القمامة في الدول الاخرى، فضلا عن امتلاكنا, ربما,  لاكبر احتياطي عالمي من (القمامة البشرية) جريا على الطريقة الاوكرانية، فقد ابتكر الأوكرانيون أسلوبا فريدا لمحاربة الفساد والفاسدين، انتشر وتكرر في مدن عدة، يتمثل برمي النواب والمسؤولين الفاسدين في حاويات القمامة باعتبارهم (قمامة بشرية)، وجريا على (التجربة الاوكرانية) فان (قمامتنا البشرية)، ممثلة بالفاسدين، سواء من الارهابيين الذين خربوا البلاد وانتهكوا شرف وحرمة العباد ام السؤولين الذين نهبوا ثروات البلاد وتسببوا في مآسٍ وكوارث وفواجع العباد وهربوا الى الخارج وما زالت الاجراءات القضائية (السلحفاتية) تحاول ملاحقتهم واستعادة ثروات الشعب المنهوبة منهم واعادتهم لينالوا جزاءهم العادل، ام اولئك الفاسدين الذين ما زالوا يواصلون سرقاتهم متحصنين بمظلات الحماية السياسية، ام اولئك المسؤولين الفاشلين الذين اثبتت الايام فشلهم ولم يقدموا شيئا للبلاد ومع ذلك مازالوا متمسكين بمواقعهم ومناصبهم ورواتبهم وامتيازاتهم ومخصصاتهم، ام اولئك الذين سوقوا لنا اطنان الوعود الكاذبة ولم يحققوا لنا الا المصاعب والنوائب والفواجع والمصائب وامسوا عبئا على الحكومة واصلاحاتها، وأساؤوا إلى المسؤولين والبرلمانيين الصادقين النزهاء وبذلك، فاننا نتفوق على الآخرين الذين باتوا يولدون الطاقة الكهربائية من (القمامة الطبيعية) بامتلاكنا مصدرا حيويا آخر الى جانب (تلك القمامة) ألا وهو (المسؤولون الفاسدون) الذين حولتهم سرقاتهم بعيون الشعب الذي خذلوه الى (قمامة بشرية)  ولو استخدمنا قمامتنا هذه في توليد الطاقة الكهربائية لوفرنا ربما طاقة تفوق احتياجاتنا الفعلية ولصدرنا الفائض الى الدول الاخرى بعد ان فشل مسؤول رفيع  سبق ان وعدنا قبل سنوات بتحسين واستقرار الطاقة الكهربائية وبتصدير طاقتنا الفائضة الى الخارج، لكنه لم ينجح لا في توفير حاجتنا منها ولا في استقرارها ولا في تصدير (امبيــــر) واحد منها، فضاعت المليارات واحنت رأسها خجلا تلك التصريحات وامسى حالنا حال تلك المسكينة التي (لا حظــت برجيلهــــا ولا خـــذت ســـيد علـــــي )