تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

المرجعية والسياسة!!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, فبراير 02, 2016, 12:49:06 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO

المرجعية والسياسة!!

متي كلو

مر ونستون تشرشل بقبر رجل كتب عليه"
هنا يرقد الرجل السياسي الصادق" فقال :
عجبت كيف يجتمع الاثنان في شخص واحد .


قبل اكثر من ثلاث سنوات التقيت مع احد اعضاء مجلس النواب، وكان يرأس حينذاك احدى اللجان البرلمانية في المجلس، وهو من ممثلي احدى الكتل الشيعية السياسية  التي تشارك في حكم العراق بعد سقوط النظام االبعثي، وطرحت عليه عدة اسئلة صحفية، ومن ضمن ردوده"نعم ان  نسبة الشيعة في العراق تتراوح بين60–70بالمئة من نفوس العراق، ولكن جزء كبير منهم لا يؤيدون تشكيل حكومة شيعية تابعة للمرجعية "
أي ان هناك الكثير منهم ليبراليون وعلمانيون وماركسيون يتطلعون  الى حكومة التكنوقراط من أصحاب الكفاءات والنزاهة الوطنية،بعيدة كل البعد عن المذهبية والطائفية والقومية، للحفاظ على الوحدة الوطنية، ونتذكر جيدا ان عددا من الشخصيات الشيعية خاضت معركة الانتخابات بعيدا عن المرجعيات،ومنهم القائمة  العراقية التي ترأسها اياد علاوي وكذلك الرجل الديني الشيعي اياد جمال الدين. وكانت نتيجة التصويت الانتخابي بفوز القائمة العراقية (92 نائبا) وهذه الاصوات كانت من الشيعة والسنة والمسيحيين والتركمان والصابئة و الايزيدين  وكذلك الاكراد،واصواتهم كانت من اجل عراق ديمقراطي علماني بعيد كل البعد عن  المذهبية والطائفية والأقلية والأغلبية وحق المواطنة لكل من يحمل جنسية العراق"كما كان معلن في الدعاية الانتخابية"
خاض الشيعة الانتخابات بعدة قوائم  وكان عدد من المرشحين  مدعوما من قبل المرجعية وهناك الكثير من المرشحين وضعوا صور المرجع الشيعى الاعلى علي السيستاني في اعلانات الترويج،الذي هو أكبر المرجعيات الدينية للشيعة في العالم،كي يحضى المرشح بأصوات كثيفة، ولكن ماذا حصل بعد الانتخابات! بدأت الشواهد تظهر بتورط الكثير منهم في عمليات الفساد ومنها الاختلاس بمليارات الدولارات، وفي الانتخابات اللاحقة منعت المرجعية وضع صور شخصياتها على اعلانات الانتخابات ونتذكر كيف انطلقت انتفاضة الشعب العراقي في تظاهرات عارمة شملت محافظات العراق الوسطى والجنوبية والعاصمة بغداد رافعةً شعارات لفتت انتباه المتابعين (باسم الدين باكونا الحرامية) (منريد واحد ملتحي نريد واحد يستحي) (نريد  دولة مدنية)
هذا الرائ ينطبق على"المسيحيين" في العراق حيث هناك بين المسيحيين من ينادي " بالمرجعيات "ويعتقد سوف يكون بيدها الفانوس السحري لكي تختار"النزيه" ومن يستطيع ان يمثل المسيحيين في البرلمان! ولكن نسى هؤلاء بان هناك شريحة واسعة من ابناء شعبنا لا تؤمن بهذه المرجعيات عندما تكون سياسية بل يريدها ان تبقى مرجعية دينية بعيدة عن التسميات وتؤمن بمجتمع متنوع وبالمواطنة وان الوطن للجميع ويرغبون ببرلمان عراقي  يكون اعضائه صمام الامان للمواطن العراقي  مهما كان لونه ودينه ومذهبه وميوله السياسية، وبحكومة ليس لها صبغة قومية او مذهبية او دينية، واغلبية المسيحيين يتطلعون الى ممثليهم في مجلس النواب تتوفر فيهم النزاهة واعلاء صوت المسيحيين العراقيين  داخل البرلمان واتخاذ مواقف موحدة واحترام معتقداتهم وخصوصيتهم وحقوقهم التي  همشتها الحكومات العراقية منذ تاسيس الدولة العراقية والى الان.
عندما تجمعنا جلسات احاديث  يتفق الجميع وبشكل مطلق بان احد اساب دمار العراق وتشرذم ابنائه وهجرتهم الى منافي العالم هو  ربط الدين بالسياسة وتحت غطاء المرجعيات المتناحرة في العراق، وقراءة بسيطة للتاريخ الاوربي وكيف كانت اوربا تحت ظلام معتم ودامس من جراء  تدخل الدين بالسياسة، وعندما ثارت اوربا، فصلت الدين عن السياسة،ازدهرت اوربا وتقدمت في عطائها الصناعي والزراعي وبدات موجة الاختراعات تزدهر، بعكس الشرق العربي الذي خيم عليه الخطاب الديني ومثال ذلك  ما وصل اليه العراق من دمار وتشرذم بسبب اقحام  المرجعيات الدينية بلعبة السياسة.
ننحني ونرفع قبعتنا  لأي  مرجعية مسيحية تدعوا الى الوحدة والصوت ألواحد، والجميع يعلم بان هذه المرجعيات تحظى باحترام تابعيها و الكثير من العلمانيين والليبراليين واليساريين ولكن بان تبقى محافظة على هيبتها و ان يظل مقامها محفوظا  و تقف على مسافة واحدة من كافة المسيحيين بكافة ميولهم واتجاهاتهم السياسية والثقافية والمذهبية وان يكون ميدانها الواسع لكل المسيحيين وان تبتعد عن ألاعيب السياسة والنأي بنفسها من موضوع الاختيارات النيابية، ولا تغامر بسمعتها وتاريخها وعدم زج نفسها في دهليز السياسية المظلم، لان السياسة في"عراق اليوم" مستنقع تفوح منه رائحة الفساد بإشكاله وألوانه،وأي عيوب تظهر لأي مرشح  فتكون منسوبة الى تلك المرجعية، نحن لا نريد بان تغامر اي مرجعية مسيحية بسمعتها وتاريخها بدعم اشخاص ربما يسيؤون التصرف.

متي اسو

لنتكلم اولا عن الوضع العراقي بشكل عام
ان حصول المرجعية الدينية ، وكذلك الشيوخ والملالي ، على  دور بارز في الحياة السياسية كان يجب ان تسبقه حالتان :
اولا : أسلمة المجتمع العراقي ، وهذا ما حاول ان يفعله النظام السابق في حملته الايمانية ، وما فعلته الثورة الخمينية ايضا باختراقها الجانب الشيعي . هناك شيء ملازم ، بل شرط ، لهذه الحالة وهو ان يكون المجتمع ( خاصة الشباب ) قد تم حرمانه من الوعي والثقافة والأمل في المستقبل ، وهذا ما كان قد حصل في العراق ... تكراره لا يفيد لأنه معروف للجميع .
ثانيا : استعداد او ظهور احزاب سياسية تركب الموجة الدينية الجديدة لتحقيق طموحاتها الحزبية والانتهازية لتتبوب مواقع تسهل عليها حكم العراق .
ان ما يسمى بـ " الفتنة الطائفية " في العراق كانت نتيجة عمل كل من :
اولا : حزب البعث ، الذي سارع الى استقدام الحركات الجهادية السنية ، وقيام الحزب نفسه بتشكيل احزاب اسلامية طائفية ، الهدف منها هو محاولته المستميتة للعودة الى حكم العراق ، وقد برز دور طائفي لبعض شيوخ السنة كان له الاثر الفعال في تأجيج الصراع ... خطأ مميت اخر يرتكبه هذا الحزب بحق مؤيديه وبحق الشعب العراقي لأن " مسألة العودة " أعمته فكانت النتيجة انه خدم ايران وسهّل مهمتها في العراق على نحو غير مباشر .
ثانيا : الاحزاب الشيعية المرتبطة بايران ( او غيرالمرتبطة )، والتي بادرت الى حشد الشيعة " طائفيا " وافهامهم ان الصراع هو من اجل البقاء .. معركة حياة او موت ... والغاية الحقيقية من ذلك كانت ، ولا تزال ، هي الاسئثار بالسلطة وتهميش السنة ، بل الثأر منهم ارضاء لايران . هنا برز دور المرجعية السياسي الذي اثر كثيرا في وصول هذه الاحزاب الى سدة الحكم ، وعدم استتاب الامن في العراق ...
المعروف عن الشعب العراقي هي " ملامحه العلمانية " ، لكن الضربات المميتة التي تلقاها من الجانبين ، من الاحزاب والحكام ، افقدته اتزانه . ولقد ساعدت  " الاعتبارات العشائرية " هي الاخرى في بلبلة وضع الشعب العراقي .
لنكن واضحين ، اذ ان الكثير من الشعب العراقي ، في خضم محنته ، نسي علمانيته ولبراليته او حتى ماركسيته وتعلق باثواب الطائفة المهلهل ... وكانت هذه النتيجة ...
اما بالنسبة للمرجعية المسيحية ، فانا " اعتقد " ان الامر مختلف .
لقد سمعت عدة مرات من ان تدخل رجال الدين المسيحيين بالسياسة غير مقبول ، واني اؤيد ذلك بقوة ، لكن السؤال هو : هل هم فعلا بصدد ذلك ، ام انهم فقط يحاولون جمع الصف المسيحي ؟
لم اسمع ابدا اية تطلعات من رجال الدين المسيحي حول رغبتهم في " تعاطي السياسة " ، بل كنا نلومهم لأنهم كانوا يتهربون من " الأسئلة السياسية " التي تخص اضطهاد شعبنا .
اعزائي ، ان بعض الاحزاب المسيحية القومية ستقف ضد اي " تجمع مسيحي موحد " لا تسيطر عليه لوحدها ، وتأخذ في بث كل ما يعرقل ذلك ، وهذا ايضا ما  ستفعله بعض الاحزاب الاخرى الغير المسيحية ..
ان تحذير المرجعيات المسيحية من عدم التدخل في السياسة امر مهم ، لكن ، لا يجب ان يأخذ بُعدا ضخما يستغله الاخرون ...
لأن وحدة الصف المسيحي هي الوسيلة والهدف والغاية لشعب مهدد بالاجتثاث .   
مع تحياتي للجميع .