هجرة المسيحيين دليل على تدهور أوضاعهم

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, مارس 12, 2012, 10:11:06 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

هجرة المسيحيين دليل على تدهور أوضاعهم

بتاريخ : الإثنين 12-03-2012 10:32 صباحا
   
المدى

□ ترجمة عبدالخالق علي
تقلصت أعداد المسيحيين العراقيين بشكل كبير بعد ان اضطروا الى ترك منازلهم  في العاصمة بغداد  بسبب الترهيب و الهجمات التي يتعرضون لها، و اسسوا ملاذا  لهم في شمال البلاد. لكنهم في الفترة الاخيرة بدؤوا  يهجرون الملاذ الذي  اسسوه هناك  يدفعهم الى ذلك البطالة و الخوف من المستقبل.

هجرتهم الصامتة الى تركيا و الاردن و اوروبا و الولايات المتحدة هي آخر فصول تدهورهم المستمر الذي يكمل حلقات خفوت المسيحية في بلاد طالما تميزت بكثرة  المنائر و اجراس الكنائس. تقول التقديرات ان عدد السكان  المسيحيين في العراق قد انخفض الى اكثر من النصف منذ الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003. يقول بعض المسيحيين انهم فقدوا آخر حصون الحماية مع مغادرة الجيش الاميركي.
يبدو رحيلهم  واضحا من اماكن مثل قرية تينا التي آوت عشرات المهجرين المسيحيين على مدى السنوات التسعة الماضية. العوائل التي هربت من التفجيرات و فرق الموت في بغداد وجدت الامان بين الجبال العملاقة رغم الفقر و الضجر و البرد. يقول سكان القرية  ان نصف البيوت المسيحية البالغة خمسين بيتا خالية الان من ساكنيها بعد رحيلهم  الى خارج البلاد . يقول وليد شمعون، 42 سنة ، انه غادر العاصمة بغداد في كانون الثاني 2011 بعد مواجهة مع افراد من المليشيات كانوا قد  هددوه بالقتل، و كان شقيقه قد قتل في هجوم صاروخي قبل ست سنوات، لذا فقد تخلى عن عقد العمل مع السفارة الاسترالية الذي كان سيوفر له راتبا شهريا يبلغ 1500 دولار و توجه الى الشمال . كل ما يفكر فيه الان هو طلب الهجرة الى أريزونا" هذه ليست حياة، لا يبدو ان الوضع سيتحسن و نحن عاطلون عن العمل ".
الكثير من المسيحيين اتجهوا الى شمال البلاد بعد الهجوم الانتحاري على كنيسة سيدة النجاة في بغداد في تشرين الثاني 2010  الذي كان أسوأ هجوم على مسيحيي العراق منذ بدء الحرب و اودى بحياة  خمسين من المصلين و اثنين من القساوسة و حوّل الكنيسة الى  بيت للاموات و مقاعد ممزقة و زجاج متناثر . جمعت العوائل ما استطاعت من الملابس و النقد و بعض التموين و اتجهت شمالا الى مناطق التجمعات المسيحية في سهل نينوى و محافظات الشمال الثلاثة، و انضموا الى عشرات الالاف من المسيحيين من بغداد و الموصل و غيرهما من المدن .  يقول جبرائيل توما، المشرف على دير مريم العذراء في مدينة القوش " لقد باعوا كل شيء من اجل الحصول على الأمان".
  المسيحيون في شمال العراق يشكلون جزءا بسيطا من طوابير  المهجرين، حيث يبلغ عددهم مليون و ثلاثمئة تقريبا حسب تقديرات الأمم المتحدة و المنظمات العالمية الأخرى التي تذكر ان عدد نفوس المسيحيين قبل الحرب كان يتراوح بين 800000 – 1,4 مليون  . ذكرت مفوضية الولايات المتحدة للحرية الدينية  العالمية في تقريرها الأخير بان عاقبة القتال ستكون نهاية الديانة المسيحية في العراق . في كانون الثاني كشفت منظمة الهجرة العالمية عن ان 840 من مجموع 1,300 مليون من المسيحيين المهجرين الذين تابعتهم في الشمال  قد غادروا العراق خلال  العام الماضي و لم يتبق منهم سوى نصف مليون تقريبا، الكثير منهم هاجر بسبب  القلق من الوضع الامني بالاضافة الى صعوبة العثور على عمل، و مشاكل السكن و التعليم في بيئة  ليس لهم فيها الكثير من الارتباطات و لا يعرفون لغتها.
■ عن:  نيويورك تايمز
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير