رئيس أساقفة الموصل: موقف الأزهر من داعش مستغرَب جدا

بدء بواسطة jerjesyousif, ديسمبر 21, 2014, 05:00:59 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

رئيس أساقفة الموصل: موقف الأزهر من داعش مستغرَب جدا



باريس /أورينتس/ 2014/12/20

قال المطران إميل شمعون نونا، رئيس أساقفة الموصل للكلدان، "إن تواطؤ أهل الموصل أسهم في إسقاطها بسرعة"، مؤكدًا "أن إقناع المسيحيين بالتشبث بأرضهم مسألة صعبة إن لم تكن مستحيلة، والصعوبة تكمن في تنامي الفكر المتطرف، وفي أن المجتمعات المسلمة في الشرق الأوسط منغلقة أكثر، وتصبح نوعًا ما متطرفة. الخطر الذي يتهدد مسيحيي الشرق مزدوج، فمن جهة هناك الجماعات التي تستخدم السلاح لغة تخاطب، ومن جهة أخرى هناك المجتمعات التي بدأت تنغلق".

وأضاف في حواره لـ"إيلاف"، "أننا متفاجئون من موقف المرجعيات الإسلامية. فبعد سقوط الموصل وأجزاء كبيرة من العراق الذي أدى إلى هجرة المسيحيين والأقليات الأخرى، لم تقم أيُ مرجعية مسلمة بإدانة هذه الأعمال، ولم تحدث الإدانة إلا بعد مطالبة شخصيات مسيحية المرجعيات الإسلامية بتوضيح موقفها. بعد ذلك، خرجت أصوات مسلمة خجولة تدين". لافتًا إلى "أن موقف شيخ الأزهر مستغربٌ جدًا، فعندما لا يقوم شخص بتكفير شخص آخر، فذلك يعني بأنه يعترف فيه وبتفكيره وبطريقة تعامله. وفي الأساس، داعش لا يعترف بوجود الأزهر، ولا بوجود الفكر الوسطي الذي يتبناه الأزهر".

وأوضح "أن وضع المسيحيين في شمال العراق لا يزال كما هو؛ لقد هُجروا من مدينة الموصل وضواحيها، ويعيشون الآن مهجرين في شمال العراق خارج بيوتهم من دون عمل أو أي علامة إيجابية بالرجوع عن قريب إلى منازلهم".

وتابع "ما زلنا في حيرة من أمرنا لتفسير حقيقة ما حدث في الموصل. كان فيها نحو أربع فرق عسكرية، أي ستين ألف جندي، مدججين بمعدات عسكرية كبيرة وحديثة، منها ما لم يُستخدم بعد. وما يثير الاستغراب أنه مع وصول داعش إلى الموصل انسحبت الفرق العسكرية خلال ساعة ودخل داعش بخمسمئة عنصر فقط، ولم يجد جنديًا واحدًا أمامه. نحن على يقين أن هناك مخططًا وراء هذه العملية".

وأشار إلى "أن الكنيسة الكلدانية عملت منذ بداية الأزمة في اتجاهين: الأول، عمل الطوارئ وإغاثة المهجرين المسيحيين الذين لا يملكون مأوى أو معيل، يبلغ عددهم 120 ألف شخص في شمال العراق، يعيشون في حالة صعبة جدًا خاصة مع قدوم فصل الشتاء. الثاني، فضح الجماعة المتطرفة التي تدعي باسم الدين أنها تقول الحقيقة، وهي جماعة مجرمة تقتل كل من يخالف طريقتها في الحياة".

وبشأن دعوة البابا فرنسيس لعدم غلق باب الحوار مع داعش، قال "إن بابا الكنيسة الكاثوليكية تحدث بشكل مبدئي". مضيفًا "نحن مع الحوار مع كل شخص والحبر الأعظم قال منذ شهر أنه من الممكن استخدام القوة بحالات معينة". مؤكدًا "أن داعش لا يعترف بوجود المسيحيين، وإذا اعترف، فذلك وفقًا لكيفية رؤيته وطريقته، وهناك صعوبة كبيرة لإجراء حوار مع طرف لا يعترف بالطرف الآخر. البابا يتحدث عن الحوار بشكل مبدئي ونحن معه، لكن عندما يكون الآخر لا يقبل الحوار فهذا مستحيل".

وتابع "لا نُخفي خوفنا الكبير من إفراغ الشرق من مسيحييه. المسيحيون هم ناس أصليون في الشرق، كانوا فيه قبل الإسلام، وهم أصحاب الأرض الأصليين. لكن مع هذا الفكر المتطرف، هناك خوف كبير على وجودنا في الشرق، لكننا نأمل في أن تتغير الأمور بشكل عاجل لنتمكن من البقاء في أرضنا".

وأضاف "أن الدول الغربية تبحث أولًا عن مصالحها السياسية والاقتصادية. موقفها جيد ولكن ليس على مستوى الخطر الذي يشكله داعش. بالتالي، نحتاج إلى تحرك أسرع وأفعل لمواجهة الخطر المتزايد، فالوقت مهمٌ جدًا".

منقول من موقع "اورينتس"/ جرجيس يوسف

www.Orientis.org