استياء في الشارع الموصلي من العملية العسكرية المرتقبة وغلاء المعيشة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 20, 2014, 11:58:49 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


استياء في الشارع الموصلي من العملية العسكرية المرتقبة وغلاء المعيشة


برطلي . نت / متابعة
رووداو – الموصل

يشهد الشارع الموصلي حالة من الاستياء، على خلفية الانباء التي تتحدث عن انطلاق وشيك لعملية عسكرية لاستعادة السيطرة عليها من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية، فضلا عن غلاء المعيشة وارتفاع اسعار المواد الغذائية.

ولكن اهالي الموصل لا يخشون العملية العسكرية ذاتها، بل تخيفهم فكرة سيطرة الميليشيات "قوات الحشد الشعبي" التي ترافق القوات العسكرية في العمليات الامنية لاستعادة المدينة من سيطرة تنظيم داعش، على غرار ما حدث في مناطق جرف الصخر والسعدية، وغيرها من المناطق.

وقال الاكاديمي في جامعة الموصل، يونس محمود، لشبكة رووداو الاعلامية إن "الموصل واهلها يعيشون توترا واستياء كبيرا، خشية دخول قوات غير مرغوب فيها من قبل الحكومة الاتحادية، قد تعمل على أذية الاهالي، وقد تكون خطورتها على المدينة اكبر من خطورة سيطرة العناصر المتطرفة".

وأوضح محمود أن "هذه القوات قد تحتل الموصل عقب استعادتها، وعلى الحكومة الاتحادية دراسة خطورة العملية، وعدم اشراك أي قوات اخرى او ميليشيات او مايسمى الحشد الشعبي الذي عمل على تدمير مناطق كانت تحت سيطرة داعش بدلا من انقاذ سكانها".

يشار إلى أن هناك أنباء رسمية مؤكدة، عن عملية عسكرية وشيكة، بمشاركة 20 الف عنصر متطوع من ابناء محافظة نينوى، لاستعادة مدينة الموصل من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية، الذي يسيطر عليها منذ العاشر من حزيران يونيو الفائت، بعد انسحاب القوات العراقية منها دونما أي قتال.

فيما قال طارق عدي، رئيس المهندسين في مديرية بلديات نينوى، لشبكة رووداو إن "التوتر والقلق قد ينتابنا في الوقت الحالي، لكن استعادة الموصل امر لابد منه، لقد عملت العناصر المتطرفة على اعادة الموصل ومشارفها إلى قرون مابعد التاريخ، فقد دمرت معالم حضارية وفجرت مراقد ومساجد، وقتلت المئات من النساء والاطفال والشباب وغيرهم من المظلومين العزل".

وطالب عدي "بعملية عاجلة لاستعادة الموصل، رغم أن حالة من التخوف والاستياء والقلق تسود المدينة، خشية تدمير معالم اكثر ومبان ومساكن ومدارس، جراء القصف الذي يقوم به التحالف الدولي، او قدوم قوات عراقية خصوصية للانتقام من اهالي الموصل وليس الدفاع عنهم، امثال الحشد الشعبي، الذي فجر وقتل وصنع الويلات في محافظة الانبار ومدينة تكريت".

ويذكر أن القوات الحكومية العراقية استعادت السيطرة على بعض "المناطق السنية" من تنظيم داعش، بدعم واسناد من "قوات الحشد الشعبي الشيعية"، خلال الاشهر القليلة الماضية، من ضمنها ناحية السعدية التابعة لقضاء خانقين، وناحية جرف الصخر في محافظة بابل، لكن الاهالي وبعض المسؤولين في تلكما المنطقتين اتهموا "الميليشيات الشيعية" باضطهادهم وتدمير ممتلكاتهم.
 
وفي السياق ذاته، ذكرت ربة البيت، ايمان عماد، لشبكة رووداو، أن "غلاء المعيشة وعدم تسليم رواتب الموظفين أثقل كاهل المواطن الموصلي، ودفعه لبيع حاجياته المنزلية من اجل شراء قوت يومه".

واعتبرت عماد أن "الحكومة الاتحادية تعاقب موظفي الموصل بقطع رواتبهم او عدم تسليمها لهم، حتى اصبحت المدينة كأنها تعيش في زمن الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق بعد عام 1991".

ويعيش سكان الموصل حالة من الغلاء المعيشي، في الوقت الذي لم يتسلم سكانها رواتبهم الوظيفية أو مستحاقتهم التقاعدية بسبب غلق الطرق مابين الموصل ومحافظة كركوك والعاصمة بغداد، كما عمد الاهالي إلى شراء كميات من المواد الغذائية خشية انعدامها بعد بدء العملية العسكرية.

من جهتها، طالبت ربة البيت، عائشة مروان، بـ"الاسراع في العملية العسكرية، للخلاص من هذا الغلاء المعيشي، وتسليم رواتب الموظفين في الموصل في أوقاتها المحددة كما كانت في السابق".

كما طالبت مروان بـ"تخفيض اسعار المواد الغذائية وغيرها، واعادة الحياة في المدينة إلى سابق عهدها، وتخليصها من تنظيم داعش المتطرف".

ومحافظة نينوى، مركزها مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، ويبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين ومائتي نسمة، يعيش اغلبهم في الوقت الراهن في مخيمات ومجمعات للنازحين في مدن اقليم كوردستان بحثا عن الملاذ الآمن، الذي فقدوه في مناطقهم الاصلية.