مراكز أيواء المهجرين في عنكاوا بعد اشهر من السكن فيها تحتاج الى متابعة / تقرير

[برطلي دوت نت]

مراكز أيواء المهجرين في عنكاوا بعد اشهر من السكن فيها تحتاج الى متابعة
تقريـــــــــــــــر

برطلي . نت / خاص

محرومين من ابسط حقوقنا

لم تتمالك السيدة لقاء بشير حنا نفسها وهي تحكي لنا ظروف معيشتها وعائلتها في احد مراكز ايواء النازحين في عنكاوا ، فلم تستطع ان تخفي دموعها فاجهشت بالبكاء وهي تتحدث عن مأساتها ومأساة العشرات من العوائل الساكنين في هذا المركز قائلة : مأساتنا الكبرى هي أن اكثر من اربعين عائلة تشترك في حمامات ترتبط بسخان واحد ( كيزر ) وتصور المشاكل التي تقع بها العوائل في انتظار دورها للاستحمام في ظل انقطاع شبه مستمر للكهرباء ، الاستحمام هو ابسط حقوق الانسان لكننا  نحن محرومين منه في هذا الشتاء البارد ، ثم تضيف وهي تشير الى مجموعة من المنامات وقد نُشرت امام اشعة الشمس ، هذه هي حالتنا ان لم نعرضها للشمس لبقيت مبللة من شدة الرطوبة داخل الكرفان الذي نسكنه بالاضافة الى ما نعانيه من تسرب المياه من سقفه في الايام الممطرة .

اما السيد الياس عزيز ابلحد فيقول ان طفح المياه الثقيلة من خزاناتها الارضية ( قساطل ) تعد مشكلتنا الاخرى في هذا المركز ولعدم وجود جهة تتكفل بالمهمة نقوم نحن بتحمل تكاليفها ، بعد جمع المبلغ من العوائل الساكنة في المركز ما يكون عبئا على كاهل النازح الذي هو في امس الحاجة الى هذا المبلغ البسيط .

اما شقيقه عمار عزيز الساكن في نفس المركز فيقول : حاولنا ان نكيف انفسنا في ظل هذه الازمة ولكن ماذا تعمل مع مشكلة المطابخ وعدم توفر غاز الطبخ ، حيث تشترك اربعة الى خمسة عوائل في طباخ واحد وهنا يكون الدور ايضا سيد الموقف فالعائلة التي موعد غداؤها في الواحدة ظهرا بالتاكيد موعد غداء الاخيرة هو الرابعة عصرا .

الراتب التقاعدي واردهم المالي الوحيد

غصون شمعون بولص ربة بيت وام لبنتان وولد ، تقول ليس لنا مورد مالي غير ما يتقاضاه زوجي من راتب تقاعدي ورثه عن والده قيمته ( 300000 ) دينار في الشهر مما نضطر ان نقنن في مصروفاتنا ، ولم يكن ليكفينا لولا المساعدات التي تقدم لنا بين الحين والاخر .
اما الياس عزيز الذي يعاني من عوق لفقدانه لساقه في حرب سابقة ، ان راتبه التقاعدي الذي يبلغ ( 400000 ) دينار في الشهر لا يكفيه فبالاضافة الى تأمين ما يحتاجه من مستلزمات العائلة اليومية فهو يخصص جزء من الراتب لشراء ادويته الخاصة .

نعاني من عدم متابعة مشاكلنا من قبل الجهات المسؤولة

السيد كوركيس متي اسحق المهجر من برطلة والذي سكن هذا المركز منذ ساعة وصوله الى عنكاوا يوم 6 / 8 تم اختياره ليكون مشرفا على المركز ومتابعة شؤون الساكنين فيه وفي الفترة الاخيرة اضيفت اليه مهمة الاشراف على المركز المجاور ايضا .
كان عدد العوائل التي تسكن هذا المركز ساعة وصولنا والحديث للسيد كوركيس متي هو ( 60 ) عائلة ، منها من هاجرت الى خارج البلاد ومنها من بحثت عن مكان اخر للسكن ( ايجار ) بعد ان وجدت صعوبة في العيش في هذا المكان ليصبح عدد العوائل الان  ( 45 ) عائلة ، بينما تسكن في المركز المجاور ( 35 ) عائلة .
هناك نظرة من قبل الجهات المانحة للمساعدات ( جمعيات او لجان اغاثة ) الى الساكنين في مثل هذه المراكز بانها تُؤمن لها السلة الغذائية باستمرار ، ولكن في الحقيقة كان هذا في باديء الامر ولمدة شهر واحد فقط ومن قبل ديوان الوقف المسيحي . هذا بالنسبة الى مركزنا ، وعند اتصالنا بالمصدر تم ابلاغنا بان التخصيصات قد نفذت ، وبقينا على هذا الحال ننتظر حضور منظمة ما تقدم لنا السلة الغذائية ويكون هذا كل شهر مرة وان لم تحضر نؤمن احتياجاتنا من مالنا الخاص .
استطعت بجهودي الخاصة ان اؤمن مدفأة كهربائية وفرشة ارضية ( كاربت ) للغرف مع بطانيات لكل عائلة مع غسالتين للملابس من احدى الكنائس الانجيلية . كما قامت جمعية الرحمة الكلدانية بتأمين سلة غذائية ولمرة واحدة فقط .
يضيف السيد كوركيس تشرفنا بزيارة سيادة المطران بشار متي وردة الى مركزنا ولمرتين حيث تم تأمين ( 10 ) عشرة كرفانات لأيواء العوائل الساكنة في الخيم داخل ساحة المركز .
بالاضافة الى ماذكره الاخوة المهجرون من سكنة المركز للمشاكل التي نعاني منها هي عدم كفاية غسالتي الملابس الموجودة حاليا بالاضافة الى تعرضها للعطل بسبب الزخم الموجود عليها .
عدم استطاعتنا استخدام المدافيء الكهربائية التي بحوزتنا بسبب قلة في قدرة الكهرباء المزود بها المركز وهي ( 60 ) أمبير .


نفضل البقاء هنا بدل السكنى في الكرفانات

هذا ما طالب به سكنة المركز لكثرة ما تردد عن صعوبة العيش في الكرفانات وجوها غير الصحي بحسب قولهم ، لكن بشرط ان يتم وضع الحلول لجميع مشاكلنا في المركز .
يقول السيد كوركيس متي بأن المسؤولين في تربية عنكاوا ولوجودنا في هذه المدرسة تم تحويل طلبتها للدوام في مدرسة اخرى لحين اكتمال الكرفانات التي سيتم تحويلنا اليها . ولكن والكلام للسيد كوركيس اؤيد ما ذكره اخوتي من سكنة المركز ونفضل السكن في شقق او دور تؤجر لنا اسوة بباقي النازحين في عنكاوا او حتى المتواجدين في محافظات اخرى مثل النجف وكربلاء التي تم اسكان النازحين اليها في فنادق الدرجة الاولى مع تأمين ثلاث وجبات طعام .

دعوة لزيارة المركز

جميع المشاكل التي طرحت من قبل سكنة هذا المركز ليس صعبا تذليلها او ايجاد الحلول لها ، لذا فهذه دعوة الى المنظمات الانسانية او لجان الاغاثة او الجمعيات الخيرية وحتى لجنة الاغاثة الاسقفية لزيارة المركز والتعرف على مشاكله عن كثب .

المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "

[ماهر سعيد متي]

تقرير جميل ومآسي لا تنتهي لشعبنا المسيحي ..
شكرا لك ..
تحياتي