تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

صور من المحطة الاولى للأغتراب

بدء بواسطة philip hadayee, يناير 20, 2017, 11:25:17 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

philip hadayee

صور من المحطه الاولى للاغتراب


                                                     
وانا اتجول في منطقة تواجد المهاجرين من سهل نينوى الى لبنان ولقائي بالاحبه والاصدقاء استوقفتني صور عن معاناتهم ومشاكلهم رغم تغليفها بفرحة عيد الميلاد فتتقاسمها الهموم والحنين والقلق ومنها:

الصوره الاولى:
تأملت ذلك الوجه الذي تجاوز عمر صاحبه الخامسه والسبعون بعد ان انتشرت التجاعيد في كل انحائه ، الوجه الذي اخذني بعيدا ليستعيد الماضي بكل صفائه وجماله حيث لا زال الرجل يحتفظ بكياسته وهدوئه رغم المواجع والألام التي مرت عليه من تهجير وهجره وانا استعرض مسيرة حياته كيف تعلم وعمل وبنى داره وتحمل كل مصاعب الحياة ليعيش بهدوء بقية عمره قبل ان يدفعه داعش الى التهجير والهجره خارج حدود الوطن للبحث عن وطن اكثر امانا .
هذا الرجل عيونه تلهب بريقا تشع منه الصور الصافيه التي يحتفظ بها عن بلدته الجميله وتأريخها وتراثها الأصيل فهو يتوجس النظر الى صور الدمار والخراب والنهب والسلب والحرق الذي تعرضت له بلدته ولسان حاله يقول (اخاف على الصور الجميله التي احتفظ بها ان لا تتشوه مع ما فعله الاشرار) فأنا قررت ان اعيش معها دائما فهي ما تبقى لي من تعب العمر .
فمن ينصف هذا الرجل ويعيد له كرامته ونقاء صورة بلدته ومعه الألاف تركوا الوطن ومن يوقف هذا النزيف الذي اعتمد مبدأ الترقيق لتكون النتيجه زيادة عدد المهاجرين على عدد الباقين في الوطن .

الصوره الثانيه :
تجاوزت مدة انتظار بعض المهاجرين الى دول الجوار ومنها لبنان اكثر من ثلاث سنوات وما زالوا ينتظرون بركات الامم المتحده لتوطينهم في احدى دول الشتات فقد انهكتهم الظروف المعاشيه الصعبه بسبب ارتفاع بدلات ايجار السكن والسلع والخدمات ونفاذ مواردهم الماليه فلجأ البعض منهم الى ايجاد بدائل لتقنين الانفاق بما يساعدهم على تجاوز مدة مكوثهم في هذا البلد ,

الصوره الثالثه:
تجربه قامت بها كنيسة السريان الكاثوليك بأنشاء (ارساليه للمهاجرين )تتكون من كاهنين هدفها احتواء المهاجرين وتقديم الخدمات الروحيه لهم بانشاء كنسية صغيره في موقع تواجدهم بالاضافه الى شمولهم بالمساعدات الغذائيه والخدمات الصحيه من خلال مستوصف في مبنى الارساليه وكذلك تقديم الخدمات الاجتماعيه والترفيهيه والرحلات الى المزارات والاديره بين فتره واخرى كل ذلك يجري من خلال قاعدة بيانات تتضمن معلومات عن كافة المهاجرين بغية تذليل الصعوبات امامهم ، فهذه التجربه تستحق الثناء وكم كان جميلا لو كنيستنا رعت ابنائها وخففت من همومهم ومشاكلهم .


                                                              فيليب هداي
                                                       عنكاوا   20/1/2017