كلمة د. كاظم حبيب رئيس اللجنة المشرفة العليا لمؤتمر اصدقاء برطلة في المؤتمر

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 04, 2013, 07:41:34 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

كلمة د. كاظم حبيب رئيس اللجنة المشرفة العليا لمؤتمر اصدقاء برطلة في المؤتمر



برطلي . نت / متابعة
عشتارتيفي كوم/

الأخ الفاضل ممثل السيد رئيس إقليم كردستان العراق

السيدة الأولى الأخت الفاضلة هيروخان أحمد

السيدات والسادة الضيوف الكرام

الأخوات والأخوة مندوبو المؤتمر الأول لأصدقاء برطلَّة

يسعدني باسم اللجنة التحضيرية العليا لعقد المؤتمر الأول لأصدقاء برطلة أن أن أرحب بكم بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق وأن أحييكم أجمل تحية وأشكركم على تجشمكم عناء السفر أو الحضور للمشاركة بأعمال المؤتمر وأعلان تضامنكم الإنساني مع مواطناتنا ومواطنينا من مسيحيي العراق الذين كانوا وما زالوا يعانون من مشكلات جمة تجعلهم يعيشون الغربة الشديدة وهم في وطنهم.

يواجه العراق في المرحلة الراهنة كوارث كثيرة ومصاعب لا حصر لها وفي كل المجالات. فكل يوم يستشهد من أبناء وبنات وطننا المشترك الكثير من الأبرياء على أيدي قوى الإرهاب الدموية المتطرفة والمليشيات الطائفية المسلحة. ولم يكن نصيب أتباع الديانات والمذاهب بالعراق قليلاً بل مرعباً وغير منقطع، وخاصة من أتباع الديانة المسيحية والمندائية والإيزيدية، إضافة إلى الكثير من أتباع المذهبين الشيعي والسني في الإسلام. وإذا كانت هذه الحقيقة المرة مصيبة عظمى، فأن المصيبة الأعظم هي الخسارة الفادحة التي يتحملها الشعب العراقي حتى الآن في واحد من أقدم مكوناته الأصيلة، خسارة مستمرة لمزيد من عائلات المكون المسيحي الذين شاركوا وما زالوا يشاركون في بناء الحضارة والثقافة والعمران في هذه المنطقة من العالم، في أرض الرافدين السمحاء ومنذ ألاف السنين، والتي تتمثل بالهجرة المستمرة إلى خارج البلاد، إذ لم يبق في البلاد في أحسن التقديرات حوالي 300 ألف نسمة بعد أن كانوا أضعاف هذا الرقم بسبب السياسات والقوانين والإجراءات الجائرة التي صدرت ومورست في عهد الدكتاتورية البعثية الصدامية التي ما تزال فاعلة والتي استهدفت وما تزال تستهدف إجبار العائلات المسيحية على الهجرة القسرية من خلال شراء أراضيهم ودورهم أو تغيير جنس الأرض في مناطقهم وتوزيعها على العرب أو أتباع ديانة أخرى قادمين من مناطق أخرى أو التجاوز عليها بشتى الطرق غير المشروعة أو حرق دورهم وكنائسهم وقتلهم وبث الرعب في صفوفهم لإجبارهم على الهجرة. وما حصل ويحصل ضد المسيحيين من أبناء وبنات وطننا المشترك بعد سقوط الدكتاتورية الغاشمة وفي ظل نظام المحاصصة الطائفية يفوق كل تصور ويثير ألف تساؤل وتساؤل حول الأهداف الشريرة المبيتة ضد هذا المكون المسيحي الأصيل بالعراق. وعلينا هنا أن لا ننسى دوماً بأن من لا أرض له ولا حرية لا وطن له أيضاً. وهي مشكلة إنسانية كبيرة ومعقدة.

كلكم شهود على ما تتعرض له العائلات المسيحية ومنذ عقود من عمليات تغيير ديمغرافي (سكاني) في مناطق سكناهم التي ولدوا فيها وولد فيها أجدادهم منذ الآف السنين. وقد مارست الحكومات العراقية المتعاقبة منذ سنوات كثيرة هذه السياسة ودفعت بجماعات من العرب ومن أتباع ديانة أخرى لتمارس تطبيق تلك الإجراءات المرفوضة إنسانياً ودستوريا ودوليا. ويبدو أن هناك أجندات محلية وإقليمية وقوى أجنبية تلعب دورها وتحاول ضرب الجماعات الدينية المتعددة ببعضها، تماماً كما حصل مع عمليات التغيير الديمغرافي لمناطق الكرد بالعراقوالتي لا تزال غير محلولة حتى الآن رغم تأكيد المادة 140 من الدستور العراقي على ضرورة حلها في فترة محددة لصالح المكونات القومية للشعب العراقي كافة.

تقدم ناحية برطلة نموذجاً للتغيير الديمغرافي الجاري في مناطق سكن المسيحيين، إذ كان سكانها المسيحيون يشكلون قبل أقل من ثلاثين عاماً100 بالمائة،في حين أصبح المسيحيون يشكلون اليوم أقل من 40% من مجموع السكان،بينما أصبح الشبك يشكلون أكثر من 60% من مجموع السكان. ويلاحظ هذا التغيير على أجواء وطقوس وتقاليد وأزياء المدينة والتي أنتجت وتنتج يومياً الكثير من المشكلات والتعقيدات لظروف حياة ومعيشة وعمل واعياد واحتفالات المسيحيين على نحو خاص.

هناك أدوات وأساليب كثيرة تستخدم خلال الفترات الأخيرة لتحقيق التغيير الديمغرافي مما يجد المواطن المسيحي نفسه أمام حالة من الضياع والغربة في وطنه التاريخي وأرضه الطيبة كما يهدد برزقه وبيته ويُدفع عنوة إلى الهجرة والتي تعتبر بكل المقايسس هجرة قسرية جائرة.

إن المبادرة لعقد هذا المؤتمر جاءت من شخصيات عراقية محبة لهذا الوطن ومكوناته القومية والدينية والمذهبية والفكرية وتسعى إلى حماية المسيحيين من الإرهاب والاغتراب والهجرة، كما تسعى لحماية كل المكونات العراقية والدفاع عن مصالحها وتريد تجاوز كل الأسباب التي تقود إلى الصراع والنزاع بين هذه المكونات بسبب الأرض أو أي سبب آخر. إن اللجنة التحضيرية ترى بأن المؤتمر يواجه ضرورة تأكيد المهمات التالية:

العمل على تأمين حماية فعلية للمسيحيين كافة وأينما كانوا، كما يراد ذلك لكل المكونات الأخرى من جانب الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، كما هو الحال بالإقليم.

اعتبار عمليات التغيير الديمغرافي التي جرت خلال السنوات المنصرمة والتي تجري حالياً غير شرعية ومناهضة للدستور العراقي ولكل اللوائح الإنسانية الدولية وحقوق الإنسان والمواطنة. وهذا يعني ضرورة استعادة المسيحيين لأراضيهم ودورهم وتأمين مستلزمات تحقيق هذا الهدف، بما في ذلك التعويض المالي.

إيقاف عمليات التغيير الديمغرافي الجارية حتى الآن في ناحية برطلة ومناطق أخرى في سهل نينوى، وكذلك إزالة التجاوزات التي مارسها أشخاص وبمساعدة بعض المسؤولين الكرد في عنكاوة أو غيرهامن مناطق سكن المسيحيين في الإقليم.

العمل على إيقاف الهجرة المسيحية نحو العالم الخارجي لما في ذلك من خسارة فادحة لواحد مهم وأصيل من مكونات شعبنا العراقي. وكذلك السعي لإعادة المهجرين للراغبين في العودة وتوفير مستلزمات ذلك.

تعزيز التضامن الأخوي بين اتباع جميع الديانات والمذاهب بالعراق وإعادة بناء الثقة والاحترام المتبادلين بين هذه المكونات ومنع التجاوز بكل أشكاله.

توفير المستلزمات الإدارية والخدمية الضرورية لعيش المكونات الأخرى، وخاصة الشبك، في مناطق سكناهم وإصدار التشريعات أو تأمين التعويضات المالية لهذا الغرض بما يمنع اللجوء إلى عمليات تغيير ديمغرافي غير شرعية في مناطق سكن المسيحيين أو غيرهم.

تحقيق التفاعل الإيجابي بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والمسؤولين في محافظة نينوى لضمان إقامة تقسيمات إدارية جديدة وخدمات صحية وتعليمية وعامةمناسبة تسمح للشبك بشكل خاص على البقاء في مناطق سكناهم الأصلية ورفع التجاوزات الحاصلة عليهم ومنع نشوء نزاعات بين هذه المكونات وتوفير الحماية لهم من كيد التكفيريين.

العمل الجاد لإيقاف تدخل المسؤولين من الدول المجاورة بالشؤون الداخلية للمكونات العراقية وتأثيرهم المباشر ضد المكون المسيحي ومساعدة الأخرين بالمال لتحقيق التغيير الديمغرافي والذي يقود إلى هجرة المسيحيين وخاصة الفقراء والمعوزين منهم. 

10 إن الحلول العملية لهذه المشكلات بيد الحكومة الاتحادية والمسؤولين في محافظة نينوى وبالتعاون مع حكومة إقليم كردستان والتي تنتظر المبادرة لمعالجتها بإصدار التشريعات المناسبة واتخاذ الإجراءات الضرور قبل أن تتحول إلى مشكلة إقليمية ودولية.

أشكركم لحسن انتباهكم وتفاعلكم مع قضايا مواطني ومواطنات وطننا الحبيب

مع الشكر الجزيل.