اهالي كرمليس زرعوا واهالي برطلة نسجوا

[قصي مصلوب]

اهالي كرمليس زرعوا واهالي برطلة نسجوا

كرمليس زرعت القطن وبرطلة نسجته لملابسهم لقرون
كانت ملابس الرجال لدى الاشوريين والبابليين القدامى مكونة من قميص له كم قصير وفتحة رقبة ويتحدد طوله حسب الحالة الاجتماعية فالقميص القصير هو للصيد والعمل والطويل هو للنبلاء ويضع أحزمة الأول من الجلد يكون عريض والأخر رفيع ، يزين القميص بالأهداب وقد اعتبر الحزام من مكملات الأناقة لدى هذه الشعوب فالحزام يملوه النقوش والزخارف ويدل على الملوكية .

.

انتشرت زراعة القطن  في سهل نينوى في بلدة كرمليس 28 كم شرق الموصل  جنباً الى جنب مع تربية الاغنام للحصول على الصوف منذ الاف السنين وانتشر غزل القطن والصوف في برطلة لتنتج كرمليس القطن بينما تقوم بغزله برطلة وتجهز للمنطقة المنسوجات القطنية لقرون
يقول العم كوركيس بتي " لقد كان القطن صديق الكرمليسين فهو مصدر من مصادر رزقه ومصدر لملابسه حيث بعد عملية جني محصول القطن المحلي المسمى بالسورث( كتانا خوارا ) أي القطن الابيض كانت النساء في كل ليلة يقمن بعملية ( خروجه دكتانا ) استخراج القطن وبعدها يقوم الحائك بعد هذه العملية بصنع قماش الملابس وكانت هذه العملية تستمر الى الساعة الرابعة صباح أي استخراج القطن من قشوره ( كوزا دكتانا ) .
ويضيف " بعد عملية جني القطن كنا نقوم بإرساله لعوائل في برطلة تقوم بغزله فبرطلة عرفت بهذا الأمر منذ سنين طويلة

عيون كرمليس

كان الزى الشعبي للرجال والشباب والرجال والمسنين في برطلة وكرمليس هو المقطع أي الجلباب الأشوري البابلي وكان يرتديه في الصيف والشتاء ويكون هذا الجلباب او المقطع له فتحة من جهة الأمامية للرقبة دون أزرار وله جيب واحد في منطقة الصدر وجيبين عند الخصر من الجهتين .

يتحدث الشماس حبيب يوسف رئيس جمعية كرمليس للثقافة والفنون عن زي الرجال التراثي في برطلة وكرمليس " في الشتاء كان ابناء كرمليس وبرطلة يرتدون العباءة التي يفصلها الرجال ويخيطونها هم ,وهي من الصوف الأبيض ( امرا خوارا ) باللغة السريانية وكان الحائك (زقارا ) هو من يقوم بعملية النسج والناسج يكون من برطلة.

وفي العمل في الشتاء كان يستعمل ما يسمونه ( كبنك ) وخاصة أثناء الحراثة وهو على شكل سترة مصنوعة من اللباد اما الرأس عند الرجل هو على شكل لفة دائرية متأثرة بالزي السومري على مثال تمثال كودية السومري

هنا عملت

صناعة الجص في كرمليس 1951 فقد باع الكرمليسيين الجص للمنطقة حسب وثائق بغديدا 1711 لاهالي بغديدا لتعمير كنيسة يوحنان الديلمي

أما في الخصر فكان الرجل يرتدي حزام ( شي باقا ) من الصوف او جلود الحيوانات كما كان يفعل أجداده الأشوريون البابليون ومن الأشياء التي ورثها الرجل الكرمليسي تحديدا في نينوى هو تقليد في العرس بحيث كان الشاب عندما يتزوج كان يضع في حزامه خنجر من الفضة ويبقى بخصره لمدة عشرة أيام كي يطرد الأرواح الشريرة ( روحا بشتا ) عن العريس وهذا التقليد من التأثير العراقي القديم فالخنجر رمز لله أشور بالحضارة الأشورية فرغم المسيحية لم يتخلى الكلدو اشوري  عن ما ورثه من الحضارة النهرينية العراقية العريقة .

وقد ذكر المورخ هيرودوتس ابو التاريخ الذي زار بلاد أشور بعد مائة وخمسون عام من سقوط نينوى  قبل الميلاد حيث يذكر ان لباس الأشوريون هو متكون من جلباب كتاني ( مقطع دكتانا ) مثال جلباب مسيحي سهل نينوى الكلدان الاشوريون ويضيف أن الجلباب يصل الى القدمين وفوقه جلباب اخر من الصوف ( كبنك ) كما في بلدة كرمليس ويلبسون عباءات بيضاء وكذلك هذه العباءات كانت منتشرةفي سهل نينوى الى اربعينيات القرن الماضي .
بينما دخل لبس العقال العربي في هذه المناطق في خمسينيات القرن الماضي وتاثر البعض من رجال هذه المناطق بالزي الموصلي .

[ماهر سعيد متي]

مقال رائع .. شكرا لك

[qaesadeeb]

شكرا لهذا التوثيق
ولاكن لوحبذا ذكرتم لنا اهم العوائل المختصة بالنسيج من اهالي برطلي

       وشكرا



قيس اديب الشعيا / فينا