تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

خذني عند الوداع على خديك قبلة

بدء بواسطة أمير بولص ابراهيم, أكتوبر 17, 2014, 07:05:20 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

أمير بولص ابراهيم

خذني عند الوداع على خديك قبلة

( إلى بلدتي برطلي في أسرها )

فقدت صباحاتي كرنفالاتها
فأصبحت ُ أستجدي الفرح من الأحلام العابرة
عبر بوابات ذاكرتي المعتقة بتأريخي
مساءاتي غزتها شفاه ٌ بلا لون
واستوطنت لياليها ألسِنة ٌ هجينة
فأصبح سهري خليل ُ أرق ٍ على أطلال جسدي العليل
نواقيس كنائسي تُقرع ُ وكأن لا صوت لأجراسها
السنونو المعشعش ُ تحت قبابها
عندما حل التجديد غادرها
وصلوات الكهان تتمرغ ُ في جوف ِ آذان ٍ متكسرة
تصمت ُ الصورة أمام ناظري مذهولة ً
حيث الموت ُ يدنو من أمسيات الشعر
ليعلن على الملأ موعدا ً لدفن الكلمات
المولودة من أعماق حشرجات الروح
أنصت لسنابل حقولي المقتولة عطشا ً
تتضرع ُ لأنشودة المطر المسجون في غيمة وهمية
أنصت لحفيف خصلات شعر ٍ صبية
تلقي بشقاوتها في وجهي ساعة حيرتي
رتل قصائدك المأسورة في حقائب السفر
وأطلق العنان لكلماتها تحلق في فضاءاتي
أرقص منتشيا ًبنبيذ صورك الشعرية
على نغمات المزامير
مرغ جفنيك َ في تراب أقبية الماضي
وعد من البداية
من أول سطر لأولى القصائد
حيث بداية التكوين ِ
أنزع أوسمة الرحيل الموسومة بالزيف ِ
فَمَطر ُ كلماتك بدأ يُثمِرُ على جبهتي
ويخضر فوق هامات منصاتي
أوحال أزقتي القديمة
ترثي خطوات طفولتك
وغروبي يمتلأ لهفة ً لعناق فجر يومي
القادم في أحضانك
رحيلك عني ..
لن يوقظ أنفسا ً نامت منذ زمن أو في الحين ِ
لن يثير رياحا ً تدفع أشرعة سفن َ من ترك العشق
إلى مرافئ العشاق ِ
ولن يُلََون ثوب امرأة ً كاد حزنها أن يكون قاتلها
أوقد شمعا ً للأمل
وألقي برأسك َ فوق صدري
ألعق رحيقي كالنحل ِ
وطُف بشفاهِك َ على نهديَ
كأنك تعود ُ رضيعا ً
تروي روحك َ من لبني
ويتلَذذ ُ قلبك َ بشهد حناني
يا ترى هل غزاني الشيب ُ
لتترك معانقتي
ألم يعد يكفيك اتساع ُ أفقي
لترنو عيناك نحو أفق الغربة عني
أم لم أعد أما ً تحمل ُ في أحشائها
جنينا ً ينتظر ُ ولادته مع شروق الغد ِ
إن نويت الرحيل
خذني في حدقتا عينيك حلما ً
خذني على شفاهك َ أسما ً
وخذني عند الوداع على خديك َ قبلة