مسلم ... واسلامي

[متي اسو]

مسلم ... واسلامي
ارتأيتُ ان اكتب هذا المقال نتيجة لما لاحظته من خلط في فهم مصطلح " الاسلامي " لدى بعض الاخوة . هذا الخلط  يشوّه  الكثير من المعاني والمقاصد  فينشأ سوء فهم في معرفة رأي الكاتب ومواقفه .
المسلم الذي لا يلتزم كثيرا بدينه ، شأنه شأن أصحاب الديانات الاخرى في التزامها بدينها ، يبقى مسلما.. وهو ليس  " اسلاميا " . .. ، اصدقائي الحميمين هم من هذا النوع  .
المسلم الذي يلتزم بدينه التزاما كاملا ، يؤدي الفرائض ويصلي ويصوم ، لكنه لا يدعو الى تطبيق " الايات المتشددة " بل يميل فقط الى آيات اخرى فيها تسامح معللا ذلك بأن تلك الايات كانت لوقتها او لأي تفسير أخر شخصي منه يبقى انسانا مسلما .. وليس اسلاميا .. كان معظم  المسلمين في السابق على هذا النحو .. لا انسى الصداقة والمحبة التي كانت لي مع الاستاذ " غياث " في الوزارة ، وكان الرجل مسلما ملتزما جدا .. لا انسى الاخ ابو سعيد واخوته السبعة الذين كانت لهم ورشة قريبة من محل عملي ، كانوا متدينون جدا وصادقون ومحبون وذوي اخلاق عالية ،وكانت اوقات شرب الشاي معهم ( عدا ايام رمضان ) اوقاتا حميمة ، كل ما اخشاه الان ان يتحول اولئك المسلمون الطيبون الى " اسلاميين " يقتلون ويُقتلون .
المسلم المعمم الملتزم بدينه ، والذي يطالب بـ " فصل الدين عن السياسة " ولا يدعو ابدا الى تفعيل " آيات التشدد " مثل الاستاذ اياد جمال الدين ، يبقى مسلما جيدا  .. وليس اسلاميا .
هناك معممون آخرون ينتقدون القرآن نفسه مثل الاستاذ احمد القبانجي ، يبقى مسلما جيدا .. وليس اسلاميا .
كل هؤلاء المسلمون هم مسملون معتدلون .
بالمناسبة ، ان الاسلاميين يكرهون جدا كل هذه الانواع المذكورة .
الاسلاميون او الاسلامويون هم تلك الفئة التي افرزتها الصحوة الاسلامية ، والتي انشأتها وزرعتها السعودية على اسس " المذهب الوهابي " و " السلف الصالح " ، هذه الفئة تدعو الى تفعيل " آيات التشدد " في القرآن مستندة الى " سورة التوبة " ( آ يات السيف ) التي نسخت كل ما عداها من ايات التسامح كما يقولون ..هذه الفئة تدعو الى إقامة الخلافة الاسلامية والى تطبيق الشريعة الاسلامية .. والاسلام في رأيهم هو " دين ودولة ".. الاحزاب الدينية وعلى رأسها " الاخوان المسلمين " ، المنظمات الارهابية الجهادية بمختلف تسمياتها ، تأسست وتوسعت وانتشرت في العالم كله على هذا الاساس ، بلايين الدولارات الخليجية وعلى رأسها السعودية ، المدارس والتنشأة العسكرية في باكستان ، التدريبات والتخرج في افغانستان  ، التنضير والقيادة الروحية من مصر والسعودية ( هذا فقط ملخص ) .. مانراه من القاعدة وداعش هو حصاد لزرع دام اكثر من نصف قرن . اوربا وامريكا منشغلة بالحرب الباردة وتفكيك الاتحاد السوفييتي ، وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي رقصوا وسكروا ، ولا يزالون يسكرون .. والمتخفين في حصان طروادة ، وفي اياديهم سيوفهم ينتظرون لحظة الانقضاض .
الاحزاب الاسلامية الشيعية لحقت ونافست الاحزاب الاسلامية السنية بعد مجيء حكم الخميني في ايران ، تستطيع ان تجد ذلك واضحا في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن وبعض دول الخليج و " الحبل على الجرار " .
لا اود التوسع بالموضوع لان غايتي هنا هي التعريف فقط