في مقابلة مع "الغد بريس" ... بطريرك الكلدان: لسنا ضد انضمام المسيحيين للحشد لكن

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 20, 2017, 12:15:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

في مقابلة مع "الغد بريس" ... بطريرك الكلدان: لسنا ضد انضمام المسيحيين للحشد لكننا ضد التجاوزات باسم المسيحية واقترحنا رفع الديانة من البطاقة الوطنية   

 
      
برطلي . نت / متابعة
بغداد/ الغد برس:

يمكنكم مشاهدة المقابلة من هنا:
http://www.ankawa.org/vshare/view/10296/alghadpatrak/

يعيش المسيحيون لحظة مصيرية منذ سقوط الموصل بيد تنظيم داعش الارهابي وتبدو مناطقهم الرخوة نتيجة طبيعة اهلها المسالمة في سهل نينوى كعكة بالنسبة للسياسيين الذين يبحثون عن النفوذ، مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل على الكلدان هو الشخصية الكاثوليكية الارفع في الشرق الاوسط، وقد عرف بملاحظاته الدقيقة بخصوص وضع المسيحيين داخل النسيج العراقي، "الغد برس" بحثت في مقابلة خاصة، في اوراق الزعيم الديني لغالبية مسيحي العراق وكان لها هذا الحوار معه.

*بداية، صرّحتم لمؤسسة إعلامية بابوية بخصوص أمر الرئيس الامريكي دونالد ترامب التنفيذي منتقدين ذلك الأمر لما فيه من التمييز ضد ديانة معينة، ووصفتم الأمر بانه فخ للمسيحيين الشرقيين... لماذا هو فخ برأيكم؟
-جاء هذا التصريح عبر الهاتف مع مؤسسة تابعة للفاتيكان، انا قلت ان هذا القرار ليس حكيما خصوصا في هذا الوقت، اللاجئ يجب ان يعامل على اساس هويته الإنسانية وليس الدينية، اخلاقيا وبحسب القوانين الدولية يجب ان يُستقبل، نعم الامريكيون من حقهم الحفاظ على امنهم وحدودهم، وهذا لا يتعارض مع قبول اللاجئين، اما وصفنا للتمييز على انه فخ فهذا لان المسيحيين والمسلمين كلهم مضطهدون، اذا كان هناك مسيحيون عانوا فهناك سنة وشيعة عانوا أكثر، وهناك بحدود ثلاثة ملايين ونصف المليون من المهجرين المسلمين خارج بيوتهم، اما المهجرين المسيحيين فالكنيسة استقبلتهم اول الأمر في كرفانات وثم اجرت بيوتاً لهم، وان قرار ترامب هذا خطر مزدوج على المسيحيين لانه يفرغ البلد منهم من ناحية ومن ناحية اخرى يمكن ان يخلق توترات بينهم وبين المسلمين، صراحة الغرب لا يفكر تفكيرا دينيا ولهذا انا مستغرب من الرئيس ترامب وتفكيره بهذه الطريقة، السياسة الغربية تقوم على المصالح ولو كانت هذه السياسة حريصة على الانسان في هذه الدول وعلى تنميتها وتطورها فلماذا لا تنهي هذه الحروب؟ او لماذا تتسبب بها اساسا، حينما يموت امريكي تقوم القيامة وحينما يموتون الآلاف لا تتحرك ضمائرهم، السياسة فيها اخلاق ايضا.

*كتلة الرافدين الممثلة السياسية للمسيحيين تقول بان احدا لم يتحدث اليهم بخصوص التسوية التي طرحها التحالف الوطني، ماذا عنكم بوصفكم الممثل الديني؟
-أولا التسوية كمبادرة هي ايجابية وهذا المشروع الذي قدمه السيد عمار الحكيم يجب ان يدرس ويمكن ان يتم تعديله او تغييره بالكامل لكنه كفكرة فهي فكرة جيدة، ونعم نحن استلمنا نسخة عن طريق ممثل الامم المتحدة وكان الافضل ان نتسلمها من السيد الحكيم او من التحالف الوطني من اجل بناء الثقة، بعد ذلك اتصل بنا الحكيم من اجل استبيان رأي المكون المسيحي لكن الامر برمته تعقد على حد علمي، اما بخصوص رأينا فنحن نرى ان المسودة كان يجب ان تكون اكثر انفتاحا، وكان يجب ان تفتح الباب اكثر للتنازلات والحوار، وكنت اتمنى وهذا ما ذكرته لممثل الامين العام للأمم المتحدة السيد كوبيش وآخرين ان يكون هناك لقاء واسع بين رؤساء الكتل والمرجعيات الدينية والناشطين المدنيين وان يطرح سؤال "كيف تريدون العراق ؟" وهذا اللقاء لو كان بين الخصوم المختلفين فمن الممكن ان يؤدي الى نتيجة.

*هناك معلومات تشير إلى تراجع عدد المسيحيين في العراق من مليون ومائتين وأربعة وستين ألفا بحسب إحصاء العام 1987 إلى نصف مليون شخص بالأكثر. وفي الموصل تراجع هذا العدد من 130 ألف مسيحي قبل وصول داعش عام 2014 إلى تسعين ألفا اليوم، ما دقة هذه الارقام؟
-العدد يتراوح بين 400 ألف مسيحي الى 500 ألف مسيحي، 70% منهم كانوا في بغداد باعتبارها العاصمة، لكن بصراحة المسيحيين لم يشهدوا استقرارا او احتضانا او اعترافا حقيقيا، فقط كلام، وهناك اجحاف بحق المسيحيين في التشريع وفي العملية السياسية، حتى الكوتا الخاصة بالمسيحيين تتنازعها الكتل الكبيرة كي تكون جزءا منها، أما بخصوص الـ90 ألف مسيحي، فهم مسيحيو الموصل وانا اعطيت هذا الرقم للإعلام.

*رغم ما تذكرونه فقد رفضتم ان يتم حمايتكم من قبل قوات اجنبية او حتى مليشيات محلية... لماذا؟
-هذه ليست ثقافة المسيحيين، حماية المسيحيين وغيرهم واجب الحكومة، المليشيات واحدة من المشاكل خاصة المليشيات المنفلتة في بغداد نفسها، هناك خطف وتفجير وقتل، والمسيحيون مكون بسيط فلماذا يشكلون فصائل مسلحة؟ وكيف يمكن أن يحموا كل سهل نينوى؟ خصوصا وان سهل نينوى منطقة تماس ساخنة بين العرب والاكراد، وصراحة انا ارى هذا الامر غير مقبول، وسهل نينوى ليست حدودا بين بلدين كي يتم حمايتها بقوات دولية بل هي دولة واحدة، وهذا الامر لن تقبل به لا حكومة المركز ولا حكومة الاقليم، وانا اقترحت ان يكون في سهل نينوى مكتب اممي للمراقبة، وكذلك فأن المسيحيين سينخرطون في القوات المسلحة وحتى البيشمركة، اما خلق كيانات منغلقة على ذاتها فهذا نوع من الموت.

*خرج تصريح من حضرتكم يدعو المسيحيين الى عدم الانخراط في الحشد الشعبي .. ما مدى دقة هذا التصريح؟
-ابدا، هذا التصريح غير دقيق، لكن هناك بعض المسيحيين في الحشد الشعبي ينتحلون اسماء مسيحية، أسماء كلدانية مثل الشيخ الكلداني، الحشد الشعبي لا يحتاج الى تسميات متعددة، الامر به خطورة، هناك اكثر من شخص يدعي انه مسيحي ويتجاوز على الناس، بعض هؤلاء الناس اسرى ويتم وضع الاحذية على رؤوسهم واهانتهم، هذا الامر لا تقبله الديانة المسيحية، لسنا ضد انضمام المسيحيين الى الحشد الشعبي لكننا ضد التجاوزات باسم المسيحية، والامر لا يتعلق بالمسيحيين بل نرفض التجاوزات مطلقا.


*لكن لواء بابليون استقبل حضرتكم في تلكيف حينما زرتموها بعد التحرير؟
-انا تفاجأت صراحة ووبختهم لأني رأيت صورة للإمام علي عليه السلام، مع صليب مسيحي، فالأمر لا يحتاج الى رمز ديني لان الحشد الشعبي جاء ليحرر المنطقة او جزءا منها، عموما هذا لا يعني انني اؤيدهم بأي شكل من الاشكال، نحن مع كل القوى الرسمية العربية او الكردية التي تساهم في دحر داعش، احيانا يقع اللقاء بأشخاص نتيجة الاحراج ومن التقيته هو من اهل تلكيف اساسا.

*ماذا عن اشتباكات الحمدانية الاخيرة بين فصائل مسيحية؟
-الحمدانية حررها الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وانا ذهبت بعد يومين من تحريرها، اما الخط الآخر من بطنايا الى القوش فقد حررها البيشمركة، في هذه المنطقة كانت هناك حراسات قبل سقوط الموصل، عددهم 2.500 من المسيحيين وقد التحقوا لاحقا بقوات الزريفاني التابعة لكردستان العراق التي كانت تدفع رواتبهم، هؤلاء منعوا من دخول الحمدانية وقرقوش وكرمليس وبطنايا، وقوات سهل نينوى التابعة لكتلة الرافدين او الحركة الاشورية بحدود 600 مقاتل مسيحي موجودين مع الحشد الشعبي والجيش العراقي ويتعاونون مع قوات الشبك بشكل كبير، وهناك طموحات في هذه المنطقة، والحديث عن محافظة سهل نينوى ليس هذا وقته، بعد نهاية داعش ستختار الناس ما ينفعها، ربما لم تستطع الناس المهجرة الرجوع والمستقبل هش كما ارى.

*على اساس كشف اجرته كنيستكم للأضرار في سهل نينوى طلبتم من المجتمع الدولي والدول الغربية اعادة اعمارها وقلتم يمكن لكل دولة ان تبني قرية، ماذا عن الحكومة العراقية؟
-الحكومة العراقية لا تستطيع اعادة بناء القرى المدمرة، فمثلاً تلسقف تدمرت بنسبة 15% وباقوفا تعرضت الى نهب وأضرار في بعض البيوت، وبطنايا بلغت نسبة الخراب فيها 80% أنها بلدة منكوبة، وتلكيف 5% وكرمليس 30%"، والكنيسة المحلية بمواردها لا تستطيع ايضا اعادة اعمار هذه القرى ولا حتى المنظمات الدولية، الدول يمكنها ذلك، مثلا امريكا هي السبب في أغلب الدمار في العراق، وهناك مسؤولية اخلاقية وتاريخية توجب عليها المساهمة، والتقيت السفير الامريكي وقد وعدني بالمساهمة، واوروبا كذلك ستساهم، اما بخصوص الكنائس التاريخية فما شاهدته في سهل نينوى يمكن معالجته بطريقة احترافية للحفاظ على بعده التاريخي والفني، لكن المشكلة تكمن في الكنائس والاديرة التاريخية داخل الموصل والتي تعود للقرن الخامس الميلادي، وكذلك وهي مدمرة بشكل كبير لكن هناك جمعية تابعة لجامعة تورينو في ايطاليا قدمت مقترحا لتأهيل مهندسين عراقيين لمعالجة هذا الامر بطريقة علمية.

*وصفتم خطوات مرجعيات مسلمة بالعلامات المضيئة ماذا تتمنون من الآخر المسلم في علاقته معكم؟
-هذه الخطوات مطمئنة، اتمنى ان يكون هناك خطاب وسطي معتدل يقبل الآخر المختلف، في النهاية الله واحد بالنسبة لكل الديانات ومن الجهل ان يعتبر دين انه فوق كل الديانات، يجب ان تكون الدولة مدنية، تضمن المواطنة للجميع بغض النظر عن انتمائهم، ورد في القرآن في سورة الكهف آية 29 "ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، انا التقيت بآية الله العظمى المرجع علي السيستاني وكان اللقاء وديا وسلسا، والتقيت مرجعيات سنية وشيعية كثيرة وصابئة وأيزديين، ونحن نمد الجسور دائما.


*هناك حديث مستمر عن تهديد لوجود المسيحيين في بغداد عن طريق القتل والخطف والاستحواذ على الممتلكات، ما هي معلوماتكم عن سعة هذا الامر؟
-تحدثنا عن الموضوع في الاعلام والتقيت برئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية ووقفنا وقفة احتجاجية بخصوص الموضوع، لكن هذا الامر ثقافة ونحتاج ان يغير الآخر من عقليته، هذا الامر حرام في كل الشرائع، علما ان الامر مستمر وهناك حالتان قريبتان زمنيا من اليوم، واحدى هاتين الحالتين حصلت لعائلة انتقلت من بيت الى آخر وتم تهديدهم بواسطة عبوة ناسفة وضعتها امرأة كانت ترافق رجلا تحت سيارة العائلة، والدولة غير قادرة على تلافي مثل هذه الحالات، وهي في حرب مع داعش ومتابعة الامن،و تحديات الدولة كبيرة، ما حصل في التظاهرات الاخيرة من انتهاكات دليل على ما اقول، ورجال الامن يقولون احيانا ان من يهدد المسيحيين قوي ولا نستطيع الوقوف بوجهه.

*ماذا عن البطاقة الوطنية واعتراضاتكم عليها؟
-قبل اسبوع التقيت رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ووعدني خيرا، هذا الاكراه في هذا العصر غير مقبول، كل الديانات تعطي حرية لاتباعها بتغيير معتقداتهم وهذا موجود في المسيحية، ما عدا الاسلام، هناك نوع من عدم المساواة، القانون يسمح للمسيحي بالتحول الى الاسلام لكن العكس غير ممكن، مع ان النصارى اقرب الناس مودة للذين آمنوا بتعبير القرآن، والقانون يسمح للمسلم بالزواج من مسيحية لكن العكس غير ممكن ايضا، يجب ان يكون هناك نظام مدني للأحوال الشخصية لكل العراقيين وليس لكل مذهب ودين على انفراد، انا اقترح ان ترفع خانة الديانة من البطاقة.

*كتلة الرافدين كان لديها مواقف من قوانين مثيرة للجدل منها ما تعلق بحظر بيع المشروبات الكحولية، هل تم الامر بالتنسيق معكم؟
-نحن لا نشجع السكر والخمور ولكنها حرية شخصية وكل البلدان المسلمة المجاورة فيها مشروبات كحولية، كما ان المنع يشجع السوق السوداء والمخدرات، ويجب توعية الناس على حرية الارادة.

*قبل ان تتسلم البطريركية كنت معبأ باتجاه وحدة المسيحيين وايجاد هوية جامعة للكلدان والآشوريين، هل لا زال الامر في ذهنك؟
-نحن مستمرون على الخط ذاته وهو خط الانفتاح، واخترنا ان تكون التسمية في هذه الفترة المصيرية هي تسمية المكون المسيحي كعامل وحدة، هناك جماعات متعصبة للتسمية القومية، وهناك جماعات متعلقة بالتسمية الدينية، الآشوريون لهم نضال كبير اقدم من نضال الكلدان، والكلدان هم الغالبية وهم يشعرون بالغبن، قمنا بتأسيس رابطة كلدانية معنية بالجانب الثقافي للتواصل مع بقية الكنائس والبعض اعتقد ان ذلك له منحى سياسي، نحن نفسنا مكون منفتح والآخر له نفس قومي عنصري احيانا، بالنهاية الشعوب لا تندثر لكن يطرأ عليها تغيرات، هناك أشخاص يطلقون على نفسهم (كلدان شيعة) في الناصرية وعددهم يقارب الـ700 فرد.

*لم تذهبوا الى اجتماع مجلس كنائس الشرق الاوسط رغم انه موعد مهم، لماذا؟
-انا اترأس العائلة الكاثوليكية وهي العائلة الاكبر، واللقاء كان تنظيميا، وانا كنت مرتبطا بسفر آخر ولم استطع الذهاب، والامر ليس فيه انسحاب او احتجاج، وبيننا تفاهم كبير.