نرفض الحماية الدولية ونقبل بالوصاية /كامل زومايا

بدء بواسطة matoka, فبراير 13, 2017, 07:29:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

نرفض الحماية الدولية ونقبل بالوصاية





         برطلي . نت / بريد الموقع

                   كامل زومايا
ناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان والاقليات


لا تطلب اي جماعة حماية دولية مهما كانت الاسباب الا اذا تعرضت الى اوضاع مأساوية وتشعر بان وجودها قاب قوسين او أدنى، وما لخصناه في الجزء الاول
" هل حصلت إبادة جماعية لشعبنا لكي نطالب بالحماية الدولية" الرابط أدناه هو جزء صغير لما كان يشهده يوميا شعبنا من انتهاكات جسمية وعمليات لتغيير مناطقه بشتى الطرق، كما يعلم الجميع انه بعد ٢٠٠٦ كان صعبا جداً نزول عوائلنا من سهل نينوى الى مركز المحافظة الموصل لتكملة معاملات الجنسية والسفر والطبابة والأعمال التجارية الى جانب ترك ابناءنا الطلبة لمقاعدهم في جامعة الموصل والبحث عن مكان آمن لمواصلة الدراسة في جامعات العراق بشكل عام وجامعات اقليم كوردستان بشكل خاص.
لم تكن المطالبة بالحماية الدولية تتحول الى مطلب جماهيري اذا كان الشعور بان ما يتعرضون له كان نتيجة ارهاب يضرب في كل صوب، فالإرهاب كان اعمى طال جميع العراقيين ، ولكن ما كان يميزه هو تصفية شعبنا ، كان يأخذ طابع التميز على اساس العرق والدين المخالف لعقيدة تلك المجموعات  الاجرامية التي كانت تحكم بشكل غير مباشر محافظة نينوى من خلال الاتاوات والابتزاز والترهيب لأبناء شعبنا .
اننا في بعض الأحيان نتطاير بالوطنية لكسب مصالح شخصية او ذاتية حتى وان كانت على حساب الآلام ومعاناة شعبنا ومن نتائجها المدمرة   عدم الوثوق بتلك القيادات وفي نفس الوقت تعمل في زرع اليأس والهجرة بأبناء شعبنا والسبب في ذلك يعزى الى مواقف  وتصريحات غير مسؤولة وخاصة من رجل دين بعينه له حضور كبير امام الاعلام بدون مبرر ، مبتعدين عن مكانهم الحقيقي الا وهو الكنيسة والتقرب الى الرب من خلال  زرع الأمل والرجاء والصبر بين نفوس المعذبة بشكل مباشر وليس عبر الاعلام.
ومع ذلك من يرغب ان يكون سياسيا الساحة مفتوحة،  فهنالك نجاحات لرجال الدين في حياة  الشعوب امريكا اللاتينية وبولندا وقبرص عندما يخوض بعض رجال الدين السياسة بروح الجماعة مع الأحزاب السياسية  ينجحون، هكذا عمل يكون رائعا ويثمر في بلورة مطالب تلك الشعوب عندما تكون مجتمعة وهذا الذي حصل في العديد من الدول وعلى سبيل المثال موقف الكنيسة الكاثوليكية في الثمانيات مع عمال الموانىء وكان يقود هذا التحالف البابا بولص يوحنا قبل ان يصبح أباً روحيا للكاثوليك في العالم اجمع ، وهناك ايضا مثال اخر في سبعينيات القرن الماضي تحالف المناضل الأسقف مكاريوس مع اليسار في قبرص وهناك أمثلة عديدة في هذا المضمار كثيرة ، الا ان ما يحدث في العراق هو الكارثة بعينها ، ففي الوقت الذي يندفع بدون خطة وبدون دراية لواقع ومصير شعبنا ترى كل يوم له تصريح وكل تصريح ينافي التصاريح السابقة وبين تصريح وتصريح هناك مواقف متسامحة مع الاخر وفي نفس الوقت مواقف متشنجة مع أبناء جلدته، فحين يطالب المجتمع الدولي بدعم كنيسته ماديا ويطالب تنفيذ مشاريعه اللاكنسية ويطالب المجتمع الدولي التدخل في قضايا داخلية بالشان العراقي وهي من واجبات الحكومة العراقية ، بل اكثر من ذلك يذهب بوفد حكومي لطلب المساعدة ليفك أزمة الحكومة الطائفية التي من واجباتها ان تحمي المواطن العراقي وان تحترم حقوقه كإنسان، ولكنه في نفس الوقت يقف ضد مطالب شعبنا في الحماية الدولية بعد ما تعرض الى إبادة جماعية، وهنا نتساءل لماذا زيارته المكوكية والمطالبة من المجتمع الدولي لا تعتبر تدخلا  وصايا في الشأن الداخلي ولكن عندما تمس مصالح شعبنا بالذات تصبح تدخلا ووصايا تمس سيادة العراق .
لماذا نهرول لأي مشكلة تحدث هنا وهناك تخص الكنيسة ولا تعتبر تلك الهرولة الاحتماء والاستقواء بالخارج والمجتمع الدولي ولكن عندما يهدد مصير شعب اعزل وضمن المعايير الدولية بانه يتعرض الى إبادة جماعية تصبح مساس للسيادة الوطنية ما معنى هذا، والأنكى من ذلك ان الحكومة العراقية بنفسها تعترف بان المجموعات العرقية في سهل نينوى تحتاج الى حماية.
هناك مواقف كان لابد ان يكون له موقف واضح بخصوص السبايا المسيحيات وهم بناتنا ولكنه لم يفعل ولم يشر اليهم حيث تعاطف مع النساء الايزيديات دون ذكر لبناتنا وكأن الامر لا يعنيه !!! وكنت حينها أتوقع ان موقفه ناتج عن تسرعه كما هو معروف  في  اغلب تصريحاته ، ولكن من خلال التقسيمات في " إعمار البلدات " تللسقف وباطنايا وتلكيف وكرمليس دون برطلة وبخديدا تيقنت بان تلك المواقف لم تكن متسرعة بقدر يعني ما  يقول  بانهم ليسوا عائدين له ، وهناك موقف اليم في احدى الجلسات الدولية وغير المعلنة أفصح عن ذلك، نقول هكذا مواقف ممكن ان تصدر من رجل سياسة ولكن عندما تصدر من رجل  دين هي كارثة. 
اخيرا الكل يعرف ان عملية تحرير سهل نينوى وغدا الموصل وبقية المدن العراق لم يأتي بجهد خالص من القوات العراقية والبشمركة مالم يكن هناك تحالف دولي كبير ، فأين كانت السيادة حينها ، لماذا لم يحسب لها حساب ، اما ان نرفض الكل او نقبل الكل وخاصة ما يتعرض له شعبنا من مصير محتوم ، والكل يعلم  ، هناك المثير من  الخطط الحربية تتوقف هنا وهناك لأسباب سياسية  وليست عسكرية من قبل  امريكا والقوات المتحالفة معها لخلق التوازنات والحفاظ على مصالحها ، لذا الحديث عن التدخل يكون حديث لا مبرر له وليس واقعيا بقدر ما هو تهبط وعدم دراية لما يحدث من مخططات ضد وجود شعبنا .
ان من تعز عليه قضية شعبه من جميع المؤسسات الدينية والسياسية والمجتمعية مطلوب من الجميع القيام بصلاة روحية ضميرية توحيدية لمصلحة هذا الشعب الأعزل.








Matty AL Mache