المهمة التاريخية للبطريرك ساكو في الامم المتحدة / حميد مراد

بدء بواسطة matoka, مارس 27, 2015, 07:14:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

المهمة التاريخية للبطريرك ساكو في الامم المتحدة




برطلي . نت / خاص للموقع
حميد مراد

سيكون غبطة البطريرك مارلويس روفائيل الاول ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم،في مهمة تاريخية في الامم المتحدة لمناقشة موضوع ضحايا الانتهاكات والاضطهادات على اسس دينية أوعرقية في الشرق الأوسط تحت بند (الحالة في الشرق الأوسط) .. ويأتي هذا الاجتماع الذي دعت اليه جمهورية فرنسا العضوالدائم في مجلس الأمن الدولي .. حيث سيحمل معه هموم ومعاناة شعب اصيل عمره اكثرمن سبعة الالاف سنة اعطى للحضارة ،والبشرية،والانسانية الكثيرمن الوفاء والاخلاص والامانة،والمعرفة وحب الوطن.

وفي ظل الظروف الراهنة يمرالعراق والمنطقة بفترة عصيبة نتيجة ظهورالمجاميع التكفيرية الحاقدة على الانسانية والحضارة، وقيم الشريعة السماوية، ويأتي في مقدمتها " تنظيم داعش الارهابي ، وجبهة النصرة الضالة ، وتنظيم القاعدة الدموي" لتجعل من حياة الافراد في هذه البلدان في خطردائم ، ومستقبل مجهول، والسعي الحثيث من قبل هذه الجهات للقضاء على كلما هو فيه ابداع ، وقدرة على البقاء ،والتواصل مع الشعو بلنشررسالة السلام ، والعيش المشترك ، وقبول الانسان لكونه انسانا ًبعيدا ًعن الاعتبارات الدينية ، والعرقية ، والقومية ، والاثنية.

وسيدنا ساكو رجل متمرس مخلص وشجاع ، ومعروف على الساحة العراقية من خل المشاركاته في المؤتمرات الوطنية والاقليمية والدولية، وحريص في طرح حقوق شعبه ، ولايقبل المساومة على الظلم ،كما انه على معرفة تامة بكافة الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها شعبنا " الكلداني السرياني الاشوري والارمني " .. وفي نيويورك سيعرض سيادته ملفات الاضطهاد والجرائم النكراء الت يتعرض لها شعبنا من عمليات " القتل والسبي والاحتجاز ، والاختطاف، والاعتداء على الكنائس والاديرة، وعلى الممتلكات الخاصة، ومصادرة الوثائق، والتهميش المتعمد، والتعالي على ابناء هذا المكون في كافة مرافق الدولة، والتهجيرالقسري، والظروف القاهرة التي يعيشونها داخل الوطن، مع وجود تمييزواضح في مجال الدين والقومية " وكل هذه الجرائم والافعال المشينة، الغاية منها قلع جذورهم من البلاد.

وفي حال وجود عدالة حقيقية من قبل مجلس الامن لمعالجة ملف الارهاب ضد المكونات و الاقليات في العراق والشرق الاوسط، فعليهم إصدار القرارات الملزمة لإنهاء المشاريع الارهابية ، من خلال القضاء على التسهيلات الدولية لالتحاق الافراد بهذه التنظيمات، والتصدي للفكر المدمر للإنسان والمجتمع، وعدم السماح بالتعامل الاقتصادي مع هذه المجاميع مثل شراء النفط منهم اوالمحاصيل الزراعية او المخطوطات الثمينة اوالقطع الاثرية ، ومصادرة اموال الجهات التي تدعمهم ماليا ً، والتركيز على دور الاعلام العالمي في تعرية جرائمهم، واستعمال القوة العسكرية الدولية لإنهاء وجودهم وتخليص الشعوب منهم.

ومنذ احتلال مدينة الموصل في منتصف شهر حزيران الماضي، ومن ثم قرى وبلدات سهل نينوى، بذل العديد من الاحزاب والمنظمات والهيئات الاعلامية والمؤسسات القومية والافراد داخل العراق وخارجه جهودا ً كبيرة من اجل ايصال الانتهاكات والمعاناة الى المحافل الدولية، ومطالبتها بتوفير الحماية، والمساعدة في عودة النازحين الى مناطقهم الاصلية وانهاء معاناتهم، وتجريم هذه الفصائل والتنظيمات الارهابية التي تحاول زرع الرعب والكراهية، والتحريض الطائفي بين الشعوب، ونجحت هذه الجهود، واليوم سيكون راس الكنيسة في العراق بمواجهة الامين العام للأمم المتحدة، وسفراء دول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، انها لحظات تاريخية ومصيرية .. فهل سينجح البطريرك في اقناع المنظومة الدولية بتجاوزات الارهابين في تحطيم وتشريد احد ابرز واعرق المكونات في العراق؟ ام سيحول مجلس الامن قراره الى دهاليز الامم المتحدة كي تضيع مع المصالح السياسية للدول الكبرى، وفق العلاقات والمجاملات والصراعات الدولية، ويصبح القرارغيرملزم. 

  املنا كبير بأن ينصف مجلس الامن الدولي شعبنا في هذه المرحلة الحرجة والعصيبة .. وتمنياتنا بالنجاح والتوفيق للغبطة البطريرك والوفد المرافق له.

حميد مراد
Hamid_murad@yahoo.com





Matty AL Mache