هل تعيد مكتبة الثقافة السريانية مجد مكتبات شعبنا التاريخية ؟ لقاء مع السيدة جان

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 15, 2016, 10:30:36 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  هل تعيد مكتبة الثقافة السريانية مجد مكتبات شعبنا التاريخية ؟
لقاء مع السيدة جاندارك هوزايا مديرة مكتبة الثقافة السريانية     




برطلي . نت / خاص

اهتم الانسان في بلاد ما بين النهرين عبر التاريخ بالثقافة واقام لاجل ذلك المكتبات التي تعتبر المعين الاول لها . وما مكتبة اشور بانيبال التي اكتشفت في اواسط القرن التاسع عشر بين بقايا آثار مدينة نينوى القديمة عاصمة الامبراطورية الاشورية والتي يرجع تاريخها الى القرن السابع قبل الميلاد الا شاهدا حقيقيا على ذلك .
وبعد دخول هذه البلاد المسيحية زاد اهتمامهم بالثقافة ، بل تسيّدوا مجالاتها ليس في في بلادهم فقط بل في المنطقة عموما ، واصبحت المراكز الدينية كالاديرة والكنائس مراكز اشعاع فكري وثقافي تهتم باقامة المدارس وانشاء المكتبات الملحقة بها ونادرا ما كنت تجد ديرا أو كنيسة يخلو من مكتبة .
وعلى نفس المنوال جرت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية والتي مقرها الرئيسي في عنكاوا / اربيل وأخذت على عاتقها مهمة انشاء مكتبة مختصة بالثقافة السريانية لتمارس نفس الدور وتكون مركز اشعاع ثقافي تقدم للباحثين ولطلاب العلم في وقتنا الحاضر كل ما يخص الثقافة السريانية وفي نفس الوقت تحافظ على النتاج الفكري للمثقفين من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الذي سطروه عبر حقبات زمنية مختلفة .




في تاريخ 9 أيار 2016 تم افتتاح مكتبة الثقافة السريانية التابعة للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في احتفال رسمي أقيم بهذه المناسبة . وللاطلاع اكثر على هذه المكتبة وكل ما تضمه بين ثناياها من كتب وكنوز ثقافية كان لنا لقاء مع السيدة جاندارك هوزايا مديرة مكتبة الثقافة السريانية والتي رافقت انشاء المكتبة منذ ايامها الاولى .
والسيدة جاندارك هوزايا غنية عن التعريف فهي شخصية ثقافية عملت في العديد من مؤسسات شعبنا الثقافية والاعلامية ، ناشطة في مجال المرأة والمجال القومي ، لها اصدارات في التراث والفلكلور والتاريخ الثقافي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وآخرها  كتاب في مجال المكتبات (بيبلوغرافيا الكتب السريانية) . شغلت مناصب ادارية عدة في المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية منها ادارة مكتبة الثقافة السريانية ثم  مدير مديرية الثقافة السريانية / اربيل وبعد إلغائها عادت لتتسلم مهمة ادارة المكتبة ثانية , وكان لاجادتها اللغة السريانية (قراءة وكتابة) دورا كبيرا في ترتيب وتصنيف الكتب والمخطوطات السريانية مستعينة في احيان كثيرة بشريك حياتها الناشط القومي والكاتب والشاعر السرياني الراحل يونان هوزايا .

تقول السيدة جاندارك هوزايا ان فكرة انشاء المكتبة كانت الشغل الشاغل للراحل الدكتور سعدي المالح المدير السابق للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ، من منطلق ضرورة ان تكون للمديرية مكتبة متخصصة تهدف الى تقديم الدعم الوثائقي اللازم للباحثين والزوار .




*وعن مصادر الحصول على الكتب التي تم رفد المكتبة بها ؟
قالت السيدة هوزايا بعد عمل مضني وبتوجيهات الدكتور سعدي المالح الذي تابع عملية تنظيم المكتبة وتزويدها بالكتب وخصوصا القديمة منها عبر اتصالاته الخاصة وزياراته هو والاستاذ بطرس نباتي مدير مديرية الثقافة السريانية / اربيل لمعارض الكتب المقامة في الداخل والخارج وكذلك الاتصال بدور النشر والمكتبات العامة والخاصة وشراء المهم من الكتب والمطبوعات وخصوصا تلك المتعلقة بثقافة وحضارة وتاريخ شعبنا .

*وفي سؤالنا عن المراحل التي يمر بها الكتاب منذ لحظة وصوله الى المكتبة وحتى ان يجد مكانه على الرف ؟
ذكرت السيدة هوزايا تبدأ المرحلة الاولى بعد شراء الكتب ونطلّع على الحالة الفيزيائية للكتاب ثم نقوم بصيانته و تجليده اذا توجب ذلك ثم تصنيفه ، وهنا بعض الكتب يدل عنوانها على محتواها و البعض يتطلب الاطلاع على محتواها لتصنف (عموميات - الفلسفة – الديانات – العلوم الاجتماعية – علم اللغة – الرياضيات والعلوم الطبيعية – العلوم التطبيقية "التكنولوجيا"– الفنون–الآداب – الجغرافية والتاريخ) ، وترقم بحسب نظام (ديوي العشري) ولكل كتاب رقمه الخاص من الاعلى (بحسب محتواه)  وفي الاسفل الحرف الاول من اسم المؤلف والاحرف الثلاثة الاخرى تقابلها ارقام خاصة تدل على اسم المؤلف ، وبذلك لا يوجد كتابان يحملان الرقم نفسه ، وهناك سجل معلومات عن كل كتاب فيه بيانات منها (رقم او كود الكتاب – عنوان الكتاب – أسم المؤلف – لغة الكتاب – مجال الكتاب – الرقم – دار النشر– سنة النشر– موقع الكتاب (الرف) ، ملاحظات مثلا عدد النسخ  والحالة الفيزيائية للكتاب)، وكل هذه المعلومات عن كل كتاب مخزونة الكترونيا ،  عندما يطلب الزائر اي كتاب بمجرد ذكر اسمه او مؤلفه تدخل المعلومة على الكومبيوتر فيستدل على مكانه فورا.

*ما هي اقسام المكتبة وكم تضم من الكتب وما هي اهم العناوين التي تضمها ؟
تضم المكتبة ما يقارب الـ(10000) كتاب وبلغات مختلفة . منها مئات الكتب من جامعة لوفان (مجموعة للمؤلفين المسيحيين الشرقيي   ( C. S .C. O اضافة الى كتب مناهج التعليم السرياني المعتمدة من قبل وزارة التربية و لجميع المراحل الدراسية.
وتحتوي المكتبة على مجموعة قيمة من الكتب القديمة والمخطوطات ، أغلبها باللغة السريانية .
كما خصصت المكتبة  ركنا خاصا لمؤلفات الراحلين د.سعدي المالح والملفان يونان هوزايا لما قدماه من خدمة في مجال الثقافة والآداب واللغة السريانية ولهم في ذلك عشرات الكتب تخلد ذكراهم.
وتضم مكتبتنا - اضافة الى الكتب - اكثرمن (60) مجلة ودورية ، منها المتوقفة ومنها  المستمرة في الصدور، سواء في العراق او خارجه ، (باللغات السريانية والعربية والكردية) ، يعود تاريخ إصدار بعضها الى نهايات القرن التاسع عشر، وتحتفظ المكتبة بنسخ أصلية لقسم منها ونسخ مصورة لقسم آخر، بياناتها مخزونة الكترونيا ولدينا عنها معلومات كاملة: (اسم المجلة – العدد – التاريخ - جهة الاصدار– فترة الاصدار (أسبوعية – شهرية – فصلية) – نوعها / التخصص (علمية– ادبية– اجتماعية...) اضافة الى الملاحظات. وفي فهرسة الدوريات نحتاج الى الملاحظات اكثر من الكتب لانها معرضة لكثير من التغييرات ، فقد تتوقف عن الصدور ثم تعاود او تتبدل الفترات الزمنية او عنوانها او تتسع لتشمل مواضيع اخرى .

كما تضم المكتبة ارشيفا خاصا بجميع اصدارات المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية :
مجلة (بانيبال) من العدد الاول في 1998 – العدد 45 سنة 2013، حيث توقفت عن الصدور (موجودة بشكل مجلدات واعداد منفردة) .
جريدة مردوثا (الثقافة) من العدد الاول لسنة 2010 الى العدد 18 لسنة 2013، حيث توقفت عن الصدور وهذه محفوظة بشكل مجلدات.
وجميع الكتب الصادرة عن المديرية: وعددها 39 كتاب طبعت بواقع 500 نسخة لكل كتاب و احيانا بواقع 1000 نسخة منها: 22 بالعربية و13 بالسريانية و 4 بالكردية ، تحتفظ المكتبة بـ 50 نسخة من كل اصدار للأرشيف ، والباقي يوزع مجانا الى الراغبين والمؤسسات التي تستفيد منها. وزودنا المديرية العامة للمكتبات العامة بـ ( 80 نسخة) من كل اصدار لغرض توزيعها على المكتبات في محافظات اقليم كردستان . اضافة الى مؤسساتنا التربوية والثقافية والفنية و الاجتماعية في العراق .




*وهل استخدمت في المكتبة الطرق العلمية في المحافظة على ما هو قديم وتاريخي من الكتب فيها ؟
اجابت السيدة جاندارك هوزايا . عمد الدكتور سعدي المالح وبعد ما توفر لنا  مجموعة مهمة من الكتب والوثائق والمخطوطات القديمة واغلبها باللغة السريانية الى الاتصال بالمنظمات والمؤسسات المعنية بصيانة الكتب القديمة . ولا بد هنا الى ان نشيد بالعمل الدقيق الذي قام به الاب نجيب الدومنيكي والجهد المميز الذي بذله في صيانة قسم من المخطوطات القديمة وفق الطرق العلمية والاكاديمية ، باستخدام المواد الخاصة بذلك وتسجيل معلومات عن كل منها  (اللغة – نوعية الخط – قياس المخطوطة – حالتها – تاريخها – الدفتان)، وهو بذلك ترك بصمته في الحفاظ على هذا التراث الثر من التلف. وأود ايضا الاشارة الى دور المنظمة الايطالية (جسر الى..) التي ساهمت من خلال الدورة التي نظمتها لمنتسبي مكتبتنا في صيانة مجموعة من هذه الكتب القديمة.

*كم استمر أو تطلب منكم العمل في المكتبة حتى تم الوصول الى ما هو عليه الان وهل لها موظفون خاصين لادارتها ؟
بدأ العمل في المكتبة منذ سنة 2012 وهي نفس السنة التي تسلمت فيها مسؤولية ادارتها حيث كانت شعبة تابعة للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية وخلال كل تلك الفترة بذل منتسبوها الجهد الكبير ، وبالعمل الجماعي والمشاركة في دورات التصنيف و الترقيم و صيانة الكتب القديمة والمخطوطات كل ذلك ساهم  لتصبح  المكتبة بشكلها وترتيبها الحالي وان يكون لها مكانتها واهميتها بين المثقفين والباحثين والزوار .

*ما الذي تقدمه المكتبة للقاريء والباحث وللمجتمع الثقافي السرياني وغيره وهل هناك نظام استعارة محدد ؟
ابواب المكتبة مفتوحة امام الزوار وبامكانهم المطالعة والتصوير والاستنساخ والاستفادة من محتواها وبفخر نذكر ان المرحوم د. فائق بطي انجز مؤلفه (موسوعة الصحافة السريانية – تاريخ و شخصيات) في مكتبتنا و بالاعتماد على مصادرها كذلك استفاد منها طلبة دراسات عليا وباحثين من داخل العراق وخارجه . و شخصيا اعددت كتاب ( بيبلوغرافيا الكتب السريانية ) الذي طبع في 2015 و تم توقيعه وتوزيعه في حزيران 2016 بعد ان اتممنا تصنيف وترقيم و ترتيب جميع كتب المكتبة.

*وعن الوضع الحالي للمكتبة تحدثت السيدة جاندارك هوزايا .
تم دمج المكتبة  مع مديرية الثقافة والفنون السريانية/ أربيل في 2014 بعد ان تسلمت مهام ادارة المديرية اثر تقاعد الاستاذ بطرس نباتي ، وحاليا وبسبب الازمة الاقتصادية والوضع الاستثنائي الذي يعيشه اقليم كردستان تم دمج بعض الدوائر الحكومية والغاء البعض الآخر ، فالغيت مديرية الثقافة والفنون السريانية/ اربيل رغم النشاطات المتميزة التي نظمتها هذه المديرية والتي تنوعت بين المحاضرات الثقافية لنخبة بارزة من الأكاديميين والباحثين والمثقفين والمعارض المتنوعة التي كان ابرزها معرض الخط السرياني الذي كان محط اعجاب وتقدير عال ، فضلا عن احتفاليات توقيع الكتب وسواها من النشاطات الكثيرة التي أكدت المديرية من خلالها أن الأزمة المالية لا يمكن ان تكون عائقا يحول بينها وبين الابداع والتميز. وأصبحت المكتبة الان قسما تابعا للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية.

*ما هي طموحاتكم المستقبلية لتطوير المكتبة وهل الموقع (البناية) الذي تشغله الان مناسب لما تضمه من كتب ومخطوطات هي بحد ذاتها كنوز ينبغي المحافظة عليها ؟
نطمح ان تكون لمكتبة الثقافة السريانية بناية خاصة تتوفر فيها مواصفات المكتبات وان تكون هذه الكتب التي تحمل بين ثناياها قصة الانسان النهريني وفكره ولغته وآدابه ومعتقداته وتاريخه وحضارته الموغلة في القدم ، متاحة على الانترنيت ليستفيد من نورها كل من يشاء . نأمل ان تولي حكومة إقليم كوردستان هذا الموضوع اهتمامها لأنه يخدم الثقافة القومية لشعب يتطلع إلى البقاء في أراضيه متجذرا فيها.

































المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "