شابٌ مسيحي يعيش في استنبول يصف حاله ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا
(http://www.baretly.org/uploads/14689200521.jpg) (http://www.baretly.org/)
برطلي . نت / خاصمارفن شاب مسيحي من سهل نينوى غادر البلاد الى تركيا هربا من الموت بعد ان هُجَرت عائلته وترك بلدته مع الاف آخرين غيره ، لم ينتظر الشاب مارفن يوما واحدا حتى شد الرحال الى تركيا حيث الأمن والامان ، لقد مرت على وصوله الى استانبول سنتان .
مارفن يصف حاله ليلة الانقلاب الفاشل تلك اللحظات الرهيبة التي عاشها ، لم نكن نعرف ما يحدث سوى سماع اصوات اطلاقات نارية كتلك التي تعودنا ان نسمعها في بلدتنا او في العراق عموما تبعها اصوات تحليق طائرات هليكوبتر مقاتلة . التزمنا دورنا لا نريد ان نفقد حياتنا تلك التي تركنا كل شيء من اجل الحفاظ عليها ، حركة غير اعتيادية في الشوارع ، ازدادت اصوات الرصاص سيما ونحن نعيش في منطقة قريبة من ساحة تقسيم ، الساحة الاشهر في استانبول ، عندها احسست ان كل شيء قد انتهى . الامن الذي كنت ابحث عنه قد اصبح في خبر كان .
لم اعد حينها ألحق في الرد على المكالمات التي تصلني للاطمئنان على حالي ، مكالمات من كل بلدان الدنيا التي اصبحت اوطانا جديدة لاقربائي واصدقائي ومعارفي ، زاد ذلك من مخاوفي وان شيئا اكبر مما اتوقع قد حدث ، يبدو ان تركيا الامنة قد انقلبت أوضاعها . عندها لم أفكر الا في شيء واحد وهو ان سنتين من الانتظار للرحيل الى دولة اخرى قد ذهبت سدىً ، لان تركيا ما هي الا محطة نحو اوربا وامريكا وكندا أو استراليا .
بدأت الناس تتوجه نحو محل البقالة الذي في اسفل عمارتنا ، الكل يخرج حاملا بضاعة لا يتمكن من حملها بيديه الاثنتين . ما الامر ؟ حظر للتجوال فُرض ولذا فيجب على الجميع أخذ احتياطاتهم . اي ان الامر سيطول .
اصوات هتافات تأتي من بعيد ، تأتينا الاخبار ان الناس ملأت الشوارع يصفها لي زميلي التركي في العمل في اليوم الثاني . وكأن سيلا أحمر يسير في الشوارع والساحات العامة ، الكل يحمل العلم التركي الاحمر . وكانهم يحملون الوطن على أكتافهم .
يقطع هذا الصوت رنين هاتفي ، من في الطرف الاخر ؟ انه رئيسي في العمل يبلغني بالنزول الى العمل غدا صباحا . كيف ذلك لم اكن اعلم ان كل شيء قد انتهى . لم نستطع النوم بتنا يقضين حتى الصباح .
في الصباح نتفاجأ . الحياة طبيعية . اصحاب المخابز فتحوا ابوابهم منذ الصباح الباكر ، محلات البقالة ، سيارات التنظيف تجوب الشوارع ترفع الانقاض والاوساخ كما في الايام الاعتيادية . مررت في طريقي في الشوارع حتى مركز المدينة لم أرى شيئا يبين ان أمرا قد حصل امس . شيء غريب .
مازحته قائلا ! ألم ترى محلات ابوابها محطمة أو مكسورة أو مشاهد سرقة . أطلق ضحكة طويلة وأقفل الهاتف .
المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "