مخطوطة سريانية نادرة تواجه محنة النزوح مرتين في غضون قرن ونيف

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 30, 2015, 10:50:21 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  مخطوطة سريانية نادرة تواجه محنة النزوح مرتين في غضون قرن ونيف


برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
لم يلتفت الشماس داؤد الشماني نحو ما يحويه منزله العامر في مدينة الموصل وهو يستعد لمغادرته نهائيا بعد تهديد الدولة الاسلامية بطرد مسيحيي المدينة وتخييرهم باعتناق الاسلام اوالذبح بحد السيف في تموز من العام الماضي ،لم يتلفت الشماني للكثير من النوادر من الكتب والمؤلفات التي استطاع جمعها خلال سنين طويلة وحرص فقط على ان يحمل مخطوطتين ،يعدهما التركة المهمة التي تداولتها عائلته فحرص ان ينقذهم حتى لايلقوا مصير المخطوطات التي بقيت بمعظم كنائس محافظة نينوى فكان مصيرها الحرق والتدمير على ايد عناصر داعش ..
والمفارقة ان احدى تلك المخطوطات التي استطاع انقاذها الشماني كانت قد واجهت النزوح بعد فترة وجيزة من كتابتها على يد الشماس يعقوب مقدسي موسى  تماما مثل ما عاشته بعد مرور قرن حينما اضطر الشماني لحملها وانقاذها حيث توسع  الشماس داؤد بالحديث حول هذه المخطوطة فقال ..
هذه المخطوطة عبارة عن موعظة تتمحور حول الالام السيد المسيح اعدها المطران مار باسيليوس بهنام الرابع فيوقا وقد كتبت بالخط الكرشوني بواسطة الشماس  يعقوب في قرية  حسحس بمقاطعة غرزان مطلع عام 1896 وبعد ان تزايد تدهور الاوضاع سوءا باندلاع مذابح ديار بكر قبل عام  اضطر كاتب المخطوطة للهرب والاستقرار في قرية بحزاني التي تبعد عن مدينة الموصل بما يقارب الـ(20كم ) فمكث فيها الشماس يعقوب وبالتحديد في بيت كاهن القرية الاب يوسف سليمان واضطلع الشماس يعقوب بتعليم ابناء القرية الخدمة الطقسيةكما قام في تلك الفترة  بنسخ  احد اجزاء كتاب الفينقيث وبعد مرور ثمانية اشهرونصف على نزوح الشماس يعقوب تم رسامته كاهنا لكنيسة عقرة التي كانت تتبع ابرشية دير مار متى وتم ذلك  في خريف عام 1896.وبعد ان استمر  الاب يعقوب  بخدمة كنيسة عقرة لمدة 26 عاما نقل في عام 1922 الى مدينة الموصل  وتولى رعاية رعية كنيسة  القلعة والمعروفة ايضا بكنيسة الطاهرة الداخلية  ومن هذه الكنيسة انتقل الاب يعقوب  لخدمة كنيسة مريم العذراء في محلة البتاويين بمدينة بغداد حتى وفاته عام 1956 حيث دفن في هذه الكنيسة .وعن كيفية حصوله على نسخة المخطوط قال الشماس داؤد الشماني انها وصلته من خلال نجل الاب يعقوب وهو المرحوم الاستاذ ابراهيم الخوري مدير تحرير جريدة فتى العراق ..وعن المخطوطة الاخرى التي انقذها  الشماني فقال  هي عبارة عن كتاب الاشحيم  المخطوط من قبل  القس ابراهيم  ابن الشماس خدر ابن القس ابراهيم العقراوي وهذا القس  يعد الاول  من الكهنة المرتسمين لطائفة السريان الكاثوليك على يد الاسقف بشارة الاخطل  اما نسخة الاشحيم فقد تم الانتهاء من نسخه في يوم الثامن من  تشرين الثاني عام 1811وتم ذلك بمحلة (السحراء ) بمدينة الموصل  وهذه المنطقة كان في وقتها منبسطة وجرداء لذلك اطلق عليها الموصليون هذا الاسم بمعنى الصحراء وكانت  تحوي مقبرة وهي قريبة من منطقة الكوازين الشعبية بالجانب الايمن من المدينة وقد كتب الناسخ في نهاية الاشحيم الغاية من هذا المخطوط الذي نسخه من اجل تعليم  شخص يدعى  اسحق من بيت دلالة لكي يقرا فيه ويتعلم ..
في مستقره الحالي وهو عبارة عن غرفة صغيرة في احد فنادق مركز مدينة دهوك بعد ان اضطر لترك منزله بمدينة الموصل يحتفظ الشماس داؤد الشماني بنسخ نادرة من تسجيلات صوتية لقداديس  احدها يعود للبطريرك افرام الاول برصوم بطريرك الكنيسة السريانية الارثوذكسية  وقد جرى ذلك القداس بمناسبة تكريس كنيسة مار يعقوب النصيبني في مدينة القامشلي يوم 13 ايار من العام 1953 كما يحتفظ بتسجيل صوتي اخر يعود لقداس اقامه المطران مار سويريوس زكا(البطريرك مار اغناطيوس زكا الاول عيواص فيما بعد )حيث كان مطرانا للموصل ووكيلا لابرشية دير مار متى يوم10 تشرين الثاني عام 1968 في كنيسة قرية بحزاني وشاركه في القداس الشماس حنا ابراهيم (المطران المخطوف مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم )وعدد من كهنة وشمامسة مدينة الموصل ..