بروسترويكا بطعم التخدير!!!/ عبد الجبار نوري

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 27, 2015, 12:11:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  بروسترويكا بطعم التخدير!!! 



عبد الجبار نوري / 

توطئة- نحنُ نعرفْ حق المعرفة أنّ رجال الدين والأثرياء يخاطبوننا بأسم الدين إلا ليستغلونا " لينين "
فالمتتبع للأخبار العراقية وأنا منهم بصراحة شديدة  بدأنا نتوجس الخيفة من أصحاب القرار السياسي السيئين والفاسدين التي أدتْ إلى أهتزاز ثقتنا بهم .أرى محاولات الألتفاف على مطاليب المتظاهرين الحقة والمشروعة والتي أعلنها رئيس الوزراء بأسم " جملة أصلاحات " ولأول مرّة في تأريخ العراق السياسي تجتمع ثلاثة عناصر متوحدة ببعضها وتسلمها العبادي وهي :{ وحدة الحكومة مع البرلمان مع المرجعية الدينية } أضافة إلى متظاهرين  سلميين متحضرين وهي فرصة ذهبية قد لاتتكرر ، فبدأت الحكومة و معها البرلمان بالألتفاف على المطالب الشعبية والمصيرية الآنية ، والتلاعب بكسب الوقت وتخدير المتظاهرين بوعود معسولة ومكررة وممجوجة مثل : سوف --- سنعمل --- سسسسسسس !!! والتي هي من مفردات " الديماغوجية" في مغنطة الشعب وتخديره بالوعود المعسولة وكسب ثقة المتظاهرين ، وأنّ هذه التظاهرات الجماهيرية المتنوعة الأطياف وعفوية الخروج الى الشارع العراقي الملتهب ، الذي هو فيض من غيض ونفاذ صبر قلّ مشاهدته في أسوء البلدان ، وفي هذه التظاهرة الحداثوية في في تحضرها المدني والحضاري ، وثوريتها وطروحاتها التقدمية ، وأبداعاتها الجماهيرية ، وشاراتها الثورية { نفط الشعب للشعب مو للحرامية } هدف الجماهير الغاضبة الآنية والأستراتيجية { التغيير ثُمّ التغيير } للواقع القائم وهو الوعي والرغبة في ديمومة ثورة بيضاء للوصول إلى { وطنٍ حر وشعب سعيد } ، فوضع المتظاهرون أمامهم خيار واحد فقط هو {{ الأنتصار على الفساد وداعش }} وهذا هوالحضور التأريخي ل( حتمية التأريخ ) في أنصاف الطبقة الكادحة والشغيلة والعمال والجماهير العراقية الواسعة والتي غطت مساحات واسعة من وطننا المتعب والمبتلى ببعض أفسد طبقة حاكمة في تأريخه الطويل منذ تأسيسه في 1921 .، وحتى لا يتسع الخرق يجب أنْ يكون التغيير جذري وليس أصلاحات ترقيعية ، ولتهدئة الوضع المتازّمْ لشعبٍ جريح ووطن محتل وحكومة مسلوبة الأرادة لذا بدأ المتظاهرون يرفعون من سقف مطاليبهم برفض حكومة السوء ، وهنا بدأ العبادي ولكسب الوقت بجملة ترقيعات لا تغني ولا تسمن ، كأطلاق سلف العاطلين  وأحتساب سنة عدم رسوب للطلبة النازحين  ----- وغيرها !!!
فالفقرات التي لا تعجب الحكومة  وأبدت تخوّفاً منها وكتل البرلمان والتي تحاول تجاوزها أو القفز عيها والألتفاف عليها هي :
1-من شعارات المتظاهرين " أعادة تركيبة الحكومة "على أساس الكفاءة والنزاهة ، وزيادة عيار الترشيق الوزاري ، وتضمنت التظاهرات شعارٌ ثقيل على حكومة العبادي هو " أستقالة العبادي من حزب الدعوة للتفرغ لدحر الضغوطات الحزبية والكتلوية التي تعرقل سير ورقة الأصلاح .
2- عدم الكفاءة والشهادات المزوّرة ، وصفقاتهم المشبوهة مع الشركات العاملة ، المتظاهر يريد كشف أسماءهم ومحاكمتهم ، ولزيادة الطين بلّه دخول المخابرات الأمريكية على الخط لأجهاض المطا لب العادلة والثورية الجذرية للمتظاهرين بالتحذير الذي صدر اليوم 24 / 8  في صحيفة واشنطن بوست {يا حكومة العبادي --- أنّ الحرب على الفساد مهمة صعبة وتحدٍ كبير لرئيس الوزراء } لا يا سيادة رئيس الوزراء لا تستمع إلى الكوبرا القاتلة المتمثلة بالسي آي أي ، طالما دار السيد مامونة بشرعنة المرجعية ونوعية التظاهرات السلمية والمطالب العادلة الغير تعجيزية .
3- وفقرة غياب " دائرة الرقابة المالية " التي حاسبت في يومٍ ما الباشا نوري السعيد رئيس الوزراء على زيادة 100 فلس في مصروفه الأيفادي ، فماذا يقول العبادي عن الأختلاسات المليارية من قوت الشعب ؟
4- فساد القضاء والتلاعب بالقوانين والتي هي أسوأ نقطة عار في الذاكرة القضائية العراقية المشهود لها عبر تأريخ العراق القضائي بالنزاهة والأستقامة ، ولكنها اليوم تخضع للمحاصصة البغيضة ، مع ظاهرة غياب " الأدعاء العام " الذي يعتبر من أركان الدولة المؤسساتية
5- الحكومة عاجزه على ألقاء الفبض على الفاسدين والذي لا يزال قسم منهم في الحكم تنفيذي أو تشريعي  تراها تتباطأ وتتملص بشتى الذرائع أكبرها شماعة الحرب ضد داعش ، نذكر العبادي في أوقات الحروب يعلن نظام الطواريء والأحكام العرفية للقضاء على الرتل الخامس .
6- مشكلة الأئتلاف الوطني ( الأخوة الأعداء)والمنتمي لهم والضغوطات المتسلطة عليه منهم جعلته يتراخى أمام مطالب المتظاهرين ترضية لحزبه وكتلته ، وأرجو أنْ لايزعل البعض عندما أقول : الأئتلاف كله لايصلح للحكم وهم في صراع مرير تسقيطي وثأري لأختيار رئيس للأئتلاف  ولأكثر من ستة أشهر!!! فكيف نريد منهم قيادة البلد إلى بر الأمان ؟؟؟
وأخيراً لا نتمنى للعبادي أنْ يقع في خطأ ( كورباجوف ) القاتل عند تطبيقه للبروستريكا وهي جملة أصلاحات  عيّن " بوريس يلسن " وهو أسوأ نصاب ومحتال بحيث باع الأتحاد السوفييتي في سوق الخردة في ساحة مزاد المخابرات الأمريكية وحصل الأثنان على لعنة التأريخ ولعنة الشعوب المقهورة بأحباط شديد لكون العالم بدأ يدور رحاه بقطبٍ واحد وأفقد العالم توازنه .
السويد / في 24 آب / 2015