المركز الأوربي للقانون والعدالة يطالب رسميا من الأمم المتحدة الإعتراف بالإبادة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 15, 2018, 09:29:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المركز الأوربي للقانون والعدالة يطالب رسميا من الأمم المتحدة الإعتراف بالإبادة الجماعية للمسيحيين     

تمثال تالف للعذراء مريم في كنيسة في قرقوش شرق الموصل
من شأن إعتبار ما حدث "إبادة جماعية" أن يعمل على تدفق المساعدات التي تشتد الحاجة اليها لأكثر الناس إضطهاداً في العالم

         
برطلي . نت / متابعة

الطلب من الأمم المتحدة الإعتراف بالإبادة الجماعية للمسيحيين

مارلو سيفي
عنكاوا كوم – ترجمة رشوان عصام الدقاق
بدأ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع دورته العادية الثالثة والأخيرة لهذا العام، حيث سيتوجه الحليف الرئيسي لمسيحيي الشرق الأوسط المضطهدين بطلب الى الأمم المتحدة للإعتراف بالإبادة الجماعية للمسيحيين السوريين والعراقيين.
وفي الدورة 39 لمجلس حقوق الإنسان التي تستمر من 10 الى 28 من شهر أيلول الجاري، سيُقدم المركز الأوربي للقانون والعدالة نداءً الى المجلس للإعتراف بإضطهاد داعش الذي حدث والمستمر للمسيحيين في العراق وسوريا على أنه  "إبادة جماعية" حسب ما هو موثق في اتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
ووفقاً لتقرير المركز الأوربي المكتوب والموجه في جلسة 10 أيلول الجاري، فإن إعلان الإبادة الجماعية أمرٌ ضروريٌ لأنه يسمح بتقديم مساعدات غير متاحة حالياً للضحايا ويسمح للأمم المتحدة إتخاذ الخطوات الضرورية لوقف الإبادة الجماعية والوفاء بمسؤوليتها في حماية الضحايا.
وفي حين أن معظم المناطق التي سيطر عليها داعش قد تم تحريرها في العراق وسوريا، إلا أن المسيحيين يعودون الى بلدات مدمرة من دون كهرباء أو ماء أو الإحساس بالأمن، مع استمرار خطر الإرهاب.
قال الأب أفرام الخوري بنيامين لفوكس نيوز بعد قداس يوم الأحد عام 2017 في كاتدرائية مار كوركيس، وهي كنيسة عمرها 133 عام في باحزاني قرب الموصل، قال، في الحقيقة إننا لانستطيع البقاء بدون عمل الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة على مساعدة نينوى مباشرة. وأضاف، يمكننا البقاء بوجود الحماية الدولية وإذا لم يحدث ذلك في القريب العاجل فإننا سنزول.
ووفقاً لدراسة أعدتها منظمة "معونة الكنيسة المحتاجة" يتضح أن معاملة المسيحيين قد ساءت بشكل كبير في العامين الماضيين مقارنة بالسنتين اللتان سبقتا ذلك، وهي الآن أكثرعنفاً من أية فترة أخرى مرّت في العصر الحديث، بداية الحرب الأهلية السورية عام 2012 – 2017، فقد انخفض عدد السكان المسيحيين في سوريا من 1.5 مليون نسمة الى 500 ألف. وفي مدينة حلب التي يسكنها أكبر عدد من المسيحيين في سوريا، انخفض العدد من 150 ألف نسمة الى 35 ألف نسمة بحلول ربيع 2017، وهو انخفاض يمثل 75%. وفي العراق أكثر من نصف مسيحيي البلاد هم من اللاجئين الداخليين. وتتنبأ الدراسة أمكانية نهاية المسيحية في العراق بحلول عام 2020 إذا استمّر تراجع السكان بالوتيرة نفسها كما هو الحال في العامين الماضيين.
وتتهم منظمة "معونة الكنيسة المحتاجة" الأمم المتحدة ووسائل الإعلام الغربية بإهمال المسيحيين المضطهدين، وتقول، في الوقت الذي يتزايد فيه التركيز الإعلامي في الغرب على حقوق الناس بغض النظر عن الجنس أو العرق فمن السخرية بمكان أن تكون وسائل الإعلام العلمانية محدودة للغاية بالنسبة للإضطهاد الهائل الذي يواجهه عدد كبير من المسيحيين.
وفي حين عيّنت الأمم المتحدة مستشاراً خاصاً بناءً على طلب المركز الأوربي للقانون والعدالة، فإن إعلانها عن إضطهاد المسيحيين في المنطقة على أنه "إبادة جماعية" سيكون أكثر الخطوات انسجاماً في تسهيل وتحقيق إعادة التوطين الدائم للضحايا.
وأشتملت جرائم داعش ضد المسيحيين على قطع الرؤوس وحرق الضحايا في الأقفاص والإغتصاب. قال أحد الناجين المسيحيين "لاأحد يهتم بنا كأننا لسنا بشراً والأمم المتحدة متقاعسة في هذا المجال".
يُعد المسيحيون في العراق وسوريا من أقدم المجتمعات المسيحية المتواجدة والمستمرة في العالم. وفي العراق يُعتبر المسيحيين الكلدان والآشوريين من السكان الأصليين وهم يتحدثون اللغة الآرامية الشرقية، وكان توما الرسول ومار أداي قد أدخلا المسيحية الى العراق في القرن الأول الميلادي. وكذلك يتحدث سكان معلولا، المدينة المسيحية القديمة في سوريا، اللغة الآرامية. وهذه هي لغة السيد المسيح. وسكان معلولا هم من بين المجتمعات الأخيرة في العالم التي تتحدث هذه اللغة القريبة من الإنقراض تقريباً.
وجاء في تقرير المركز الأوربي للقانون والعدالة الموجه للجلسة الحالية: ينبغي على الأمم المتحدة أن تُدافع عن حقوق جميع الأقليات الدينية بما في ذلك المسيحيين في العراق وسوريا وأي مكان آخر وبدون تأخير، حيث يعمل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الإبادة الجماعية. وإن مهمة هذه المنظمة لايمكن أن تكون أقلُ من ذلك.