صراع الحياة والموت: ربيع الخولي وفضل شاكر !!

بدء بواسطة ARAMI, أبريل 04, 2015, 08:13:39 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ARAMI

صراع الحياة والموت: ربيع الخولي وفضل شاكر !!



فنانان رائعا الصوت اختفيا لأسباب " دينية " ثم عادا إلى الواجهة من جديد – طوني [ ربيع ] الخولي، وفضل شمندور [ شاكر ]: الأول مسيحي-كاثوليكي-ماروني، أحس بعد معاناة وجودية أن مكانه ليس تحت الأضواء المزيفة من فن وشهرة ولهاث، فحزم أمتعته واتجه بإيمان لا يضاهى إلى دير كفيفان الذي عشت فيه شخصياً أجمل أيام العمر لينذر نفسه لحب يسوع والبشرية؛

والثاني، مسلم-سنّي-أسيري، أحس أيضاً أن أضواء الشهرة والفن كاذبة وإلى زوال فاختار طريق الله على طريقته؛ فكان أن التحق بواحد من أكثر الرؤوس إرهاباً " غير مخصي " في لبنان – ثمة إرهاب مخصي لبناني يتوج ملكاً له وزير " العدل " (!) أشرف ريفي – المدعو أحمد الأسير؛ وكانت قصته الأشهر التي تأوجت بقتل إثنين من عناصر الجيش اللبناني!!

ربيع الخولي وفضل شاكر – رمزان لديانتين تتصارعان اليوم على النفوذ وإثبات الذات: الأولى، المسيحية، تعرّف ذاتها بأنها إفناء للذات من أجل الآخر؛ ديانة المحبة الأقوى التي تعتبر أن محبة الأعداء أمثولتها الأبرز، هذا إن كان في المسيحية المفهوم " عدو " أصلاً، فالعدو، كما أفهمه من تجربة ذاتية مع يسوع، هو أن أحداً يعاديك وعليك أن تحبه، فأنت لا تعادي أحد؛ والثانية، الإسلام، وهي الديانة الوحيدة في عالمنا اليوم – في السابق كانت اليهودية الحاخامية تنافسها – التي لا ترى وجوداً لها إلا على جثث الآخرين. – ديانة الكراهية بلا منازع!

كنا نلام على الدوام حين نقول إن الإسلام في جوهره كراهية – حاخامية جديدة – فهو أكثر ديانة عرفتها البشرية والتاريخ المكتوب عدائية للآخر ورفضاً له؛ وإن هذه العدائية لا تقف عند حدود " الثقافة "، بمعنى التناطح المعرفي، بل إن الإسلام هو الديانة الوحيدة اليوم التي لا تقبل بإنهاء الحضارات الأخرى فحسب، بل بإنهاء من ينتمي [ البشر ] إلى الحضارات الأخرى! وهو ما رأيناه بأم العين في تجارب الجماعات المسلحة الإسلامية التي تنتشر كالطاعون من سنوات في الأرض السورية! عدائيتهم لا تجارى للآخر: ألم تروا لون الشبق في أعينهم وهم يحطمون آثار الآشوريين والسريان؛ ألم تسمعوا صوت اللذة في لهاثهم وهم يقطعون رؤوس المخالفين؛ ألم تشمّوا رائحة محارق الهيكل في عرقهم وهم يحرقون أجساد الأبرياء من أبناء الأيزيديين والمسيحيين والعلويين؟؟

ولأن الإسلام لا يشبع الروح العطشى لله، خاصة حين يكون المرء يمتلك الحد الأدنى من الإحساس الإنساني الحقيقي؛ ولأن فضل شاكر – رغم أخطائه القاتلة – فنان تبحث روحه عن لحظة صدق ضلّت الطريق إليها؛ فقد شعر الرجل الحساس بخطأه الفاحش لأن هذا الركام الإرهابي لم يرو ظمأه، وبدأ يبحث عن مخرج غير محرج يسمح له بالعودة إلى الفن الذي وجد، رغم كل " مصائبه "، أنه أكثر أخلاقية وإنسانية وروحانية من الطريق المظلم الذي اختاره في لحظة إثم.

بالمقابل، ولأن المسيحية تشبع نهم الروح للكمال، فإن ربيع [ طوني ] الخولي ما يزال – وسيبقى – في ديره الماروني وسط جونيه، يغني أجمل التراتيل للأطفال، ويصلّي للأعداء والأحباء على حد سواء! ربيع الخولي ليس بحاجة للتوبة عن دخوله الدير لأنه وجد هناك تأوج الحب وأقصى الغيرية!!

جملة واحدة تختصر المسيحية برأيي: " أغفر لهم يا أبتي فإنهم لا يدرون ما يفعلون " – قالها المسيح لمن صلبه قبل ألفي عام ونيف!!

حقّاً قام!!


http://www.nabilfayad.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/703-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%88%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%B4%D8%A7%D9%83%D8%B1.html