مشاكســـــة مصائــــب وخرائـــــب زوجيـــــة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 18, 2014, 08:06:19 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســـــة
مصائــــب وخرائـــــب  زوجيـــــة



مال اللــه فــرج   
Malalah_faraj@yahoo.com
ـــــ 1 ـــــ
عانت كثيرا من زوجها الاول ' فقد كان شديدا قاسيا متسلطا لايقيم لارائها ولا لاقتراحاتها ولا لابسط حقوقها سواء الزوجية او الانسانية اي وزن رغم ثرائها وطيبتها وعراقة نسبها وتفانيها في خدمته وسكوتها على تهوره وتوفيرها  لكل احتياجاته ومتطلباته وصمتها على اخطائه وانتهاكاته الفضة وتبذيره لاموالها على مغامراته الطائشة  , فقد كانت الحياة الزوجية بنظره عبارة عن زوج يأمر وانثى تطيع ' ورجل يمارس كل حقوقه ومتطلباته المشروعة, وحتى نزواته غير المشروعة وامرأة لا حقوق لديها الا ما يطيب له ان (يتصدق) به عليها, وكان من الشراسة والهيمنة والتسلط ما جعله يمسك بخيوط كل مخارج ومداخل وجزيئيات الحياة الزوجية بين يديه , فلا وقوف الا باذنه ولا جلوس الا باذنه ولا علاقات عائلية مع الاهل والاقارب الا بموافقته ' بل انه جعل حتى علاقاته بجيرانه متوترة وسيئة وعدائية من خلال تصرفاته الهوجاء ومغامراته الطائشة واصابته بداء العظمة ورغبة التسلط فيه مما جعلها تعيش (حصارا) انسانيا صعبا.
واذ شاءت الاقدار ان تزيحه عن دربها , فقد اعتبرت ذلك خلاصا ورحمة وبداية مرحلة جديدة في حياتها بعيدا عن تسلط ودكتاتورية زوج لايرحم وهي تحاول ان تتنفس هواءا نقيا دون رقيب وتتطلع لاستعادة انسانيتها وممارسة حريتها ورعاية ابنائها واعادة وصل خيوط الود والمحبة التي تقطعت مع اهلها واقاربها  و اقامة قنوات الاتصال مع جيرانها واعادة توظيف ثروتها في بناء اسس ومرتكزات حياتها الجديدة وبناء مستقبل اطفالها والتطلع لممارسة انسانيتها وحقوقها كاملة.
واذ وضع القدر في طريقها رجلا اخر اعتقدت بانه زورق الانقاذ وبانه النقيض تماما عن زوجها الاول وهو يعدها بان يجعلها تعيش في جنة حقيقية وان ينسيها كل احزانها واوجاعها والامها وجراحاتها ويعوضها مافاتها ويسخر كل ما يملكه من اجل اسعادها واسعاد ابنائها , فقد وثقت به لطيبتها واسلمته مصيرها ووضعت بين يديه كل مقدراتها وبنت عليه امالها الكبيرة في تعويضها عن الامها المريرة.
ولكن لان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فغالبا ما تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن , كما ان ليس كل الوعود الذهبية يمكن ان تصبح حقائق واقعية ولان امتحان الحقيقة يختبئ دائما في المسافة بين الاقوال والافعال , فلم تمض سنوات قليلة الا واشتعلت نيران الخلافات لتصل حد الشكوك والتهكم وتبادل الاتهامات والتهجم , واضطرها جحيم الحياة الزوجية الى البحث عن ابغض الحلال في اروقة المحاكم الشرعية.
في خضم البحث عن الذات, سألتها احدى صديقاتها المقربات عن الفرق بين زوجها الاول وزوجها الثاني ' اجابتها بعد لحظات من التأملات الحزينة ونشيج من الحسرات الدفينة :
ــــ (الاول جعلني اعيش في جحيم حقيقي)
×  وماذا عن الثاني ؟؟؟
ـــ ( الثاني جعل بتصرفاته وجه الاول ابيضــا)
فما اشبه احوال بعض الشعوب المسلوبة والمنهوبة بحال مثل هذه المرأة المنكوبة ؟ 
ـــــ 2 ـــــ
اعتاد معظم الرجال على ملاطفة زوجاتهم باطلاقهم  تسمية وزير الداخلية , او وزارة الداخلية عليهن للدلالة على تخصصهن بمستلزمات البيت والاطفال وشؤون الاسرة الداخلية ' وكثيرا ما تسعى (وزيرات الداخلية الاسرية ) للاستحواذ على وزارات اخرى وفي مقدمتها المالية لضمان اقتناء احتياجاتهن وخصوصا من الازياء والعطور والماكياج ودفع تكاليف معاهد الرشاقة وعمليات التجميل والشد والنفخ والتكبير والتصغير 'دون ان يسقطن من حسابهن مبدئية النضال بشتى اساليب وصيغ واسلحة الاقناع الانثوية الرقيقة اللذيذة التي يعرفن كيف يشهرنها خلال اجواء العلاقات الزوجية الرومانسية الحميمة وهن واثقات من فاعليتها للاستحواذ على وزارة الخارجية ايضا بما يضمن لهن التواصل مع مجلس  الامن العائلي عامة ومع امهاتن بخاصة اللائي يمثلن مستشاراتهن الشخصيات في فنون وشؤون العلاقات الزوجية.     
احد الزملاء من الذين استحوذوا بكبريائهم الذكوري على كل الوزارات الزوجية وجرد زوجته من ثلاثة ارباع وزارة الداخلية حيث كان يتدخل في معظم الامور البيتية حتى الطعام والشراب والملبس ' فوجأ يوما اثناء جلسة عائلية عادية وهو يجيب على استفسار ابنه الصغير عندما سأله (بابا هل سنذهب غدا الى بيت جدي) واجابه مازحا وهو يشير باصبعه الى زوجته , (اسأل وزارة الداخلية),  ليفاجأ بزوجته وهي تنفجر بوجهه مثل قنبلة موقوتة ومثل اعصار مجنون ( ليش انت خليت داخلية لو مالية او قضاء لو دفاع لو غذاء ... اشو كلها كوشت عليها ) 
واضافت بعد ان هدأت عاصفة غضبها والتقطت انفاسها ( كنت اتمنى لو كان لدي مسجل  واسجل  كلامك الرومانسي ايام الخطوبة حول الشراكة الزوجية والعلاقات الرومانسية واحترام الخصوصيات الانسانية والخيارات الشخصية  ووعودك الذهبية   ولاسمعتها لك الان لترى الفرق بين وعود الخطوبة وانت تتطلع للامساك بالمميزات والمصالح والملذات الزوجية وبين افعالك الان بعد الزواج حيث ضمنت الامساك بكل شيئ واصبحت مصائرنا انا والاطفال بين يديك).
فما اشبه ايام الخطوبة بايام الانتخابات وما اشبه حال بعض الشعوب باحوال مثل هذه الزوجات المضطهدات.