اكراد نازحون من سهل نينوى الى الاقليم.. لن نعود ان لم يكن هناك ما يدفعنا للعودة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 24, 2016, 10:40:44 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

اكراد نازحون من سهل نينوى الى الاقليم..
لن نعود ان لم يكن هناك ما يدفعنا للعودة .     

      
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم / خاص
على طول الطريق من اربيل الى مخمور . هذه المدينة التي اخذ اسمها يتردد كثيرا في الاخبار بعدما اتخذها الجيش العراقي والقوات المتحالفة معه في محاربة داعش قاعدة انطلاق نحو تحرير مدينة الموصل آخر المعاقل المهمة لتنظيم الخلافة الاسلامية وعاصمته . على جانبي هذا الطريق تصادفك بين مسافة واخرى واحات خضراء هي مزارعا تبدو وسط مساحات واسعة لحقول الحنطة المحصودة التي تمتد على مرمى البصر ولم يبقى من اثارها غير بقايا القش الذي يغطي سطح التربة الحمراء التي تشتعل لهبا في هذا الصيف الحار . هذه المزارع لنازحين اكراد هُجّروا من مناطقهم في سهل نينوى بعد ان احتلتها تنظيمات الخلافة الاسلامية .

تحسين الهركي احد اصحاب هذه المزارع يقول لموقعنا "عنكاوا كوم" مهنتنا هي الزراعة ونمارسها اينما انتقلنا حتى ونحن مهجرين ، نقوم بتأجير الارض من اصحابها وزراعتها بالطماطة والباذنجان والخيار والفلفل وهي المحاصيل التي نفضلها ونجيد زراعتها .

عائلة تحسين المكونة من 14 شخصا جميعهم يعملون في المزرعة ويعيشون فيها . منزلهم المؤقت في المزرعة بسيط وهو عبارة عن غرفة او غرفتين مبنية من الكتل الخرسانية (البلوك) وسقفها من الحصران او بقايا النباتات المغطاة بالطين بالاضافة الى بعض المرافق الاخرى البسيطة والملحقة بالغرف مع المهم من الاثاث التي يمكن ان يحتاجوها في مسكنهم هذا الذي يقيمونه مع بدء موسم الزراعة في شهر نيسان ويرفعونه مع انتهاء الموسم في شهر تشرين الاول .

تحسين مسكنه في التهجير يقع في قضاء خبات 30 كم غربي اربيل على نهر الزاب وعلى الطريق الرئيسية التي تربط اربيل بمدينة الموصل والمتاخمة حدوده مع سهل نينوى . ولهذا التجأ اليه الالاف من العوائل النازحة من سهل نينوى وخصوصا الاكراد والشبك والكاكائيين وحتى المسيحيين .

يؤكد تحسين ان جميع المهجرين من الاكراد ليس كالمسيحيين لم يسكن احدا منهم في مجمعات النازحين بل توجهوا الى اقاربهم في اقليم كردستان او سكنوا في دور يمتلكونها او ابتاعوا لهم دورا او ارضا سكنية وبنوها كما فعل هو . ويؤكد ان وضعهم جيد بالرغم من انهم نادرا ما يحصلون على المساعدات الانسانية ولكن جميعهم وجدوا لهم اعمالا وحياتهم المعيشية بسيطة ليس كالمسيحيين بحسب قوله .

تحسين يقول ليس لديه رغبة في العودة الى منطقته بعد التحرير الا اذا كان هناك ما يستحق لذلك مثل التعويضات المالية المجزية ، وقليل جدا منهم من هاجر الى الخارج .

تحسين لقد عانى من التهجير لكنه لم يخسر مثلما خسر جيرانه المسيحيين . لم يخسر دارا ، لم يخسر مدينة او بلدة ، لم يخسر ذكرياته ، لم يخسر تاريخا يمتد الى 7000 سنة كما المسيحيين ، لم يخسر كنائس ، لم يخسر قرى وبلدات ومدن فيها رائحة آبائه واجداده . ولهذا لن يهمه ان عاد او لم يعد . لماذا ؟

تحسين لم يسكن سهل نينوى الا في بداية التسعينيات من القرن الماضي بعد انتفاضة آذار الكردية في سنة 1991 . حيث ترك هو وعوائلا مثله قراهم في منطقة العشائر السبعة في عقرة لاسباب سياسية وسكنوا في القلاع العسكرية *   القريبة من برطلة حتى يوم التهجير في 6 آب 2016 بلغ عددهم ( 1500 ) عائلة وهم اكراد اغلبهم من عشيرة الهركية وكوران بحسب قوله . ابتنى بعضهم لهم في المنطقة المحيطة بالقلاع دورا بسيطة خصوصا الذين قدموا اليها من الموصل بعد 2003 .

يتذكر تحسين قليلا من تاريخ اهله ان اجداده حتى الستينيات من القرن الماضي كانوا رُحل يتنقلون ما بين ايران والعراق ، ثم استقروا في قرى قاموا ببنائها في اراض زراعية خصبة في منطقة محصورة بين جبال عقرة وجبل مقلوب تعود ملكيتها الى اشخاص ربما كانوا من الاقطاعيين مقابل ايجار سنوي يدفع لاصحابها . فمثلا اراضي قريتهم تعود الى الشيخ عبدالقادر الكيلاني الصوفي البغدادي المعروف .

*القلاع العسكرية : ثكنات عسكرية ضخمة ومحصنة تحصينا قويا وعددها اربعة أنشأت في بداية الثمانينيات من القرن الماضي على مساحة واسعة من الاراضي الزراعية . استخدمت في فترة الحرب العراقية الايرانية معسكرات لاسرى الحرب الايرانيين .