هجرة المسيحيين والايزيديين بين التحديات والواقع في محاضرة للناشط المدني خضر الدو

[برطلي دوت نت]

هجرة المسيحيين والايزيديين بين التحديات والواقع في محاضرة
للناشط المدني خضر الدوملي في عنكاوا       

برطلي . نت / خاص
القى الكاتب والباحث في شؤون الاقليات خضر الدوملي مساء يوم الخميس الفائت 11 آب الجاري  وعلى حدائق منظمة كلدواشور للحزب الشيوعي الكردستاني في عنكاوا محاضرة حملت عنوان (هجرة الاقليات بين التحديات والواقع / الايزيدية والمسيحية في إقليم كردستان ، الحفاظ على الهوية وحماية التراث) حضرها جمهور من المثقفين والمهتمين بشؤون الاقليات .
في بداية المحاضرة رحب مدير الجلسة الصحفي والاعلامي بهنام شمني بالمحاضر وذكر بان مفردة الاقليات باتت تخيف ابنائها حتى اصبحت تُشعرهم بالضعف ، بل ان المفردة اصبحت تُجيز للاكثرية احقية سلب حقوقهم واضطهادهم وقتلهم وتهجيرهم وتساءل ما الذي يعنيه هذا التاريخ الدامي تجاه الاقليات في العراق منذ تاسيس الدولة العراقية والى الان . بعدها قدم نبذة مختصرة عن سيرة حياة المحاضر .
ليبدأ الناشط المدني خضر الدوملي محاضرته التي استعرض فيها مراحل هجرة المسيحيين والايزيديين في اقليم كردستان ابتداء من سنة 1961 وحتى الان ، وذكر بان الصراعات السياسية والطائفية والاقتتال الداخلي والتي تكون فيها الاقليات الحلقة الاضعف فيها وهي الضحية لعبت دورا كبيرا في هجرة المسيحيين والايزيديين .
كما ذكر الدوملي الذي اكد في بداية محاضرته انه ليس ضد الهجرة وهي حق عالمي وحق من حقوق الانسان ولكنه مع البقاء ، ان الازمات الاقتصادية والسياسات التي اتبعتها الحكومات السابقة في عمليات التغيير الديموغرافي وفقدان الامن واستهداف ابناء الاقليات لعبت دورا كبيرا في هجرة المسيحيين والايزيديين .   
واضاف ان الاقليات كانت في احيان كثيرة ضحية عمليات هجرة منظمة وقفت ورائها  الدولة وواحيانا منظمات وجهات دولية .
واشار الدوملي في محاضرته واحيانا بالارقام الى ابرز محطات الهجرة للمسيحيين والايزيديين خلال هذه الفترة الزمنية . منذ عمليات استهداف الثورة الكردية في ستينيات القرن الماضي والهجرة الداخلية لهم بعد تدمير المئات من القرى المسيحية والايزيدية في الشريط الحدودي مع تركيا ، مارا بالحرب العراقية الايرانية والانفال والحملة الايمانية والتي كانت اولى محطات الهجرة الى الخارج .
وواصل المحاضر في استعراضه لمحطات الهجرة بحديثه عن الهجرة المنظمة للمسيحيين والايزيديين بعد 2003 وبالتحديد في سنة 2005 , 2006 بعد عمليات استهدافهم في الموصل والمدن الكبرى الاخرى حتى اصبحت بوتيرة اسرع في 2007 و 2010 بعد قتل الـ 22 ايزيدي والمطران فرج رحو في الموصل حتى جاءت الصفحة السوداوية بعد تهجير المسيحيين والايزيديين من مناطقهم في آب  2014 والتي شهدت هجرة اكثر من 8000 مسيحي ابتداءا من بداية المحنة وحتى شهر كانون الاول من نفس السنة بحسب قوله .
واردف الدوملي قائلا ان العامل الذي ساعد على الهجرة هو طول فترة النزوح والتأخر في تحرير مناطق الاقليات .
وواصل الناشط في شؤون الاقليات خضر الدوملي محاضرته قائلا . لازال نزيف الهجرة قائما دون ان تتخذ الحكومة اية اجراءات لايقافها او الحد منها وكذلك القيادات الدينية والسياسية لا بل ان المسؤولين الذين يدعون الى عدم الهجرة ولكن تجد كل منهم من له بيت او احد افراد عائلته في الخارج .
وختم الاستاذ خضر الدوملي محاضرته بالقول ان وسط هذا التزايد في هجرة المسيحيين والايزيديين يصبح الحفاظ على الهوية والتراث مستحيلا في الداخل والخارج الذي يبدأ فيه بعد جيل او جيلين بناء هوية جديدة .
وفي الاخير تساءل الدوملي هل سيكون هناك اعتدال وعدالة في القريب العاجل للجميع في هذا البلد ، وهل سيتم سن قوانين تضمن حق الجميع بالعيش بكرامة ، هل سيكون هناك رؤية تجاه اليزيديين والمسيحيين للعيش  كافراد مشاركين في الاقليم وليس كمواطنين من الدرجة الثالثة ، هل سيجري العمل على الاستقرار الاجتماعي والنفسي وهو مهم للحفاظ على الموروث الثقافي والاجتماعي . والا سيبقى المسيحي والايزيدي يشعر دائما بان وجوده مهدد بالخطر .
وقد اثارت المحاضرة بعض الاستفسارات والتساؤلات لدى الحضور فشاركوا باسئلتهم ومداخلاتهم في نهايتها .

*الأستاذ خضر الدوملي
-   اعلامي وكاتب وباحث ومدرب في مجال الاعلام وحل النزاعات وبناء السلام والاقليات والمجتمع المدني .
-   ماجستير في حل النزاعات وبناء السلام من جامعة دهوك.
-   بكالوريوس في الاعلام – صحافة من كلية الآداب - جامعة بغداد.
-   مدرب اعلامي معتمد لدى العديد من المراكز والمنظمات الاعلامية الدولية والمحلية في اقليم كوردستان والعراق منذ 2004 في مجال – الاعلام – الاقليات – اللاجئين وحقوقهم – وقضايا المرأة – وحل النزاعات وبناء السلام – حوار الاديان والتعايش السلمي.
-   استشاري وناشط مدني مع العديد من المنظمات والمراكز والجمعيات في العراق في مجال تنمية المجتمع المدني وعضو مؤسس لـ 11 منظمة مدنية في كوردستان والعراق.
-   باحث وعضو مركز دراسات السلام وحل النزاعات في جامعة دهوك.
-   مشارك في العديد من المؤتمرات والدورات وورش العمل دوليا ومحليا واقليميا خاصة بالإعلام والقيادة وحل النزاعات وبناء السلام وحقوق الاقليات وضحايا العنف وحقوق الانسان والمرأة  في أمريكا – اسبانيا – المانيا – بولندا – تركيا – الاردن - لبنان – السويد – سويسرا
-   مدير الاعلام  في جامعة دهوك لعشر سنوات ورئيس تحرير مجلة بياما زانكو  لغاية اذار 2016 .
-   مدير منظمة المركز الاعلامي المستقل في كوردستان IMCK اعتبارا من نيسان 2016.
-   مستشار لعدد من المنظمات والمراكز التي تعمل في مجال الاقليات و الاعلام – مركز دهوك -  المركز الايزيدي للتوثيق –  منظمة هيومانتي - منظمة وارفين لقضايا المرأة – منظمة أسودة لمناهضة العنف ضد المرأة في دهوك  - مركز مساعدة الناجيات  في دهوك.

المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "