العودة الى الوطن بعد داعش.. ماذا تعني!!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, يوليو 23, 2017, 03:59:45 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO

العودة الى الوطن بعد داعش.. ماذا تعني!!

متي كلو

« لا يصح أبداً أن ننشغل بما يقع بعيداً عن نظرنا وعن متناول أيدينا، بل يجب أن نهتم فقط بما هو موجود بين أيدينا بالفعل».
المؤرخ البريطاني الشهير توماس كارلايل

في احدى مقالاتنا كتبنا ان تحرير نينوى ليس الا اكذوبة يروجها البعض،لان التحرير يجب ان يبدا بتحرير العقل من الطائفية والمذهبية والاغلبية والاقلية واعادة النظر في المناهج الدراسية وخاصة الدينية والتاريخية، واقرار حق المواطنة، وازالة  تفشي التطرف واقصاء الاخرين الذي اتصف به الكثير من ابناء الموصل في تاريخ العراق المعاصر وما زال متوارثا من جيل الى اخر والى يومنا هذا وبعد الاحتلال في سنة 2003 ظهرت خلايا تنظيم القاعدة  بقيادة الزرقاوي ومليشيات متطرفة دينية وعصابات منظمة اخرى في العاصمة وجنوبا  وشمالا وبدا مطاردة ابناء العراق من المسيحيين بشتى انواع الترهيب ثم ظهرت دولة الخلافة الاسلامية لتكمل مسيرة القاعدة الارهابية في التفجير والتفخيح والقتل والابتزاز ومازالت جيوب التطرف في ازقة الموصل بانتظار اشارات ممولي التطرف لاعلان ارهابهم مرة اخرى باسماء وفتاوي جديدة وهذا بسبب الفساد الذي سيطرعلى كافة مدن العراق، بكافة انواعه، سواء الفساد المالي او الاخلاقي والاداري وتفشيه في الجامعات وكافة الوزارات وكذلك بين صفوف الشرطة والجيش واما  البرلمان والقضاء فهما من حماة الفساد!! بل اصبح الفساد ظاهرة في جميع مؤسسات الدولة العراقية بقيادة  كيانات احزاب سياسية والتي تقود البلد نحو الهاوية، ودخل العراق في الموسوعة الحرة"ويكييبديا" واعتبر من اعلى الدول في معدلات الفساد في العالم.
في ضل الصراعات من اجل كرسي او منصب، اصبح المسيحي العراقي مهمشا وبدون اي حقوق، فهرب الى محافظات اقليم كوردستان والاخر الى دول الجوار كمحطات انتظار الى دول تقبله كلاجئ  ولكن مواطن يتمتع بكل ما يتمتع به المواطن الاوربي او الامريكي او الاسترالي اي مواطن من الدرجة الاولى منذ ان تطأ قدماه الوطن الجديد بعكس كما كان معرضا للقتل والتهجير  في وطنه وفي اي لحظة!!
وبعد"اكذوبة التحرير" ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي اصوات ودعوات  تطالب ابناء "المكون المسيحي العراقي"  في المغتربات بالعودة الى الوطن و هذه الاصوات ليست الا جزء من الوطنية الزائفة لكي يظهر فيها هذا "المنادي" او غيره  بانه وطني وفق قياساته التي  يعتقد بانها تجد اذانا صاغية من ابناء جلدته في المغترب فيحزمون حقائبهم  ويتجهون الى  المطارات ليعودوا الى ارض الوطن،لينعموا مع ابناء الشعب العراقي بالاستقرار والامان!!
والسؤال الذي يطرح نفسه باستغراب شديد، ما هي المستجدات التي ظهرت على الساحة العراقية من كافة جوانها، سياسيا، اجتماعيا وامنيا واستقرارا ليس بعد "اكذوبة التحرير" بل منذ الحكومات المتعاقبة بعد السقوط من الجعفري مرورا بالمالكي  وانتهاءا بالعبادي لكي يعود المغترب الى الوطن! ونذكر"المنادي"او"الواعظ" الذي يطالب بعودة المغتريين،اين هي التطمينات بالعودة السريعة عندما خرج المسيحيين من سهل نينوى، وها قد مر اكثر من ثلاث سنوات ولا احد منهم يستطيع ان يحدد شكل المستقبل الذي ينتظره، ومازال  خمسة آلاف شخص مسيحي يعيشون حاليا في "كًرفانات" عنكاوا!!
على هؤلاء الكف عن المزايدات الوطنية،والكف عن  التصريحات البعيدة عن الواقع  والمثيرة للجدل واصبحت مثارا للسخرية والتي لا تمس الواقع المرير الذي يعيشه المواطن العراقي بصورة عامة والمواطن المسيحي بصورة خاصة، نتيجة السياسات العنصرية والطائفية والمذهبية التي مورست منذ سقوط النظام البائد وما نتج من الشرخ بين مكونات الشعب العراقي واللجوء الى  العنف من اجل الاستحواث على كافة مفاصل الحياة.
كما نود ان نذكر"المنادين" للعودة،هناك بعض رجال الكيانات السياسية المسيحية، تركوا كيانتهم السياسية واستقروا في الشتات وكذلك منهم رجال الدين!! وكانوا يرفعون شعارات عدم الهجرة والتشبث بالارض.. ارض الاباء الاجداد!!!
من حق هؤلاء ان ينادوا بالعودة الى الوطن ولكن عندما تكون الدولة عصرية، تتحقق فيها العدالة وقبول الرائ والرائ الاخر لبناء الوطن والمواطن، وعندما تحقق الدولة الامن والسلام لكافة ابناء الشعب العراقي،وعندما نشاهد "المنادي"و زمرته  في صالة  المطار وهو يستقبل اشقائه وشقيقاته للاستقرار في الوطن!! ام ان دعوته لعودة المغترب لا تشمل اقربائه !!
هؤلاء"الصارخين"باسم الوطن وحب ارض الاباء والاجداد والخوف على الوطن، ليست هي الا صرخات لتحقيق مأرب خاصة، والقفز للظهور والجلوس في الصفوف الاولى.
نعم يا سادة يا كرام كلنا مصابون بـ "الحنين الى الوطن" ولكن لا ندع مجالا لمن يكذب علينا باسم الوطنية الزائفة ليقمع الحقيقة التي لا يستطيع احد انكارها، ولا احد نصبهم حماة الوطن والمتحدثين باسمه، ونقولها بالفم الملآن،اتركوا الصراعات والانقسامات والاختلافات العقيمة،ولا تكونوا وقودا لها، ووحدوا اصواتكم من اجل  ما تبقى من المسيحيين في الوطن لتكونوا صوتا واحدا، وكما قال احدهم"اذا ما نكون واحد نموت واحد بعد واحد"