التقوى مع القناعة هي تجارة عظيمة/ د. حازم اليوناني

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 31, 2017, 12:59:46 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  التقوى مع القناعة هي تجارة عظيمة   
   


برطلي . نت / بريد الموقع

د. حازم اليوناني



ساتطرق في مقالتي هذه الى سمو القناعة وشر نقيضها الا وهو الطمع في ضوء رسالة بولس الرسول الاولى الى تلميذه تيموثاوس (1تي 6 :6-12). المسيحية بحد ذاتها هي تجارة غير مربحة ماديا غير انها افضل دعوى في العالم, و الذين يحاولون جعلها تجارة فقط لتحقيق اغراضهم الشخصية المجردة سيجدونها تجارة خاسرة. اما اولئك الذين يعتبرونها دعوتهم و ينشغلون بها فسوف يجدونها دعوة رابحة ليس في هذا العالم فحسب وانما في العالم الاتي في الحياة الابدية حيث الراحة الدائمة مع المسيح له كل المجد انطلاقا من وصف بولس الرسول لتلك الحياة (ما لم تره عين و لم تسمع به اذن ما اعده الله للذين يحبونه).
سمو القناعة:
التقوى مع القناعة هي تجارة عظيمة لا تضاهيها اية تجارة وذلك لانها حسب قصد الله في خلقه للانسان, فالتقوى التي تعني عبادة الله عبادة صحيحة هي بحد ذاتها تجارة عظيمة فما بالنا اذا توجت التقوى بالقناعة التي تزيد من عظمتها عظمة لانه حيثما تكون التقوى حقيقية سوف تكون هناك قناعة. والقناعة في المسيحية هي الاخرى تجارة عظيمة, فالذي يعيش بالتقوى يثق كل الثقة في سعادته في العالم الاخر و بقناعته يكون مكتفيا بما يمتلك في هذا العالم فلا يتشبه باقرانه من اهل العالم المغرمين بتفاهات العالم التي لا يحصدون منها الا الربح القبيح. و يعزي الرسول بولس لسبب قناعتنا هو ان الذي لدينا هو دين مستحق علينا الاتجار به حسب مشيئة الله الواهب اياه لنا لاننا اتينا الى هذا العالم عراة و مهما جمعنا هنا فنحن مدينين به الى عناية الله فعلينا الثقة بالله الذي تكفل بتوفير كل احتياجاتنا حتى نترك هذا العالم الفاني و بالتاكيد سوف نغادره عراة . فلماذا لا نكتفي بالقليل الذي لنا, لاننا مهما امتلكنا من اموال و مقتنيات فسوف نتركها وراءنا كما قال لذلك الغني الغبي الذي اراد جمع غلاته (اليوم تطلب روحك, فهذا الذي اعددته لمن يكون). فما علينا سوى القناعة بضروريات الحياة و الاكتفاء بها لان ماذا يفعل اهل العالم حينما يسلبهم الموت سعادتهم و ممتلكاتهم و اموالهم وكل شيء زاد ولعهم و حبهم له؟ ان قلب المؤمن ورغباته يجب ان تكون متجهة الى الوسائل القليلة لراحته وخدمته في هذا العالم.
شر الطمع:
الطمع هو عادة غير محببة و لا تاتي بالنفع لصاحبها وان متعاطيها هم اولئك الذين يريدون ان يكونوا اغنياء اي الذين يضعون سعادتم في ثروات العالم عاملين المستحيل و مستخدمين الاساليب القذرة و النصب و الاحتيال في بعض الاحيان من اجل تحقيق هدفهم وينقادون وراء ابليس الذي يوجههم للشر لتحقيق اغراضهم الغير لائقة. و ان مثل هؤلاء الاشخاص لا يكونوا في امان لان الشهوات العالمية هي ضارة لا بل مهلكة و تغرق اصحابها في العطب و الهلاك. و ان افراط الناس في محبة المال يدفعهم الى الشر, فالاشخاص الطماعون يبتعدون عن الايمان و اولئك الذين يبتعدون عن الله يدخرون غضبا لانفسهم. و يخاطب الرسول بولس تلميذه تيموثاوس الذي هو انسان الله اي خادم الله و من خلاله جميع الخدام بان يحتاطوا من محبة المال التي هي اصل لكل الشرور. فاولئك الذين يضعون قلوبهم على مقتنيات هذا العالم يسببون لانفسهم ضررا بالغا اما الذين يتبعون البر فهم اسمى الناس و سيتالوا استحسانا لانهم جاهدوا الجهاد الحسن الذي سيتوج باكليل الحياة الابدية. فتمسك ايها المؤمن و احتاط لنفسك حتى لا تخسر ما عندك.