3 من قيادات داعش يكشفون ملابسات أخطر هجوم تعرضت له كركوك

بدء بواسطة matoka, مارس 28, 2017, 04:28:18 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

3 من قيادات داعش يكشفون ملابسات أخطر هجوم تعرضت له كركوك









برطلي . نت / متابعة
المدى /ترجمة:حامد احمد

في يوم من ايام ربيع شهر اذار التقيت في مقر قوات العمليات الخاصة الامنية في مدينة السليمانية، بأحد قياديي تنظيم داعش ويدعى ابو اسلام الملقب من قبل المخابرات العراقية باسم (شبح داعش)، وذلك لمراوغته أجهزة الأمن العراقية. كانت يداه مغلولتين من الأمام وعُصبت عيناه بكيس اسود غطّى رأسه.ابو اسلام، الذي طاردته الحكومة العراقية لفترة طويلة، كان ذا سمعة سيئة لإدارته خلايا سرية من الانتحاريين – كان بعضهم من الصغر بحيث لا يتجاوز الثانية عشرة من العمر – وتنفيذ عمليات ارهابية سرية خارج حدود منطقة تنظيم داعش.
وكونه قد درس العلوم الدينية لبضع سنين فقد أُوكل اليه ايضا مهمة تعليم المسلحين الجدد نسخة تنظيم داعش الفريدة للاسلام. وبرغم انه ما يزال في اواسط العشرينيات من عمره فان أبا اسلام قد نشأ ليصبح احد أُمراء تنظيم داعش في مدينة كركوك.
وشكّل القاء القبض على أبي اسلام في شهر تشرين الاول عاملاً مهماً في حملة القضاء على تنظيم داعش، وكان اغلب قياديي تنظيم داعش قد هربوا او قتلوا منذ ان شنَّ العراق هجومه العسكري الكبير العام الماضي لاسترجاع مدينة الموصل.
وقال لاهور طالباني، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في حكومة اقليم كردستان: "انه الرجل الذي كنا نطارده لأكثر من سنتين. كانت عملية كشفه والقاء القبض عليه في النهاية بمثابة انجاز كبير بالنسبة لنا".
وفي مقر جهاز الامن في السليمانية سمح لي اجراء لقاء مع ابي اسلام، ولقاء منفصل مع عضو آخر من مسلحي داعش، الذي اقرَّ لي بارتكابه سلسلة من جرائم الاغتصاب والقتل على امتداد سنتين متواصلتين.
جلست على اريكة وجهاً لوجه مع ابي اسلام، في البداية كان ينظر الى الاسفل رافضا النظر الي كوني من دون غطاء رأس وامرأة غير مسلمة. اسمه الحقيقي هو مازن نزهان احمد العبيدي.
وذكر مسؤولو جهاز المخابرات ان مسلحي داعش الناشئين في العراق يختلفون عن المسلحين الاجانب بكون غالبيتهم من اهالي ارياف وقرى.
ولِدَ ابو اسلام في عام 1989 في منطقة الرشاد جنوب غرب كركوك، وفي حزيران من عام 2014 التحق بصفوف تنظيم داعش بعد اجتياح مسلحيه لمدينة الموصل قادمين من سوريا.
وقال لي ابو اسلام "كنت طالبا في كلية الشريعة وكنت اتابع اخبار تنظيم داعش على موقع يوتيوب والفيسبوك وتويتر. كنت معجباً بما يفعلونه".
كان متزوجاً وقد ترك زوجته وهي حامل عندما التحق بالتنظيم. ولم يرَ زوجته او ابنته عائشة حتى أُلقي القبض عليه.
وسمح ضباط الامن بزيارة العائلة للتخفيف عنه لأغراض التحقيق. وقال احد ضباط الامن لي طالباً عدم ذكر اسمه "كل رجل له نقطة ضعف، وعلى طوال سنتين من المطاردة أجريت تحقيقات مع افراد عائلة ابي اسلام الواسعة، وقد زرت بيته شخصيا ورأيت زوجته وهي حامل ثم رأيتها بعد الولادة. ورأيتها ايضا بعد ان بلغ الطفل السنة الاولى من عمره".
أخبرني ابو اسلام انه كان ضمن مهامه السرية مع تنظيم داعش يُدير تسع خلايا نائمة في كركوك. واصرَّ اكثر من مرة بانه لم يكن شخصا ذا أهمية، ومع ذلك فقد اقرَّ بانه كان يقوم بمهمة انتقاء الاهداف مثل مواقع عامة مكشوفة او مؤسسات عسكرية عراقية او مساجد يتجمع فيها مسلمون معارضون لداعش، ويخطط كيف واين تزرع العبوات الناسفة لقتل جنود او مدنيين؟
وقال انه يقوم بعمليات الاغتيالات ايضا كجزء من مهامه، مقارناً عملية الجهاد العسكري بلعبة شطرنج.
ولم يمكنني التحقق بشكل مستقل من معظم ما ذكره لي خلال المقابلة التي جرت بحضور ضابطين من المخابرات الكردية. وسائل الاعلام العراقية كتبت عنه على انه أمير ذو رتبة عالية بتنظيم داعش.
سجين آخر كان يحاول تفجير نفسه يبلغ من العمر 15 عاما يدعى محمود احمد، كان قد القي القبض عليه لاحقا، وصف تاثير نفوذ ابو سلام عليه. كان احمد قد ارسل بحزام ناسف مخبأ تحت فانلة (دريس) لفريق برشلونة يرتديها لتفجير ملعب لكرة القدم العام الماضي.
وقال احمد، في لقاء مع قناة سكاي نيوز البريطانية، "عندما وصلت الى الهدف.. وعندما رايت اطفال صغار، ادركت مباشرة بان عملي خاطئ".
وكان احمد قد ترك الملعب ورجع الى مسؤوله الذي طلب منه ان يرجع الى الهدف مرة اخرى، ورد عليه احمد بقوله "لا ارجع".
وقال له مسؤوله موبخا "انه امر من ابو اسلام". ويقول احمد بانه رجع الى الملعب حيث اعترضته القوات الامنية العراقية هناك، وتم تفكيك الحزام الناسف الذي كان يرتديه وهو يبكي.
تنظيم داعش على حافة الهزيمة الان في مدينة الموصل التي اعلن فيها زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي دولة الخلافة عام 2014 والتي تعتبر اكبر معقل لداعش في العراق.
خسارة التنظيم للموصل ستترك له جيوبا صغيرة فقط في العراق رغم امتلاكه لمناطق اكبر في سوريا. سألت ابو اسلام عن رايه بالبغدادي الان وهو مطارد من قبل القوات. رد علي بقوله "انا الان لا اتفق مع سياساته. اذا كان يريد تأسيس دولة اسلامية فقد كان بامكانه تأسيسها بطريقة مختلفة. سياسته كانت خاطئة، حيث القتل والارهاب وكل هذه الاساليب".
وقلت له هل مازلت تعتبره زعيمك وانت في السجن الان؟ اجابني: "نعم لقد كان زعيمي، وخليفتي، لو كنت ما ازال هناك لبقيت. ربما ان الخلافة تسقط الان ولكن بزوغ الدولة الاسلامية سيستمر الى ان يتحقق لانه شيء حتمي. الله قال ذلك في كتابه. سلطة الشريعة او الخلافة لا بد وان تسود الارض. ربما ليس في وقتنا الحالي. ربما خلال المئة سنة القادمة".
مضى ابو اسلام بقوله "المقاتلون ما يزالون موالين، ما هو راسخ في عقول الشباب هناك سيبقى حتى لو فقدوا كل شيء وحتى لو قتل الخليفة. اذا خسرت هذه القوات الاراضي ولم يعد لهم مدينة مثل تلك فسيعودون كما كانوا في السابق كتنظيم سري. وسيكونون اخطر، وستكون الهجمات اسوأ. وسيكونون ضد جميع البلدان حول العالم".
حقيقة معتقدات ابو اسلام لم تتغير ايضا. قال لي بان الشيعة هم ليس بمسلمين حقيقيين ويجب قتلهم جميعا، وان المسيحيين واليهود لهم ثلاثة خيارات اما التحول للاسلام او دفع الجزية او القتل.
واضاف قائلا: "حتى في الانجيل قال المسيح بان جميع الناس يجب ان يكونوا مسلمين. النبي ابراهيم قال ذلك ايضا قبل المسيح. اما بالنسبة للمثليين والشاذين جنسيا فيجب ان يقتلوا برميهم من اعلى بناية او ان يتم حرقهم".وتم القاء القبض على ابو اسلام في 23 تشرين الاول بعد ان قاد هجوما للسيطرة على مدينة كركوك قبل يومين من ذلك. الهدف كان السيطرة على قاعدة كركوك العسكرية والسيطرة على مركز الحكومة هناك واطلاق سراح مئات السجناء.
كانت تحت قيادته مئة وخمسون رجلا مدعومين بالخلايا المحلية النائمة. تحركوا بعمق مدينة كركوك وسيطروا على محطة الطاقة الكهربائة هناك وعدة قواعد للشرطة وبنايات عالية حيث نشروا قناصيهم عليها. واستحوذوا ايضا على فندق الصنوبر المهجور وكذلك القسم الداخلي لطالبات مدرسة مسيحية.
احدى الطالبات كانت مختبئة تحت سريرها ذكرت في لقاء مع صحيفة التايمز كيف انها كانت مرعوبة واحد المسلحين كان يجلس على سريرها وهو يأكل طعاما اخذه من المطبخ. واضافت قائلة "لم نكن قادرين على ان نتنفس، كل ما كان بمقدورنا فعله هو الدعاء".
كان فريق ابو اسلام يأمل بان يشعل شرارة انتفاضة محلية. كل المسلحين، باستثناء عدد قليل منهم، كانوا يرتدون احزمة ناسفة. وقال لي ابو اسلام "كل من كان مشارك في العملية كان لايحمل في ذهنه فكرة ان يكون اسير، اما ان يقتل او ان يتم قتله".
وفي نهاية المطاف هيمنت القوات الامنية الكردية على قوة مسلحي داعش، وقال لي مسؤولون عراقيون بان اكثر من مئة مسلح قد تم قتله في تلك العملية.
ورغم ذلك فان ابو اسلام لم يفجر الحزام الناسف الذي كان يرتديه. وقال لي: "رأيت جميع اصدقائي واعضاء فريقي وقد قتلوا. الشيء الوحيد الذي طرأ على ذهني ومنعني من ان افجر نفسي هو انني فكرت بأمي. لقد مر علي ثلاث سنوات منذ رايتها اخر مرة، ولم ارد عند تلك اللحظة ان افجر نفسي".
وكان ابو أسلام قد هرب الى بيت ابن عمه الفارغ  ثم لجأ الى بيت اخر، عائلته كانت تعرف بانه مطارد ودعوه لان يرجع للبيت. وقال لي ضابط العمليات الخاصة حول عملية القاء القبض عليه "حالما ذهب الى المنطقة بدأت المكالمات الهاتفية تنهال علينا وهم يبلغونا بقولهم "انه هنا. انه هنا تعالوا والقوا القبض عليه".
معتقل اخر يدعى ابو ياسر، شاب ضخم البنية في الـ21 من عمره، من قرية ربيعة خارج الموصل اخبرني بقصة تبعث على اليأس  بكونه نشأ في بيت جدته، منبوذ من قبل والده الذي لديه عائلة اخرى، وانه لم يستطع العثور على عمل سوى عمله بين فترة واخرى في مزرعة عمه.
سألته لماذا انتمى لتنظيم داعش فأجاب "الشيء الاول هو الحصول على المال، وضعي المالي كان سيئاً، لم يكن هناك من ينصحني او يوجهني، لقد كانوا لطفاء معي بسحبي وتعليمي. اعطوني دروسا وشعرت بانهم يساعدوني".
الاسم الحقيقي لابو ياسر، هو عمار حامد محمود حسين، اقر وبدون اي خجل بارتكابه لافعال شنيعة. في اب عام 2014 كان من بين مسلحي داعش الذين ذهبوا الى جبال سنجار وذبحوا اكثر من خمسة الاف رجل ايزيدي ومن ثم اغتصبوا وسبوا الالاف من النساء والفتيات.
كانت تلك المجزرة هي التي دعت ادارة اوباما لشن اولى غاراتها الجوية ضد تنظيم داعش واعادة نشر قوات اميركية في العراق.
واخبرني ابو ياسر عن تلك المجزرة قائلا "اعتدنا لان ننصب نقاط تفتيش وهمية ونقوم بتمييزهم ثم ناخذهم الى منطقة معينة ونقتلهم. كنا ناخذهم الى مكان على شكل خندق ونقتلهم جميعا ونتركهم هناك".
وأشار الى ان هذا الاسلوب طبق بشكل متكرر على مدى سنتين ضد عرب وسنة واشخاص ضد داعش او اشخاص لديهم اموال. وقدر بانه قتل أو شهد قتل اكثر من 400 شخص.
واعترف لي ايضا، بدون اي ندم، عن ارتكابه لجرائم اغتصاب متكررة. وقال لي: "كان في البداية على شكل امر. كنا شباب ولم نتزوج وكنا بحاجة لذلك. النساء غالبا ما يرفضن هذا وكنا نقنعهن بالقول مثلا: انا زوجك الان وانت ملكي. وقد نضطر في بعض الاحيان الى ضربهن لكي يخضعن".
عندما ارسل ابو ياسر لقيادة احد الخلايا النائمة في بغداد البالغة عشرين خلية سمح له باغتصاب امرأة بعد ان تم اغتيال احد افراد اسرتها من الرجال. ويقول ان غالبية ضحاياه كانوا من الشيعة. واضاف قائلا "اذا قتلنا شخصا ورأينا بان له اخت او ام، فنفعل بهم ما نشاء لانهم شيعة".
وقضى ما يقارب من سنة في بغداد حيث ارتكب جرائم اغتيالات وسهل تنفيذ تفجيرات انتحارية وزرع عبوات ناسفة.
القي القبض على ابو ياسر اثناء هجوم كركوك الفاشل كما هو الحال مع ابو اسلام. والان يدعي بانه يرفض تنظيم داعش.
وقال لي "لقد دمروا حياتي، عندما كنت معهم كنت مسلما بالاسم فقط. لم اكن اعرف اصلا كيف تؤدى الصلاة ولم احفظ شيء من القران ولا اعرف اي شيء عنه. لقد علموني الاسلام بشكل خاطيء".
وعبر ابو ياسر بشكواه قائلا ان معظم مسلحي داعش يتم تحفيزهم من خلال الحبوب اكثر مما هو عن طريق الفكر، مثل حبوب الكابتاغون التي تحفز النشاط وتقتل الالم والخوف والاعياء. وادعى بانه لم يتناول حبوب ولكنه يحتسي خلسة شرابا مسكرا.
وبعد ان استعادت القوات الامنية الكردية سيطرتها على مدينة كركوك اخفى ابو ياسر اسلحته وسترته الواقية وحاول التسلل وسط تجمع حصل هناك، إلا ان اشخاص محليين كانوا يراقبونه اخبروا فريق للقوات الخاصة عنه. وتم القاء القبض على ابو ياسر على بعد شارعين من مكان الحادث. وفي النهاية رفض هو ايضا ان يموت من اجل داعش.

 عن: الصحفية روبن رايت/ مجلة ذي نيويوركر الاميركية



Matty AL Mache